أحداث و تقارير

شاهد: «سكوكان».. غجري تشيكي يبحث عن مكانه في العالم

 

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

هل نتحكم في مصائرنا أم يحركنا القدر؟.. بهذا التساؤل الشائك يبدأ المخرج التشيكي بيتر فاكلاف فيلمه «سكوكان» الذي يتناول فيه رحلة غجري تشيكي يحاول أن يجد لنفسه مكانا في العالم في مزج فريد بين الروائي والوثائقي.

الفيلم، الذي عرض أمس السبت في القسم الرسمي خارج المسابقة من الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يتتبع رحلة شاب من الغجر التشيك من السجن إلى مدينة كان الفرنسية ثم إلى روما عاصمة إيطاليا لا يحركه خلالها سوى دافع واحد هو إيمانه الشديد بأن مصيره بيديه وأنه يملك القدرة على قلب حياته رأساً على عقب.

سكوكان ليس اسم بطل الفيلم الحقيقي لكنها كلمة تعني الضفدع ويطلقها المساجين على الشخص الذي يملك القدرة على القفز بعيداً عن المشاكل لكن دون القدرة على الكشف عن طبيعة هذه المشاكل والتعامل معها.

بعد خروجه من السجن الذي دخله بسبب المخدرات يقرر البطل أنه يريد أن يصبح ممثلاً ليبدأ رحلة على الطريق لا ترافقه فيه سوى خيالات الفتاة التي كان يحبها وابنته التي تعيش الآن في ملجأ للأيتام.

لعل العنصر الأكثر تفرداً في هذا الفيلم هو أن كل أبطاله تقريباً ممثلون غير معروفين أو محترفين بل هم أشخاص عاديون من القبائل الغجرية التي أسرت اهتمام المخرج منذ الصغر.

وأشار المخرج قبل بداية عرض الفيلم في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية إلى أنه استغرق شهوراً حتى يعثر على بطله واسمه الحقيقي جوليوس أوراكو ويقنعه بالتمثيل في الفيلم.

ويقول: ”بشكل ما هذا فيلم وثائقي في قالب روائي.. فسكوكان هو نسخة من جوليوس الذي كان في السجن أيضاً لفترة قبل تصوير الفيلم وأثنائه بتهمة جمع المعادن بشكل غير قانوني“.

في مدينة كان الفرنسية التي تستضيف واحدا من أشهر المهرجانات السينمائية في العالم يبدأ الفصل الثاني من رحلة البطل. يحاول أثناء وجوده أن يكسب عيشه بالغناء في الشارع ويسعى من خلال السرقات الصغيرة والتحايل للدخول في المهرجان والتعرف على أهم شخصياته.

لكن بعد مرور عدة أيام يصطدم البطل بواقع أن وجوده غير مرحب به في هذه المدينة إلا في إطار الغناء والتسول في الشارع، فيقرر أن يضع حداً لأحلامه هذه ويركز بدلاً من ذلك على محاولة العثور على الفتاة التي يحبها، والتي تعمل عاهرة في روما، ليخبرها بمشاعره نحوها.

يقول فاكلاف إن من أبرز الأمثلة على الطبيعة الوثائقية لهذا الفيلم هي الطريقة التي تطورت بها قصته وتحديداً في فصلها الثالث مع بدء رحلة البحث عن الفتاة.

وقال في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم ”كانت خطتي في البداية هي أن أتتبعه وحده وهو يتحرك في شوارع روما بحثاً عنها لكن كل هذا تغير عندما تعرفت على مجموعة من الغجر الإيطاليين الذين رحبوا بالمشاركة في الفيلم فأصبحت رحلة البحث جماعية ووجد سكوكان من يؤانسه على الطريق“.

وهذا ليس أول فيلم يخرجه فاكلاف عن الغجر في التشيك. فقد سبق وأخرج فيلمين هما (ذا واي أوت) و (وي وير نيفر ألون) واللذين يحكيان قصصا مختلفة عن حياة مجتمع الغجر في التشيك. وعرض الفيلم الأول في مهرجان كان السينمائي عام 2014 بينما كان الثاني فيلم الافتتاح في دورة عام 2016 من مهرجان برلين.

وقال فاكلاف رداً على سؤال عن سر اهتمامه الشديد بهذا المجتمع قائلاً: ”منذ طفولتي كان الغجر يقيمون في أحياء منفصلة وكنت أسمع تحذيرات من كل من حولي يقولون لي.. لا تتعامل معهم.. احذر منهم.. ولم يزدني هذا إلا فضولاً لمعرفتهم وعندما عرفتهم فُتنت بهم“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى