بلاتوهات

عروض القاهرة السينمائي: «ذا نارو باث».. عندما يخرج الحب إلي فضاء رحب من «الممر الضيق»

الوكالات ـ القاهرة: «سينماتوغراف»

في أحد الأحياء الشعبية بمدينة كيرالا الهندية يعيش الشاب أخيل مع والده المقعد المريض بالسكر في أوضاع مزرية فيما يفرض مرض الأب على الشاب أن يجلس بجواره لرعايته غير قادر على البحث عن عمل.

للوهلة الأولى تبدو قصة الفيلم – الذي أخرجه الأخوان ساتيش وسانتوش بابوسينان – تقليدية تناولتها السينما الهندية والعالمية من قبل عشرات المرات لكن الأخوين بابوسينان يبتعدان عن الميلودراما النمطية لأسرة فقيرة ليركزا على استكشاف الطبيعة الشائكة للمشاعر المعقدة المتبادلة بين الأب وابنه.

وفيلم (ذا نارو باث) هو أحد أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والثلاثين وتكاد تدور أحداثه في مكان واحد هو المنزل البسيط الذي يعيش فيه الأب وابنه ولا يخرج المخرجان من هذا المنزل إلى العالم الخارجي إلا فيما ندر ليخلقا أجواء شديدة الحميمية تعكس خصوصية الفكرة التي يتناولانها في الفيلم.

يستكشف الفيلم بتأن وعلى مدى قرابة ساعتين مستويات تلك العلاقة التي تبدو في ظاهرها متوترة وتحيط بها الكثير من الهواجس والشكوك المتبادلة.. فالأب الذي يلعب دوره الممثل كيه كالداران يشعر أن ابنه يحتقره ويحمله مسؤولية وفاة أمه ومن ثم يتعامل معه بمنطق الهجوم خير وسيلة للدفاع بينما يسيطر على الابن الذي يجسده ساراث سابا شعور بأن والده لم يحبه قط وأنه فقط يعتمد عليه لرعايته.

لقطة من فيلم ذا نارو باث
لقطة من فيلم ذا نارو باث

تدريجيا يغوض المخرجان في نفسية بطليهما ليزيلا تلك الطبقات من التوتر والشعور بالنبذ والإقصاء ليصلا إلى منطقة تتجلى فيها المحبة التي يكنها كل منهما للآخر خالصة دون شوائب. يكثف المخرجان تلك اللحظات الشعورية بحساسية لتصل المشاعر إلى ذروتها مع نهاية الفيلم وليخرج الحب من الممر الضيق إلى فضاء رحب لا مجال فيه للهواجس أو الشكوك.

ينتمي الفيلم إلى تيار الواقعية ويلجأ المخرجان بوعي إلى استخدام أبرز سمات هذه المدرسة السينمائية مثل قلة أماكن التصوير والاعتماد المحدود على الإضاءة الصناعية واستخدام ممثلين غير معروفين لأداء الشخصيات الرئيسية.

ottayaal-paatha

وعن فكرة الفيلم قال سانتوش بابوسينان في ندوة أعقبت العرض إن مشاعر الحب التي ظهرت في الفيلم لم تكن في حسبانه هو وشقيقه عندما بدآ العمل على الفيلم.

وقال “في الحقيقة كان الأمر على النقيض تماما. كنت أنا وساتيش مهمومين بفكرة الكراهية.. كيف يمكن أن تسمم الكراهية علاقة مقدسة مثل علاقة الآباء بأبنائهم. لكن مع تطور السيناريو وجدنا أنفسنا بلا وعي منا نتحرك في هذا الاتجاه.”

وأضاف أخوه سانتوش معقبا “العمل الفني دائما أكبر من الفنان. نحن لا نوجهه.. هو الذي يوجهنا. ويتنافس الفيلم ضمن 16 فيلما من مصر والجزائر وإستونيا وجورجيا على جائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي سيسدل الستار عليه في 24 نوفمبر تشرين الثاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى