أفلام لها تاريخ

طرائف وحكايات من كواليس فيلم «باب الحديد»

 

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

فيلم «باب الحديد» ليوسف شاهين يمثل احد العلامات البارزة في تاريخ السينما العربية، لثراء موضوعه وعمق شخصياته والحرفية العالية التي قدمها شاهين في ترسيخ لغته السينمائية، التي حققت نقلة كبيرة في ذلك الفيلم على وجه الخصوص، ليبقى تحفة خالدة في ذاكرة السينما العربية، وقد شارك في مهرجان برلين السينمائي الثامن، كما تم اختياره من قبل مصر للتنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية ولكنه لم يترشح، ويعد أول فيلم عربي وإفريقي يطرح للتأهل لجائزة الأوسكار، وتم تصنيفه في المركز الرابع ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.

وكان العرض الأول لفيلم “باب الحديد” يوم 20 يناير عام 1958 بسينما “ميامي وفيمينيا” بالقاهرة،  قصة وسيناريو عبد الحي أديب، وإخراج يوسف شاهين، وساعده في الإخراج محمد أبو سيف، الذي وضع الحوار للفيلم، ويتناول قصة بائع الجرائد الأعرج في محطة “باب الحديد” الذي يعيش مع هلاوسه وخيالاته في حجرة ضيقة يملأ جدرانها بصور الممثلات والنساء الجميلات المنزوعة من الصحف والمجلات ويقع في غرام “هنومة” بائعة المياه الغازية وهى مخطوبة لـ”أبو سريع” العتال بنفس المحطة ويدعو إلى إقامة نقابة للشيالين تحمي مصالحهم. وتسخر هنومة من طلب قناوي بائع الجرائد بالزواج منها وتخبره بأنها تحب أبو سريع خطيبها فيقرر قتلها حتى لا تتزوج من أبو سريع وينوي قتل كل من يقف في طريقه. ويستطيع عم مدبولي تهدئة ثورته وإيهامه بأنه سيزوجه هنومة حتى تحضر عربة مستشفى المجانين وتقبض عليه.

وقال الناقد “جيمي رسل” من BBC عن فيلم باب الحديد: هاجم الجمهور الفيلم عند عرضه لأول مرة، بل وحطموا صالات العرض، ليختفي لمدة عقدين من الزمن، ويعود مره أخرى كقطعة فنية فريدة، وكعلامة من علامات السينما المصرية.

وقاد يوسف شاهين فيلمه بعبقرية، فشخصية “قناوي” شخصية يقودها الهوس الجنسي والغيرة إلى الذهان وارتكاب الجرائم، ولكن بالرغم من ذلك استطاع شاهين في كل مشهد لشخصية قناوي أن يظهر لنا الجانب الإنساني له كي نتعاطف معه حتى لا نفقد شعورنا بالإنسانية نحوه. وكان أداء شاهين محكما، وهند رستم كانت قاسية ومتلاعبة بشكل رائع، و”باب الحديد” هو انتصار للسينما.

ومن طرائف كواليس فيلم باب الحديد:

ـ تراجع محمود مرسي عن الظهور فيه، حيث قرر صُناع العمل منحه 50 جنيه فقط، باعتباره وجه جديد سيراه الجمهور للمرة الأولى، إلا أن مرسي اعترض على الأجر، وتساءل كيف لبطل العمل أن يتقاضى أجرا أقل من بطلته، وهي الفنانة هند رستم “هنومة”، وبالتالي تم إسناد دور أبو سريع لفريد شوقي.

ـ وقوف المخرج الراحل يوسف شاهين بعد الانتهاء منه أمام محكمة الجنح؛ للتحقيق معه بتهمة التمثيل فى فيلم “باب الحديد ” وذلك يوم 7 نوفمبر 1958؛ وذلك لأنه خالف القانون الذى كان ينص أنه لا يمكن لأى شخص خارج جدول نقابة الممثلين أن يقوم بعمل أى دور في الأفلام السينمائية وبذلك أصبح يواجه عقوبة السجن 30 يومًا وغرامة خمسين جنيهًا لقيامه بدور” قناوي ” في فيلم باب الحديد.

وقال يوسف شاهين فى حواره المنشور بأحد مجلات الفن وقتها أنه لم ير أى شخص آخر يستطيع القيام بدور “قناوي”؛ كى يسند له الدور، إلا أن النيابة استدعته للتحقيق معه بتهمة القيام بدور بالفيلم وهو غير مسجل بجدول نقابة الممثلين.

ـ ربما تكون مفاجأة للكثيرين أن يعرفوا أن محطة سكة حديد مدينة المحلة هى التى استوحى منها الأديب الراحل عبد الحى أديب قصة فيلم باب الحديد، حيث كان يسكن على بعد خطوات قليلة منها فى شبابه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى