أحداث و تقارير

فيلم افتتاح «كان»: (أشباح إسماعيل).. الكوميديا على طريقة ماثيو الملريك

«كان» ـ عبد الستار ناجي

يأخذنا الفيلم الفرنسي “أشباح إسماعيل” الذي عرض في افتتاح مهرجان السينمائي في دورته السبعين التى انطلقت اعمالها في مدينة كان جنوب فرنسا إلى منطقة ثرية بالمضامين تتناول جملة من القضايا. عبر حكاية متشابكة ومتداخلة تذهب في إتجاهات متعددة بين ما هو اجتماعي وما يكشف معاناة صناعة السينما الفرنسية على وجه الخصوص.

الفيلم من توقيع المخرج الفرنسي أرنو ديسبليشين الذي قدم للسينما الفرنسية العديد من النتاجات الهامة ومنها “الغابة” و”جيمي بي” و”صديقي” و”أستر خان” وغيرها من الأعمال السينمائية التى عمدته كواحد من كبار صناع السينما في بلاده.

وهو هنا يذهب إلى حكاية المخرج إسماعيل الذي شرع بتصوير فيلمه الجديد إلا أنه يواجه مجموعة من الحكايات أولها ارتباطة بفتاة جديدة وفي تلك اللحظة تعود زوجته السابقة التى كانت قد اختفت منذ عشرين عاما حينا كان في العشرين من عمره والتي سافرت الى الهند لتتزوج هناك، ولكنها بعد وفاة زوجها الهندي تعود الى باريس لتلتقي بزوجها المخرج وصديقته الجديدة

وأيضا والدها الذي لم يتحمل خبر عودتها. في الوقت الذي يصور خلاله اسماعيل الفيلم الذي يرصد جوانب من حياة شقيقه الذي يعمل في وزارة الخارجية ويتهم بالجاسوسية ويختفي في ظروف غامضة.

القراءة الأولى لتلك الأحداث تجعلنا أمام كم من الحكايات هي في حقيقية الامر عبارة عن مجموعة من الاأشباح والحكايات التى تدور في رأس هذا المخرج والذي لا يستطيع إكمال فيلمه أمام زحمة ضغوط العمل والعلاقات ومطاردة المنتج بإكمال العمل لكثرة المشاكل وغياب المخرج المتكرر.

بحضور متجل يطل علينا الممثل والمخرج الفرنسي ماثيو الملريك ومعه بدور زوجته العائدة الفرنسية ماريان كوتيارد وصديقته الجدية شارلوت غنسبورج وعدد آخر من نجوم السينما والمسرح الفرنسي. الفيلم يظل يحاول اإضحاكنا بطريقة الملريك الذي يمتاز بأسلوبه وخصوصيته ولكن الإضحاك يظل هامشيا أمام إزدحام الشخصيات وأيضا المحاور التى يتحرك بها الفيلم الذي يعاني في عدد من المشهديات من هبوط شديد في الإيقاع ولربما الإنفلات في الأحداث والمط. ولكننا نظل أمام عمل سينمائي هو من أفضل الأعمال التي اختيرت لافتتاح مهرجان كان السينمائي منذ اكثر من خمسة أعوام تقريبا. فيلم يذهب إلى التفاصيل الدقيقة لمشاكل السينما الفرنسية بالذات على صعيد البحث عن أفكار متجددة حتى تتحول تلك الأفكار إلى أشباح يحاول اسماعيل استحضارها لتكملة عمله السينمائي كما نشاهد طبيعة العلاقات التى تحيط بالسينمائيين وبعضهم البعض. “أشباح إسماعيل” فيلم فرنسي يذهب إلى إشكاليات السينما الفرنسية حيث نحن امام فيلم داخل فيلم وقضايا متداخلة في اطار الشخصية المحورية التى تقود العمل بنسق فني ليس بمستغرب عن أعمال ومسيرة المخرج ارنو ديسبليشن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى