زي النهاردة 31 أكتوبر : رحيل «شون كونري» نجم كل الأزمان
«سينماتوغراف» ـ كريم منسي
توماس شون كونرى ممثل إسكتلندي أشتهر بأداء دور العميل البريطاني جيمس بوند في العديد من الأفلام منها «أًصبع الذهب» و «كرة الرعد».
حصل علي جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «بعيدا عن اللمس» عام 1987 والذي أشترك في بطولته مع كيفن كوستنر و روبرت دي نيرو.
وعمل كونري مع المخرج ستيفن سبيلبرغ لأول مرة في فيلم «أنديانا جونز والمحارب الأخير» عام 1989 الذي تقاسم بطولته مع هاريسون فورد كما قال عنه سبيلبرغ «شون كونري ليس مثل أي ممثل آخر فهو أسطورة حقيقية من أسكتلندا لأنه نوع من الرجال يحبه الجميع وتعشقه النساء خاصة فهو نجم سيخلده التاريخ».
يقولون عنه أنه أفضل من أنجبت اسكتلندا .. ممثل رائع يتميز بجاذبيته ومهاراته ولياقته.. يلقبه الكثيرون بـ«الأسد الهرم» لتربعه طويلاً على عرش الأفلام السينمائية، وكونري هو أول من أدى شخصية العميل السري «جيمس بوند» وقد منح لقب أفضل نجم بريطاني فـي التاريخ، باعتباره «نجم كل الأزمان»، كما يسميه البريطانيون. يؤدي أدواره بصدقية كبيرة وكاريزما قوية.. يتحدث العديد من اللغات ويعطيك الإحساس بأنه أرستقراطي، كما أنه يتميز بهيئة ممتازة وبنيان جسدي رائع وهو في هذه السن، وهو دائماً يرتدي ملابسه بذوق راق منذ كان شاباً صغيراً .
نشأة فقيرة
ولد السير توماس شون كونري في 25 أغسطس عام 1930 في إيدنبرج في اسكتلندا لأبوين فقيرين، كان أبوه يعمل سائقاً للشاحنات وأمه كانت خادمة في البيوت، له شقيق يدعى نيل يصغره بثماني سنوات، وعندما أنهى مدرسته الثانوية عمل كبائع لمنتجات الألبان وكان صبياً نشيطاً يسعى لكسب قوت يومه، مما جعله يقوم بأعمال عدة منها عمله كعامل بناء ومنظف لأكفان الموتى وهي المهن التي جعلت منه شخصاً صلباً ومليئاً بالرجولة والخشونة، بالإضافة إلى إنه كان واحداً من نجوم رياضة كمال الأجسام في هذه الفترة وفاز بالعديد من الجوائز.
البداية “الجنوب الهادي”
مسرحية “الجنوب الهادي” كانت البداية حيث قرر في تلك اللحظة أن يكون التمثيل مهنته ، وبالفعل كانت بدايته عام 1955حيث حصل على دور في إحدى حلقات المسلسل الشهير “ديكسون الأخضر” إلى أن أشترك في فيلم سينمائي عام 1959 بعنوان “داربي أوجيل والناس الصغار” وكان يلعب فيه دور رجل تقع في حبه فتاة إيرلندية، وكان رومانسياً إلا إن ملامحه القوية والعنيفة جعلت زوجة المنتج الشهير ألبرت بروكلوي ترشحه للعب شخصية “جيمس بوند” حيث قالت لزوجها : إن هذا الرجل له جاذبية خاصة على الشاشة كما أنه سيكون رخيص الثمن ولن يطلب أموالاً باهظة لتجسيد دور “جيمس بوند ” وخلال هذه الفترة اشترك شون في عدة أفلام سينيمائية منها “مكان آخر.. زمن آخر” والذي لعب فيه دور مراسل لإذاعة ” بي بي سي” يرتبط بعلاقة عاطفية مع سيدة متزوجة ولعبت دورها الممثلة ” لانا تورنر” ومن هنا ترك شون كونري انطباعا لدى الجمهور بأنه الرجل القوي اللعوب الذي يجعل النساء يقعن في حبه ثم يهرب منهن.
“مغامرة طرزان الكبرى”
وتوالت أدواره التي أظهرت مواهبه المتعددة حيث اشترك في فيلم “على الخيط” والذي لعب فيه دورا كوميديا وفيلم “مغامرة طرزان الكبرى” وكان من المفترض أن يواصل سلسلة أفلام يجسد فيها شخصية طرزان إلا إن دور “جيمس بوند” كان قد بدأ يصنع شهرته في هوليوود والعالم كله، لذا لم يقبل الاستمرار في “طرزان” بعدما وضع قدميه على القمة.
إخفاق مع هيتشكوك
ثم اشترك في فيلم “مارني” عام 1964 مع المخرج ألفريد هيتشكوك إلا أن الفيلم لم ينجح مما جعل هيتشكوك يعلن بالصحف عن ندمه لاختيار كونري لهذا الدور، وفي تلك الأثناء تعرف علي زوجته الأولى ديان كلينتون ثم اشترك في فيلم “التل” الذي حقق نجاحاً كبيراً لأدائه المتميز لدور الجندي ضحية النظام السادي.
تميز كونري بالبراعة في تجسيد دور الفتى اللعوب والرجل المحتال الذي يشكل خطرا على من حوله ولكن بصورة ساحرة تجذب المشاهدين إليه، إلا أن محطة جيمس بوند تعد أهم محطة في حياته حيث قدم ستة أفلام هي “الدكتور نو”عام 1962، “من روسيا مع الحب”عام 1963، “إصبع الذهب”عام 1964، “كرة الرعد”عام 1965، “أنت تعيش فقط مرتين” عام 1967، “الماس للأبد” عام 1971، ثم قدم هذا الدور لسابع مرة في نسخة الفيلم الجديدة لفيلم “كرة العاصفة” والذي يحمل اسم “أبداً لا أبداً” مرة ثانية عام 1983.
الخروج من عباءة بوند
إلا إن كونري حاول الخروج من عباءة جيمس بوند بعمل عدة أفلام تتنوع بين الخيال العلمي والرومانسية وعالم العصابات مثل “الخيمة الحمراء” ،”زاردوز”، “الفدية” والفيلم السياسي “الرجل التالي”.
وبتقدمه في العمر بدأ يتحرك في أدوار معينة تتناسب عمره حتى وصل إلى الأدوار المساعدة في الثمانينات، وبوصوله الخمسينات من عمره كان ما زال يحتفظ بوسامته وصحته حيث واصل أدواره البارعة في أفلام مثل “خارج الأرض” عام 1982، “الرجل ذو العدسات القاتلة” عام 1987، وغيرها.
جائزة الأوسكار
حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “بعيداً عن اللمس” عام 1987 والذي اشترك في بطولته مع كيفن كوستنر وروبرت دي نيرو، عمل كونري مع المخرج ستيفين سيلبرج لأول مرة في فيلم “أنديانا جونز والمحارب الأخير” عام 1989 الذي تقاسم بطولته مع هاريسون فورد كما قال عنه سيلبرج : شون كونري ليس مثل أي ممثل آخر، فهو أسطورة حقيقية من أستكلندا، لأنه نوع من الرجال يحبه الجميع وتعشقه النساء خاصة، وهو غير منافق، فهو نجم سيخلده التاريخ.
توالت أدواره في التسعينات بين عدة أفلام مثل “منزل روسيا”عام 1990، “رجل الطب” عام 1992، “الشمس المشرقة” عام 1994، “الصخرة” عام 1996، و”الفخ” عام 1999، وآخر أدواره الكبرى كان في فيلم الحركة “رابطة الرجال الاستثنائيين” في العام 2003.
وسام الفروسية
حصل عام 1999 على وسام الفروسية من الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، ورحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم 31 أكتوبر 2020.