بلاتوهات

فيلم «الأب».. قصص مأساوية ترصد حصار الدواعش للأسر السورية

 باسل الخطيب: تلقيت تهديدات بالقتل ولن أتنازل عن توثيق أحداث الحرب

روبين سعيد: شعرت بمسئولية كبيرة تجاه دورى

 

الإسكندرية ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

إستكمالاً لسلسلة الأفلام التي قدمها المخرج الكبير باسل الخطيب، التي توثق لمعاناة المواطن السوري في ظل حالة الحرب التي يعيشها علي مدار سبع سنوات، عرض أمس فيلمه الجديد “الأب” بمهرجان الإسكندرية حيث يشارك في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل.

الفيلم بطولة أيمن زيدان ويحيي بيازي وروبين عيسى وإنتاج مؤسسة السينما السورية،  ويتناول قصص حقيقية مأساوية لما عاشته الأسر السورية وهروبها من حصار الجماعات المسلحة والدواعش في سوريا، وبدأ الخطيب سلسلة هذه الأفلام بثلاثية المرأة في زمن الحرب وهي أفلام “مريم” و”الأم” و”سوريون”، وهذا العام يقدم معاناة المواطن السوري بشكل عام سواء الرجل أو المرأة، حيث تدور أحداث الفيلم حول هروب مجموعة من الأسر السورية من نيران المسلحين وعلي رأسهم أب لديه ابنتان وزوجة وأب وأم يختبئون داخل مستشفي ويحاولون الهرب  لكنهم يقعوا في براثن تنظيم داعش.

حاز الفيلم علي إعجاب وتقدير الحاضرين واستدر دموعهم وأثار مساحات من الشجن داخلهم عبروا عنها في كلماتهم وتعليقاتهم عقب عرض الفيلم تأثراً بقسوة ومعاناة الشعب العربي في سوريا.

بعد عرض الفيلم أقيمت ندوة بحضور المخرج باسل الخطيب وبطلة الفيلم الفنانة السورية روبين عيسي ومدير مؤسسة السينما السورية مراد شاهين، وأدارت الندوة الناقدة ناهد صلاح.

في البداية قال المخرج باسل الخطيب: استغرق  تصوير فيلم “الأب” عاماً ما بين كتابة وتحضير وتصوير، وهو مستوحي من قصة حقيقة وقعت بين عامي 2012 و2013  في منطقة تقع أقصي شمال سوريا تسمي جسر الشغور، والناجية الوحيدة من هذه المأساة هي التي أمدتنا بالمعلومات التي بنينا عليها الفيلم، حيث يجسد جانب من المعاناة والوجع السوري مما لا تنقله نشرات الأخبار، مؤكداً أنه جري تصويره تحت ظروف قاسية سواء من ناحية المناخ ووصلت درجة الحرارة  خلال التصوير إلى 10 تحت الصفر.

وتابع الخطيب : منذ أن بدات الحرب السورية وحدثت إنقسامات وتباين في الأراء تجاه ما يحدث، واليوم كل شيء صار واضحاً والمؤامرة علي سوريا صارت حقيقة وواقعا ملموساً، وبالتالي لا أسمح لأ حد  أن يناقشنى فكرياً فيما أتناوله في أفلامي، ويقول أننى أقدم وجهة نظر معينة فيما يحدث لأنه كما ذكرت فقد وضحت المؤامرة.

وأشار الخطيب إلى أن السينما والدراما السورية تعاني من حصار خارجي لا يريد أن يوصل صوتنا للعالم، لكن نحاول من خلال اعمالنا ان ننقل صوتنا للعالم الخارجي ونشرح أزمتنا.

وكشف الخطيب عن تلقيه منذ بداية تجهيز الفيلم وحتى عرضه تهديدات شبه يومية حتى لا يكمله،لدرجة أنه كل يوم يقوم بالبحث عن عبوات ناسفة أسفل سيارته قبل أن يستقلها، مؤكداً أنه  لن يتوقف عن توثيق ما يحدث في سوريا.

وأخيراً كشف المخرج السوري عن أن الطفل الذي يسير بعكاز داخل الفيلم هو طفل فقد قدمه في الحرب، ولم يكن موجوداً في الخط الدرامي وعندما جاء مع والدته التي تعمل كومبارس وعرفت قصته، قررت أن يشارك في الفيلم وكتبنا له دوره والشئ الذي أسعدني أنه بعد عرض الفيلم تبرعت إحدي الجهات لشراء جهاز تعويضي له.

وتحدثت بطلة الفنانة روبين سعد عن تجربتها في الفيلم قائلة : بالتأكيد سعيدة وفخورة بهذا العمل لأنى نقلت ولو جزء بسيط من معاناة المرأة السورية التي تفقد كل يوم زوج أو ابن أو ابنة أو أب أو أم، وكان تحدي بالنسبة لي أنى أجسد شخصية لزوجة وأم لبنات كبار وهذا الدور أكبر من عمري الحقيقي.

وتابعت روبين : من الصعوبات التي واجهنها في الفيلم التصوير في ظروف جوية قاسية وبرد شديد، لكن حبنا للتجربة والإيمان بقضية بلدنا والتناغم  بين فريق العمل هونت أى صعاب، كما أن المخرج باسل الخطيب صاحب أسلوب جميل في التعامل مع الممثل.

وقال مراد شاهين مدير المؤسسة العامة  للسينما، أنهم حريصون علي إنتاج الأفلام التي توثق للأجيال القادمة، وتابع : العجيب أنه قبل الحرب كنا ننتج فيلم أو اثنان أما الآن ننتج خمسة أفلام طويلة بجانب الأفلام القصيرة.

وأشار شاهين إلى أن مؤسسة السينما السورية ترحب بأى فنان سوري يعود لبلده  ولا تتدخل في أى جوانب فنية تخص رؤيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى