أحداث و تقاريرأهم العناوينالمهرجانات الأجنبية

فرنسا تفوز بنصيب الأسد في الدورة 68 لـمهرجان كان

صدمة «كيت بلانشيت» ودموع «ليندون» وميول الأخوين كوين ظلمت «أمى» و«الشباب»

نعمة الله حسين تكتب من «كان» لـ «سينماتوغراف»:

جاءت جوائز مهرجان «كان» السينمائى فى دورته الـ68 صادقة فى بعضها وعكست تماما وجهة نظر الأخوين كوين رئيسا لجنة التحكيم، وفى مقابل أصواتهما كان لحضور النجمة الفرنسية الجميلة صوفى مارسو عاملا هاما فى إنتزاع ثلاث جوائز لبلدها من بينها السعفة الذهبية التى حصل عليها فيلم «ديبان» للمخرج جاك أوديار، وكذلك جائزة أحسن ممثلة التى حصلت عليها الممثلة والمخرجة الفرنسية «ايمانويل بيركو» والتى توقعت «سينماتوغراف» فوزها بتلك الجائزة، وقد إقتسمتها مع الممثلة الأمريكية الشابة «رونى مارا» التى قامت بدور تيريزا فى فيلم «كارول»، وبذلك تكون الممثلة الإسترالية الأصل، الأمريكية الجنسية، كيت بلانشيت قد ظلمت كثيرا، وقد ترددت شائعات فى أروقة المهرجان الى أن كيت رفضت إقتسام أى جائزة، ولما كان من الصعب تجاهل فيلم «كارول» لتود هاينز، فأعطيت الجائزة للشابة رونى مارا، أما جائزة أحسن ممثل فقد حصل عليها الممثل الفرنسى «فانسان ليندون» بطل فيلم «قانون السوق» لستيفان بريزيه كما أشرنا فى توقعاتنا أمس، وتعد هذه أول جائزة يحصل عليها طوال مشواره الفنى، لذلك كان شديد التأثر ولم يستطع أن يخفى دموعه أو يحبسها، وبالتالي فإن نصيب الأسد حصده الفرنسيين الذين أحرزوا، إضافة إلى السعفة الذهبية، جوائز التمثيل.

7f3b71ad-ea03-4e2a-bb78-4e1ad6e90b02-620x372

وقد فرح الجمهور الفرنسي كثيرا بفوز فانسان ليندون بجائزة أحسن ممثل، وقال ليندون عنذ تسلمه الجائزة «هذه أول مرة في حياتي أحصل فيها على جائزة» وأضاف: «قال ويليام فولكنر لتكن أحلامكم واسعة حتى لا تبعد عن نظركم حين تسيرون نحوها»، ولم يظهر ليندون في كان منذ 2011 حين لعب دور رئيس حكومة، بين الحقيقة والخيال، في فيلم «الأب» لآلان كافالييه، وعاد هذه السنة إلى الكروازيت في دور عاطل عن العمل، في الأربعين من العمر، أمام خيار أخلاقي صعب ترغمه عليه الماكينة الرأسمالية، وعادة يتقن الممثل الفرنسي الدراما الاجتماعية، لكنه ظل في أغلب الأحيان بعيدا عن الأضواء، وإن كان رشح خمس مرات لجوائز السيزار، ولم ينلها أبدا، جاء مهرجان «كان» ليصلح هذا القدر السيء.

filmfestival-cannes

أما فيلم «ديبان» لجاك أوديار، فيعد العمل السابع في رحلته الإخراجيه، وهو دراما على خلفية صدام الثقافات عبر قصة لاجئ من نمور التاميل في فرنسا، ويستلهم أوديار الفيلم بطريقة حرة من كتاب «رسائل فرنسية» لمونتسكيو أحد أبرز فلاسفة عصر التنوير في فرنسا القرن الثامن عشر، وخيب منح السعفة الذهبية لجاك أوديار جمهور كان ونقاده الذين توقعوا فوز أفلام أخرى بها على غرار «كارول» للأمريكي تود هاينس أو «الشباب» للإيطالي باولو سورنتينو، وعبر العديد عن سخطهم أمام هذا الفوز، خصوصا أن لجنة التحكيم قد أرست مبدأ إقتسام الجوائز، ومن ثم فيكون فى هذه الحالة قد تم تجاهل كل من فيلم «الشباب» وفيلم «كارول»، لكن كما يرجح البعض ربما اختارت لجنة التحكيم التي يترأسها الأخوان كوين فيلما يتناقض مع حسها الفني، إذ تتميز أفلام الثنائي وأفلام كزافيه دولان وغييرمو ديل تورو بخفة الروح، وكان أوديار قد فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان عن فيلم «النبي» عام 2009.

ابن ساول

أما الجائزة الكبرى أو هي ثاني أهم جوائز المهرجان فمنحت للمجري لازلو نماس عن فيلمه الأول «ابن ساول» الذي كاد أن يخلق الحدث لو فاز بالسعفة، وإن كنت أرى من وجهة نظري الشخصية انه فيلم جيد من الناحية الإخراجية، ولكن موضوعه قد قتل بحثا وعرضا فى السينما العالمية.

ونأتي إلي جائزة لجنة التحكيم الخاصة والتى ذهبت إلي اليوناني يورغس لانتيموس عن فيلمه «سرطان البحر» وقد وضحت فيها تماما ميول الأخوين كوين ونفوذهما، وكان من المفترض أن تذهب إما لفيلم «أمى» من اخراج نانى موريتى، أو فيلم  «الشباب» لسورينتينو، وعموما يتميز«سرطان البحر» بنزعة سريالية جنونية، حيث يدعو الفيلم إلى التفكير في مجتمعنا الذي حبس المشاعر في قوالب نمطية تخضع لقانون السوق، ويظهر كيف يحكم الحب عالمنا الذي يقصيه.

50bbb427-966b-41e1-8d31-5e4f5e708b94-1020x739

هذا بالنسبة لأهم الجوائز، أما جائزة أحسن إخراج فكافأت التايواني هو هسياو هسيان (يناهز السبعين من العمر) الذي يعتبر من أكبر السينمائيين العالميين، وشارك هسياو هسيان في هذه النسخة من المهرجان بفيلم «القاتل» وهو عمل ملحمي ذو نسق بطيء جدا يدور في الصين بالقرن التاسع، وعوض هسياو هسيان البطل التقليدي في أفلام فنون القتال بالبطلة «شو كي».

وفاز المكسيكي ميشال فرنكو بجائزة أحسن سيناريو عن فيلم «مزمن»، وشكر ميشال فرانكو بحرارة الممثل الرئيسي تيم روث، وكان تيم روث ترأس عام 2012 قسم «نظرة خاصة» في مهرجان كان ومنح الجائزة لفيلم «بعد لوسيا» لميشال فركو، وبهر تيم روث حينها بمهارة فرنكو في تركيب دراما متقنة فطلب أن يعمل معه وحصل بذلك على دور ممرض يساعد أشخاصا في المرحلة النهائية من حياتهم، وفي «مزمن» الأجواء قاتمة وخالية من العاطفة على غرار أفلامه السابقة التي ركزت خصوصا على أداء الممثلين.

Part-PAR-ARP4175723-1-1-1

وبالاعلان عن هذه الجوائز، أسدل الستار هذا المساء على مهرجان كان السينمائي في دورته الـ68 التي انطلقت في 13 مايو الجاري، من خلال حفل قدمه الممثل الفرنسي لامبير ويلسون وتلاه عرض الختام لفيلم «السماء والجليد» للوك جاكيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى