بلاتوهات

«عنابة».. المهرجان والولاية والأهل

%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%b7%d9%81 ـ محمد عاطف

سعدت بالمشاركة في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة الثانية من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بالجزائر الأسبوع الماضي. حيث امتازت دورة المهرجان هذا العام باختيارات أفلام رائعة من أفضل إنتاجات دول البحر المتوسط عن عامي 2015- 2016، كما كان لافتا جهود وزارة الثقافة الجزائرية، والسلطات التنفيذية بولاية عنابة في تقديم كافة أوجه الدعم للمهرجان، وتجديد قاعات العرض وتجهيزها بأحدث تقنيات الصوت والصورة. فضلا عن حرص كبار نجوم وصناع السينما في الجزائر على التواجد والمشاركة في كافة الفعاليات من عروض وندوات سينمائية، وأيضا في ورش العمل التي اهتم المهرجان برئاسة المخرج الجزائري الكبير سعيد ولد خليفة بإهدائها إلى الموهوبين من أبناء ولاية عنابة. ذلك بالإضافة إلى تألق المهرجان بحضور أيقونة السينما العالمية المخرج الكبير كوستا جافراس. أما عن الجوائز، فقد اقتسمت كلا من الجزائر وفلسطين عن جدارة نصيب الأسد، حيث جاءت جائزتي الجزائر عن فيلم «الآن يمكنهم أن يعودوا” للمخرج سالم الإبراهيمي الذي نال جائزة العناب الذهبي، كما حصد بطله أمازيغ كاتب على جائزة أفضل ممثل. بينما حازت فلسطين على جائزتين، الأولى إلى النجمة ميساء عبد الهادي عن دورها الرائع في الفيلم الفلسطيني “٣٠٠٠ ليلة” إخراج مي المصري، والثانية: جائزة أفضل سيناريو عن فيلم “يا طير يا طاير” للمخرج هاني أبو أسعد.

امتلأت قاعات العرض بجمهور عنابة طوال أيام المهرجان من مختلف الشرائح العمرية، وأثار اعجابي وتقديري التزام أهل عنابة بأداب المشاهدة السينمائية، كما عكست مداخلاتهم في ندوات الأفلام سعة ثقافتهم السينمائية والعامة، وعمق فهمهم وتقبلهم واحترامهم للآخر المختلف ثقافيا.

تمتاز ولاية عنابة بطبيعة خلابة يمتزج فيها جمال البحر بسحر سلسلة الجبال الخضراء، كما لمست ما تتمتع به الولاية من أمان، وبنية أساسية قوية من طرق وفنادق ومطار دولي يؤهلها لتكون واحدة من أهم نقاط الجذب السياحي على البحر الأبيض المتوسط. لقد استمتعت في ولاية عنابة بمشاهدة ثراءها التاريخي والحضاري الكبير، وانبهرت بجمال أثار منطقة هيبون، وبكنيسة القديس أوغسطين، وبالدفء الإنساني لأهل الولاية الذين تعاملوا مع المهرجان وضيوفه باحتفاء وترحاب وكرم يعجز عنه المدح، ومحفزا لتكرار الزيارة مرارا.

كان مسك ختام الزيارة دعوة الكاتب الكبير عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري للوفد المصري بقضاء يومين في الجزائر العاصمة، واصطحابنا ضيوفا على الفعاليات الثقافية المنعقدة في ذلك الوقت، التي شهدت من خلالها قوة حضور وزارة الثقافة في الشارع الجزائري. لقد أكدت لدي زيارتي لدولة الجزائر الشقيقة المكانة الكبيرة التي تتمتع بها مصر والثقافة المصرية في قلوب الشعب الجزائري الكريم، ولا يسعني سوى تقديم وافر الامتنان لوزارة الثقافة الجزائرية لحرصها الدؤوب على تكريس هذا الود عبر إشراك مصر في كافة الفعاليات الثقافية المهمة، والتي أقربها معرض الكتاب القادم، حيث يذكر أنه يستضيف في دورته هذا العام جمهورية مصر العربية ضيفا للشرف.

– ناقد سينمائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى