«فايف كيم باك».. وثائقي يرصد تغير مفهوم هوليوود عن أفلام الحروب
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
فقد وليام وايلر حاسة السمع وكف جورج ستيفنز عن إخراج الأفلام الكوميدية وعانى جون هيوستن مما يطلق عليه الآن اضطراب ما بعد الصدمة بعد خمس سنوات من تصويرهم لمشاهد الموت والدمار.
والمخرجون الثلاثة إلى جانب فرانك كابرا وجون فورد لم يكونوا الوحيدين الذين غيرتهم تجربة توثيق الحرب العالمية الثانية.
ويظهر الفيلم الوثائقي (فايف كيم باك) أن هوليوود نفسها تغيرت فاكتسبت أفلامها واقعية جديدة في عرضها للحروب وتأثيراتها على الذين خدموا في الحروب ومن بقوا في الخطوط الخلفية.
وقال مارك هاريس مؤلف كتاب (فايف كيم باك) المأخوذ عنه الفيلم “تأثير الحرب على هؤلاء الرجال كان عميقا.”
وأضاف هاريس إن تجربتهم في تصوير الأفلام الوثائقية والقصيرة “شجعتهم على الاستقلالية والذاتية وجعلتهم يسعون بجد أكبر لتكون أفلامهم التي قدموها في هوليوود أكثر واقعية وآنية.”
ويحكي الفيلم الذي عرض لأول مرة يوم الجمعة الماضى على موقع نتفليكس روايات المخرجين وقت الحرب ويضيف تعليقات من مخرجين حاليين منهم ستيفين سبيلبرج وفرانسيس فورد كوبولا.
ولم يشارك المخرجون الخمسة في القتال لكنهم جميعا تركوا مستقبلا زاهرا خلفهم على مدى سنوات وشاهدوا عنفا حقيقيا أثناء تصويرهم لنقاط التحول الحاسمة في الحرب العالمية الثانية.
وقال سبيلبرج في الفيلم إنه قبل دخول الولايات المتحدة في الحرب “كان المشاهدون معتادون على حرب هوليوود المعقمة والقتال الخالي من الدماء.”
لكن وايلر وكابرا وهيوست وفورد وستيفينس التقطوا الواقعية القاتمة للمعارك في حملة شمال أفريقيا وفي تحرير باريس وروما وفي معسكر اعتقال داخاو.
ولدى عودتهم إلى هوليوود شهد مستقبلهم المهني نقطة تحول فارقة. فحصل فيلم وايلر (أجمل سنوات حياتنا) الذي حكى فيه عن إعاقات المحاربين القدامى على سبع جوائز أوسكار عام 1947.
وأخرج كابرا (إنها حياة جميلة) في عام 1946 الذي مثل تحولا كبيرا ويعتبر الآن من كلاسيكيات السينما العالمية.
وستيفينز الذي كان من أمهر صناع الكوميديا الموسيقية في الثلاثينيات صنع فيلما عن معسكر الإبادة داخاو استخدم في محاكمات نورمبرج في جرائم الحرب. وهزه ما شاهده بدرجة جعلته يترك الكوميديا ويقدم على أفلام جادة أخرى مثل (مذكرات أنا فرانك).