زووم ان

فايزة أمبة صاحبة مبادرة «سينما الحارة» تنقل «البحر الأحمر السينمائي» إلى أحواش مدينة جدة

ـ أعمل على إلهام الجيل القادم بصناعة الأفلام واكتشاف المواهب الجديدة

 جدة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

بعد مضي ما يزيد على ستة عقود لظهور أول دور عرض للسينما داخل حارات مدينة جدة غرب السعودية، التي عرفت وقتها بـ”سينما الأحواش” تعود تلك الحارات لاحتضان “سينما الحارة” وهي مبادرة توعوية يرعاها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لتكون ضمن دورته الأولى.

وتتألف المبادرة الجديدة من نوعها بحسب القائمين عليها، من عدة دورات وعروض تُقدم في الهواء الطلق في أحياء مختلفة في جنوب مدينة جدة.

تهدف فكرة البرنامج إلى نقل مهرجان البحر الأحمر لقلب مدينة جدة، حيث تم تفعيل ستة عروض في أربعة أحياء مختلفة في المدينة خلال شهر أكتوبر الماضي، ويستهدف المهرجان من خلال هذه المبادرة فئة الشباب على وجه التحديد، لإلهام الجيل القادم الذي قد يعتقد أن صناعة الأفلام مهنة غير مناسبة له وأكتشاف المواهب وصانعي الأفلام، كما يتيح المهرجان الفرصة لجميع ساكني جدة للمشاركة في هذه المبادرة.

وبحسب صاحبة المبادرة المخرجة فايزة أمبة فأنها تهدف لتعريف أبناء تلك الأحياء بكيفية صناعة الفيلم، وما يدور خلف الكواليس من خلال تصوير مشاهد سينمائية حية داخل الحارة، وأضافت “أن الفكرة كانت إقامة ورش عمل غير تقليدية ضمن فعاليات المهرجان، بحيث يتم تصوير الفيلم أمام الجمهور بشكل تفاعلي، وهي فكرة جديدة من نوعها، فيها نوع من التميز من خلال طرح أفكار غير تقليدية عن ورش العمل والدورات التي تكون في العادة نظرية، إضافة إلى أنها ستمنح المهرجان ميزة بخلاف المتعارف عليه في المهرجانات الأخرى التي في الغالب تكون نخبوية للعاملين في مجال السينما.

وترى أمبة أن مبادرتها تقدم شيئاً مختلفاً يتمثل في مشاركة أبناء الحي بالعمل السينمائي أثناء تصوير الفيلم، منهم الممثلون وآخرون يعملون في التصوير كمساعدين للمصورين الأساسيين، وآخرون يعملون في التنظيم، بما يجعل الجمهور منغمساً انغماساً في رحلة تجريبية، بينما تم اختيار ثلاثة إلى خمسة أشخاص للمشاركة في تصوير المشهد كممثلين إضافيين أو كجزء من طاقم الفيلم، بعد زيارات عدة للحارات، لاختيار من لديهم الموهبة والرغبة في العمل السينمائي، وستكون “تلك المشاهد وما يدور في كواليسها ضمن فيلم وثائقي يعرض لاحقاً“.

وحول اختيارها لأحياء جنوب جدة كمواقع لتدشين مبادرتها، قالت” “في الماضي صورت فيلماً في حارة السبيل، وأثناء التصوير لمست فضول أبناء الحي لعالم السينما، ورغبتهم في التعرف عليه. ويمكن القول إنهم بعيدون عنه كل البعد“. وأوضحت أن أبناء تلك الأحياء لديهم حس عال نحو المجتمع، فهم “أكثر ترابطاً والجميع يعرف بعضه بعضاً، ولديهم حياة اجتماعية مترابطة جداً.

واستطردت بالقول “عندما خطرت فكرة المبادرة، توجهت إلى تلك الأحياء بهدف البحث عن ممثلين وآخرين يعملون كمساعدين في كافة المهن التي تندرج تحت العمل السينمائي، لا سيما أن أبناء تلك الأحياء لديهم حس عال وتعطش للفن والسينما .

الحصول على مؤهلين للقيام بالأدوار المنوطة لهم في إنتاج الفيلم السينمائي لم تكن سهلة بحسب المخرجة وصاحبة الفكرة، إذ تطلب الأمر زيارات متعددة لتلك الحارات ومقابلة عديد من أبنائهم الراغبين في خوض التجربة، ومن ثم عمل الاختبارات لاختيار الفريق الذي سيعمل في تصوير المشهد السينمائي الحي، ومن ثم تبدأ عملية التدريب قبل موعد التصوير الفعلي للمشاهد.

 ومن جانبه قال إدوارد وينتروب، المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي “إن السعودية مليئة بالمواهب غير المستغلة، ومن أولوياتنا تمكين المواهب المحلية من تحقيق طموحاتها. سنتمكن من خلال برنامج سينما الحارة من نقل صناعة السينما من صالات العرض إلى شوارع جدة في محاولة تثقيف وتمكين وإثارة شغف الشباب من خلال منحهم الأدوات اللازمة للنجاح وتعزيز مواهبهم“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى