«فيسباكو» للسينما الأفريقية في بوركينا فاسو تحدى خطر المتشددين
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
في شوارع واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو فتش جنود زوار مهرجان فيسباكو الأفريقي ليل الخميس الماضي بعدما أفرغ الزوار جيوبهم ومروا من خلال جهاز لكشف المعادن. وعلى مقربة من هذا المشهد كان هناك جندي مسلح برشاش ثقيل يصعد إلى ظهر شاحنة عسكرية.
وكانت فعاليات دولية أخرى بغرب أفريقيا مثل رالي باريس دكار ومهرجان “في الصحراء” الموسيقي في مالي قد نقلت إلى أماكن أخرى أو ألغيت بسبب خطر الجماعات الإسلامية المتشددة.
لكن حكومة بوركينا فاسو أصرت على عقد مهرجان فيسباكو أحد أبرز مهرجانات السينما في أفريقيا رغم المخاوف الأمنية منذ هجوم عنيف شنه متشددو تنظيم القاعدة العام الماضي وكان أول هجوم كبير من نوعه في البلاد.
ولا يزال الأمن في بوركينا فاسو هشا لكن دورة العام الحالي من مهرجان فيسباكو التي اختتمت السبت الماضي شهدت حضورا قويا.
ويحرص هوبرت كابري وهو موظف في بنك بالعاصمة واجادوجو على حضور المهرجان منذ ثلاثة عقود ولم يكن ليدع متشددي القاعدة يمنعونه من ذلك هذا العام.
وقال وهو ينتظر وفي يده تذكرة لحضور عرض سينمائي مسائي ثان “لن نسمح بأن يسيطر علينا الإرهابيون. هذا هو الرد الأمثل.”
وحتى وقت قريب تفادت بوركينا فاسو حليفة الغرب في مواجهة الجماعات الإسلامية المتشددة بمنطقة الساحل القاحلة في غرب أفريقيا أعمال العنف التي عانى منها جيرانها ودمر السياحة والفعاليات الثقافية.
لكن في يناير كانون الثاني من العام الماضي هاجم متشددون موالون لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مطعم كابتشينو المزدحم وفندق سبلنديد الراقي في وسط واجادوجو مما أسقط 30 قتيلا وعشرات المصابين.
ووجه الهجوم ضربة للحياة الهادئة في المدينة وخيمت الشكوك لفترة على مستقبل فيسباكو الذي يعقد مرة كل عامين منذ 1969.
وفاز فيلم (فيليسيتيه) للمخرج السنغالي آلان جومي بالجائزة الكبرى لمهرجان فيسباكو هذا العام وتدور أحداثه حول مغن من الكونجو في ملهى ليلي يكافح لرعاية ابنه بعد حادث دراجة نارية.
وقال تاجو داودا (30 عاما) بعدما حضر عرضا إضافيا للفيلم ليل السبت “عندما تبقى في المنزل … يمكن (للإسلاميين المتشددين) تحقيق ما يريدون. عليك الخروج والتغلب على هؤلاء الناس وقول لا.”