بلاتوهات

فى وداع الساحر

%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%b1-7-247x300بقلم : إنتصار دردير

توالت مشاهد أفلامه التى انتزعت ضحكنا رغما عنا، ثم ظهر بابتسامته التى أضاءت وجهه عند إعلان فوزه بجائزة التمثيل فى مهرجان القاهرة السينمائى عن فيلم «سوق المتعة»، ليصعد الى المسرح وسط تصفيق كبير، يعانقه الفنان حسين فهمى، يلوح محمود عبد العزيز بيديه وينحنى تحية للحضور، يتواصل تصفيق الجميع فى الشريط المسجل، وفى الواقع داخل مسرح الأوبرا الكبير، الفارق فقط بين المشهدين ان صاحب هذا الحضور المبهج غاب عنه قبل 48 ساعة فقط، وأن دموع الكثيرين سقطت وهى تستعيد أيام كان فيها بيننا.

هكذا جاء المشهد الافتتاحى فى «القاهرة السينمائى» وهو يودع النجم الكبير الذى توفاه الله قبل يومين من انطلاق المهرجان ويهدى اليه دورته الـ 38، ولم يكن وداعا جنائزيا حزينا بل كان يحمل شجن محمود عبد العزيز وروحه المرحة التى ألقت بظلالها على المكان رغم أحزان الجميع على رحيله المباغت، لكن صوت ضحكاته وابتسامته كان لايزال صداها فى المكان وفى أذهان محبيه.

وجاء اهداء الفنان أحمد حلمى جائزة فاتن حمامة للتميز التى حصل عليها الى روح محمود عبد العزيز لتضج القاعة بالتصفيق فى لحظة وفاء لفنان طالما امتعنا بفنه الساحر، ثم اجتمع بالأمس نجوم الفن فى «حب صانع البهجة» بالمهرجان لا لرثائه ولكن تباروا فى الحديث عن موهبته وحضوره اللامع وأدواره التى أضفت البهجة على حياتنا، وخلال مراسم وداعه فى الجنازة أو العزاء، لم يتغيب أحد، وكان الحضور لايحصى من أهل الفن والاعلام ونجوم المجتمع والسياسة والجمهور العادى الذى تزاحم لوداعه، وقد رفعت فيه لافتة «كامل العدد» كما فى أفلامه.

وهذا الإجماع لم يأت من فراغ وانما تقديرا لممثل أسعدهم بأعماله الفنية سواء وهو يقدم أدوارا وطنية مثل مسلسل «رأفت الهجان»، لذا جاء نعى جهاز المخابرات العامة ليؤكد تقديره لهذا الفنان الكبير وللعمل الذى برع فيه فألهب الشعور الوطنى،

ولم يكن محمود عبد العزيز نجما وسيما اكتشفته السينما فحسب، وانما كان صاحب موهبة متفردة برزت فى أعمال عديدة يقف المتلقى أمامها مبهورا لصدق الأداء الذى وصل الى حالة توحد مع الشخصيات التى يجسدها، ولعل أبرزها شخصية الشيخ حسنى فى «الكيت كات» والطبيب النفسى فى «العار» الذى تبعه بأفلام «الكيف» و«جرى الوحوش» مع المخرج على عبد الخالق، وأدائه الكوميدى فى «الشقة من حق الزوجة» للمخرج محمد عبد العزيز، ثم اتجاهه الى الفانتازيا الساخرة مع رأفت الميهى فى«السادة الرجال» و«سيداتى آنساتى» ودوره الانسانى البديع فى «الساحر» مع المخرج رضوان الكاشف، وهذا التنوع الكبير يؤكد موهبته، حتى لو كان دورا يقدمه فى مشاهد معدودة كما فى فيلم «ابراهيم الأبيض» الذى جسد فيه شخصية «عبد الملك زرزور».

رحم الله محمود عبد العزيز الذى لم يكن فنانا شديد الموهبة فقط وانما كان انسانا جميلا روحا وخلقا وعطاءا، وسيبقى دوما حاضرا بانجازه الفنى وأدواره الخالدة فى السينما المصرية وإن غاب بجسده عنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى