أوسكار

فرهادي يطالب الحكومة الإيرانية غاضباً: اسحبوا فيلمي من  الأوسكار

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

بعد 4 أشهرٍ على فوزه بالجائزة الكبرى للجنة تحكيم الدورة الـ74 (6 ـ 17 يوليو 2021) لمهرجان “كانّ” السينمائي، تختار إيران “بطل” للإيراني أصغر فرهادي، لإشراكه في التصفيات الأولى لجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، في النسخة الـ94 (27 مارس 2022). فرهادي يرفض هذا، متمنّياً سحبه من السباق إلى تلك الجائزة: “سبب ذلك كامنٌ في المعاملة التي يتلقاها منذ أعوامٍ من الحكومة الإيرانية، وفي سياسة بلده إزاء مواطنيه” (Les Inrockuptibles 18 نوفمبر 2021).

بمناسبة حصوله على جائزة “كانّ”، يُعبِّر فرهادي عن قناعته قائلاً: “رغم الصعوبات والضغوط كلّها، فإنّ ما يُمكن أنْ يُنقذ بلدي ويُحسّنه كامنٌ في زيادة الوعي“. 

الاختيار الرسمي لـ “بطل” لأوسكار 2022 يُثير غضبه وسخطه، فيكتب رسالة طويلة، تنشرها مواقع مختلفة للتواصل الاجتماعي، يتحدّى فيها حكومة بلده، متوقّفاً عند “نفاقها الكبير”، المتمثّل ـ بالنسبة إليه ـ بالترويج لفيلمه في المسابقات الدولية، في وقتٍ يُصبح فيه هو هدفاً لهجمات شخصية، بصفته فنّاناً.

يُشير فرهادي إلى صمته الطويل في أعوامٍ عدّة، لأنّه يُفضّل حينها التركيز على كتاباته وتحقيق أفلامه. لكنّ هذا الصمت، كما يقول، “دافعٌ للبعض إلى الاعتقاد بقدرته على قول أي شيءٍ عنّي، معتقداً أنّي لن أردّ عليه”. يُضيف: “سأكون واضحاً: ضقت بهذا ذرعاً”، إذْ “كيف يُمكن لأي شخص أنْ يربطني بحكومةٍ، لم يجد إعلامها المتطرّف مشكلةً في تدميري وتهميشي والإساءة إلى سمعتي أعواماً مديدة؟”. يذكر أيضاً أنّ جواز سفره مُصادر، مرّات عدّة، في مطار بلده، وأنّ الحكومة تستجوبه مراراً، وأنّه يتعرّض لتهديدات، أقلّها رسالة مفادها التالي: “يُفضَّل ألا يعود فرهادي إلى إيران“.

في رسالته الطويلة تلك، تحضر السياسة مباشرة، مع انتقاده حكومة بلده على ردّها “الكارثيّ” على احتجاجات ديسمبر 2019، بخصوص رفع سعر البنزين؛ وعلى تعاملها “الفظيع” و”المريع” مع كورونا، بـ”حظرها اللقاحات المستوردة من الولايات المتحدّة الأميركية”؛ بالإضافة إلى المصير المأساوي لطائرة الـ”بوينغ” الأوكرانية، التي يُسقطها الجيش الإيراني في يناير 2021، مُسبِّباً مقتل 176 شخصاً.

في الختام، يؤكّد أصغر فرهادي (1972) على أنْ لا مشكلة لديه إطلاقاً في تراجع الحكومة الإيرانية عن قرارها باختيار “بطل” لـ”أوسكار” أفضل فيلم دولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى