مراجعات فيلمية

«سبايدرمان: لا طريق للوطن» أكثر أفلام مارفل سوداوية وإضحاكاً

«سينماتوغراف» ـ منى حسين

تمثل تلك الأفلام التي لا تحدث سوى لمرة واحدة بالعمر من روعتها حلماً بعيد المنال لمعظم الاستديوهات، ومع ذلك، ها هي مارفل تتباهى بحقيقة أنها وضعتنا جميعنا كخاتم في أصبعها مرة أخرها.

ويشكل فيلم (الرجل العنكبوت: لا طريق للوطن ـ Spider-Man: No Way Home) بطريقة ما انسجاماً مثالياً بين ما نراه ببرامج الأطفال الكرتونية المبهجة وبين الدراما العميقة التي أصبحنا نتوقعها من هذه الملاحم، وسيذكركم الفيلم مراراً وتكراراً أن هناك الكثير من الأسباب التي جعلت سوني ومارفل تخفيان تفاصيل هذا الفيلم بأكبر قدر ممكن.

على الرغم من حقيقة أن هناك ما لا يمكننا التحدث عنه هنا، فلا يزال بإمكاننا العثور على الكثير من التفاصيل لمناقشتها، لأنه لا توجد حقاً لحظة مملة في Spider-Man: No Way Home، يرجع ذلك إلى حد كبير للأداء المتألق من كامل الطاقم.

لطالما كان اختيار الممثلين في أفلام عالم مارفل السينمائي بالمكان الصحيح. حيث أن بعض أفضل الممثلين حول العالم الآن لديهم دورهم الخاص في مارفل. لكن سواء كان الوباء هو السبب أو صيغة فيلم (لا طريق للوطن) ضمن عالم مارفل، فإن أداء الممثلين هنا يبدو وكأنه شيء مختلف. فعلى سبيل المثال، يتألق ويليم دافو بأي دور يؤديه، لكن تأديته لشخصية نورمان أوزبورن يجب أن يؤرخ في تاريخ مارفل، فشخصيته (مثل بقية الأشرار الذين وجدوا طريقهم نحو عالم بيتر الخاص بتوم هولاند) يحصل على عمق جديد لم يتم استكشافه في أفلام سبايدرمان السابقة.

والسبب الأساسي في نجاح الجزء الجديد من (سبيدر مان أو الرجل العنكبوت) مبني على الأدء المتألق للنجوم، بداية من دافو ووصولاً إلى آلفريد مولينا بدور دوك أوك وجيمي فوكس بدور أليكترو.

ووسط الضحكات والدموع، هناك تعاطف عميق وصادق كنا نشعر بأنه مفقود ليس فقط في أول أفلام عالم مارفل السينمائي، ولكن في أفلام Spider-Man التي سبقت هذا أيضاً. وهذا ليس خطأ مبدعي أو ممثلي تلك الأعمال المعنية، ولكنه نتيجة للأوقات التي تم فيها إنتاجها، وما كان يتوقعه الجمهور في تلك الأوقات. حيث كان عصر الأفلام الواقعية المبكرة حول الأبطال الخارقين يركز على الأكشن والحماس أكثر من تركيزه على التأثير العاطفي المعقد لكل شيء. لكن تم نسج المشاعر والعاطفة بقوة في قصة هذا الفيلم بطريقة تبدو طبيعية بالكامل، وبالتالي تبرز بقوة العبارة الشهيرة من أعمال سبايدرمان: “مع القوى العظيمة تأتي مسؤولية كبيرة”.

وتساعد مشاركة دكتور سترينج (بنديكت كامبرباتش) في تسليط الضوء على فارق السن بين بيتر وبقية الأفينجرز. إذ أن تحت كل تقنيات توني ستارك، هناك فتى يريد نوعاً ما أن يتصرف كفتى بعمره في بعض الأحيان. مثل… الالتحاق بالكلية أو أياً كان.

ويظهر في هذا العمل كذلك، تأثير توني ستارك الذي يأخذنا إلى ما قد يكون التأثير الأكثر إثارة على المدى الطويل لفيلم Spider-Man: No Way Home. ففي الأفلام السابقة جاءت مشاركة بيتر بأية أحداث مع آيرون مان بعدما أثبت وجوده بالفعل. فلم يكن ذاك الفتى من كوينز بحاجة إلى مليونير لاختراع أدواته الخاصة به. فلقد صنعها بنفسه. لكن من الواضح أننا تجاوزنا ذلك تماماً في قصة بيتر باركر هذه، والآن بعد أن أصبحنا بعيدين بما يكفي عن سقوط ستارك، يمسك سبايدي بزمام الأمور بنفسه أخيراً. حتى أن الفتى يستخدم الرياضيات للخروج من موقف يائس صدقوا أو لا تصدقوا.

في حين أن هناك إثارة حقيقية في مشاهدة قصة بهذا النطاق، والتي تأخذ من عالم مارفل السينمائي وتضيف الكثير إليه في وقت واحد، لن أقول أن Spider-Man: No Way Home خال من العيوب. عندما يتحدث الناس عن الشعور بالإرهاق من الأبطال الخارقين، فإنهم غالباً لا يتحدثون عن سأم الجماهير من رؤية الناس يرتدون رداء البطل الخارق. ما يعنونه عادةً هو الملل العام مع الاستعارات التي كانت من العناصر الأساسية منذ فترة طويلة لهذا النوع من الأعمال. ولقد أُجبر استديو مارفل السينمائي على استخدام هذه الاستعارات على مر السنين بدرجات متفاوتة من النجاح، ولكن هناك بعض اللحظات في هذا الفيلم التي تقع في واحدة من أكثر العادات إحباطاً حول البطل: وهي صورة البطل الوحيد النموذجية. وبالرغم من أن هذه النقطة بالإضافة إلى تداعيات محددة حصلت بسبب بعض الخيارات التي اتخذها صديقنا الودود سبايدرمان سترى بلا شك الحل في الأفلام اللاحقة، لكنها في الوقت الحالي مزعجة.

أما “الهفوات” الصغيرة الأخرى في الفيلم تأتي ضمن ما بتنا نتوقعه من أفلام مارفل. فأحياناً هناك صور مولدة بالحاسب (CGI) أكثر من اللازم، أو ربما تعتبر بعض اللحظات من الحوار مبتذلة قليلاً. لكنها تبقى اللحظات المبتذلة خاصتنا! وعندما أقارن Spider-Man: No Way Home ببرامج الأطفال الصباحية، فأنا أقول هذا بأروع طريقة ممكنة. فهو يحتوي على كل الابتذال (بشكل إيجابي) الذي تتوقعونه من بيتر باركر في المدرسة الثانوية، والذي يجتمع مع السخافة المضحكة التي تأتي مع فتى يستخدم قاذفات الشباك للتأرجح في جميع أنحاء مدينة نيويورك لمحاربة الأشرار الذين هم في بعض الأحيان سحالي حرفياً.

وبغض النظر عن تلك التفاصيل الصغيرة، فإن نطاق Spider-Man: No Way Home جامح. فالأشخاص القلقون من أن يكون Spider-Man 3 مكتظاً مع كل أولئك الأشرار المعنيين، فلا داعي للقلق. حيث أن الغالبية العظمى لكل ما تم تقديمه في هذا الفيلم الجديد تنجح بطريقة ستجعلكم تغادرون السينما وأنتم تشعرون بإثارة كبيرة وتعدّون اللحظات حتى ترون بيتر وأصدقائه مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى