بلاتوهات

ريثي بان في ندوة دراسية بـ «قمرة»: وثِّقوا التراث في أفلام حتى لا تخسروا التاريخ

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

وجّه صانع الأفلام الكمبودي، وخبير قمرة السينمائي ريثي بان، نصيحة لصناع الأفلام الواعدين من قطر، داعياً إياهم إلى توثيق تاريخ بلدهم، وتحدّث إلى الحاضرين في ندوته الدراسية في قمرة قائلاً: «لقد تغيرت قطر كثيراً خلال الأعوام العشرين الماضية.. إنها تتطور بسرعة. وخاطب صناع الافلام الشباب :إذا لم توثقوا قصصكم المبنية على الماضي والتراث ستجدون أنفسكم بلا تاريخ».

ويُعدُّ ريثي بان من أهم وأشهر صناع الأفلام الوثائقية على المستوى العالمي، حيث رُشِّح فيلمه الوثائقي «الصورة المفقودة» (كمبوديا، فرنسا – 2013) لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، تقديراً لتوثيق تلك الحقبة من تاريخ بلده، حيث عاني الناس من حكم الخمير الحمر.

وحَمل بان الحاضرين في رحلة إلى تاريخه السينمائي، وبحث في ندوته العديد من أعماله، من ضمنها: «شعب الأرز» (1994)، «الخمير الحمر آلة الموت» (2004)، «داتش: الجحيم الكبير» (2012).

أطلق بان مركز بوفانا في فنوم بنه، للمساعدة في إعادة بناء الصناعة السينمائية الكمبودية، ويعمل الآن مع عدد من الكمبوديين الشباب على فيلم «أولاً قتلوا والدي»، وهو الفيلم الأخير الذي اقتبسته أنجلينا جولي من ذاكرة لونغ أونغ بالتعاون مع بوفانا للإنتاج.

وقال بان: «لا أطلب من طُلّابي صناعة أفلام عن المذابح والجرائم، نحن ندربهم ونمنحهم إمكانية صناعة أفلام وصور وأصوات، هذا جزء من مهمتنا لتوثيق تاريخ وطننا، وهو متعلق بهذه المنطقة أيضاً، لأن توثيق الذاكرة مهم للغاية، لذلك استخدموا الوسائل الرقمية للتعبير عن شعوركم وإحساسكم».

تتركز مقاربة ونهج بان في التصوير على عدم تركيز الكاميرا على الأشياء، ولهذا فإنه خلال صناعة فيلم «S21»، والذي يضم واحداً من أقوى تتابعات اللقطة الواحدة لمجرم يصف فيها أفعاله داخل السجن، يرفض بان نقل الكاميرا إلى قلب الزنزانة.

ويتحدث بان عن الأفلام الروائية، مؤكداً أن صناعة الوثائقي أصعب من صناعة الروائي: «في الوثائقي هناك الكثير من المحظورات والاعتبارات المعنية والأخلاقية، ولكن بالنسبة لي، الفيلم الوثائقي مهم، لأنه الطريقة التي أُظهِر فيها للناس أنهم لا يستطيعون تدميري.. أنا هنا، وقادر على صناعة الشِعر، وصناعة أكثر من فيلم خيالي».

وتوجه بان لصنّاع الأفلام قائلاً: «صناعة الأفلام ليست سهلة.. لا يجب أن تضحوا بأنفسكم من أجل الأفلام.. الحياة أغلى من الأفلام.. ولكن إذا سألتم العديد من الأسئلة خلال صناعة الأفلام سوف تتعبون.. توجهوا فقط لصناعة الفيلم، واصنعوه بشكل جيد».

وحمل بان الجمهور إلى تلك الحقبة، حين غادر إلى فرنسا، وحصل على كاميرا هدية، وصوَّر بواسطتها فيلمه الأول، قائلاً: «لقد جعل الفيلم الناس يضحكون، وأدركت حينها أنها وسيلة مؤثرة وفعالة».

ويشدِّد بان على ضرورة ترك الأطفال يعبرون عن شعورهم بأنفسهم، وهو ما شكّل أسس فلسفته السينمائية، فبرأيه: «أنت لا تصنع فيلماً عن الناس، بل مع الناس».

ومن جهة أخرى ،انطلقت أمس الأول الأحد أولى جلسات قمرة الحوارية، وهي من الفعاليات الجديدة التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام في النسخة الثالثة من قمرة، تحت عنوان «التوزيع والتسويق الرقمي الدولي».

وتحدث بيير ألكسندر لابيل الرئيس التنفيذي لشركة «أندر ذا ميلكي واي» عن أساسيات الفيديو وفق الطلب ودور الموزع الرقمي والوسائل المختلفة للتوزيع الرقمي. وتطرق إلى القيمة التي يوفرها التوزيع الرقمي لصناع الأفلام .

بدوره تحدث نادر سبهان رئيس شركة «إفلكس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» عن الطريقة التي يتبعها الناس لمشاهدة الترفيه الآن: «لا أتذكر المرة الأخيرة التي تركت فيها المنزل لأشاهد فيلما. لا أحد يفعل هذا بعد الآن. هناك تحول جذري في كيفية مشاهدة الترفيه. لا يجب علينا الانتظار بعد الآن.

من جانبه قال جيانلوكا تشاكرا المدير التنفيذي لشركة «فرونت رو فيلمد للترفيه»، مؤكدا على ما قاله صناع الأفلام حول أهمية التوزيع الرقمي: «لدينا الآن العديد من الوسائل المختلفة لتوزيع الفيلم، ولدينا المزيد من الجمهور لمشاهدة الفيلم. يمكن لصناع الأفلام إيجاد جمهور جديد أو مواصلة متابعة جمهورهم».

وشملت النقاشات مواضيع أخرى منها تسويق الفيلم على منصات التوزيع الرقمي وأهمها منصات التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى