المهرجاناتالمهرجانات العربيةسينما مصريةسينمانامراجعات فيلميةمهرجان القاهرةمهرجاناتنقد
صدمة فيلم حائط البطولات
انتصار دردير تكتب لـ”سينماتوغراف”
صدمة فيلم “حائط البطولات”
كان المسرح الكبير بدار الأوبرا ممتلئا عن آخره بالحضور من سينمائيين عرب وأجانب ومصريين، وصحفيين ونقاد وطلبة معهد السينما وجمهور غفير تدفق لمشاهدة فيلم “حائط البطولات” ، كان الزحام على أشده وتأخر العرض لأكثر من نصف ساعة عن موعده وبقينا فى مقاعدنا ننتظر فى حالة ترقب الفيلم الذى يمجد بطولة العسكرية المصرية فى بناء حائط الصواريخ الذى كان يحمى قوات العبور خلال عملية اقتحام مانع قناة السويس، أنه فيلم عن حرب أكتوبر العظيمة التى ظللنا نكتب على مدى سنوات طويلة عن اهمية تخليد هذا النصر الرائع سينمائيا، وعن ضرورة أن تدعم الدولة إنتاج عدة أفلام عنها تحفظ ذاكرة هذا الحدث الاستثنائى فى تاريخنا المعاص.
الفيلم ترددت بشأنه أقاويل عديدة أدت إلى منع عرضه على مدى خمسة عشر عاما متواصلة منذ تصويره عام 1998، لهذا كان الترقب كبيرا وكانت الصدمة أيضا كبيرة، فبكل المقاييس لم يرق الفيلم الى أي قدر من مستوى هذا النصر العسكرى وقد شابته الأخطاء الفنية وجاء طويلا ومملا وغادر كثيرون قاعة العرض بعد مشاهده الأولى، وغلبت على تصويره وتنفيذه حالة استسهال فمنذ تيتر المقدمة الذى جاء باهتا متضمنا أسماء فريق العمل بخلفية سوداء لاتوحى بأنك امام عملا يحمل أى قدر من الخصوصية.
وفجر المشهد الأول للفيلم ضحكات الحضور حيث تضمن اجتماعا داخل الجيش الاسرائيلى بحضور رئيسة الوزراء جولدا مائير – أدت دورها الفنانة عايدة عبد العزيز – ووزير الدفاع موشى ديان وقام بدوره بافتعال شديد الفنان الفلسطينى غسان مطر وضم كبار قادة الجيش الاسرائيلى ودار الحوار باللغة العربية – وهذا وحده يكفى لأن يفقدك مصداقية العمل – وقد ترك للممثلين فيه تأدية الحوار كل وماتيسر له، منهم من يتحدث العامية ومنهم من يؤدى بالفصحى ومنهم من يجمع بين الحسنيين لكن أكثر ما فجر الضحك كان ظهور أحد قادة الجيش الإسرائيلى وعلى وجهه ” زبيبة الصلاة “.
أما الفيلم نفسه فقد افتقد روحا وحيوية وجاء أغلب أبطاله أكبر سنا من طبيعة أدوارهم كما غرق فى بعض التفاصيل العسكرية التى قد لاتهم المشاهد، أما الصورة ومشاهد الجرفيك وحتى لقطات ضرب العدو لمدرسة بحر البقر لم تكن بالمستوى الفنى المطلوب وأثارت أيضا المزيد من الضحك نتيجه توالي سبع طائرات عمليات القصف المستمره على الشاشه للمدرسة وكأنها قاعدة عسكرية ضخمه، وماتبعها من تدمير ساذج وجثث لأطفال ملطخين بمادة ليس لها علاقة بلون الدم، أما الصوت فكان رديئا وغير مسموعا فى بعض الحوارات، ومن الظلم مقارنة الفيلم بالأفلام المماثلة عربيا قبل عالميا، وهو ما يطرح سؤال عمن شاهده ووافق على عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إنها مهزله سينمائية في رداءة السيناريو وسوء الأداء التمثيلي والإخراج وكل شيء، والأهم بالطبع أن ينسب هذا العمل اصلا إلي حرب أكتوبر المجيدة. وبعد العرض تساءل الجميع في استنكار، ألم يكن من الأفضل استمرار منع عرض الفيلم، ونسيانه؟!