نجوم و أفلام

فيلم Memory.. أكشن عادي لرجل عجوز مصاب بآلزهايمر

«سينماتوغراف» ـ منى حسين  

فيلم Memory آكشن وإثارة مثير بشكل كافٍ يعرض براعة نيسون باستخدام مسدس كاتم الصوت أو مشهد قتال جيد. وبالرغم من أنه يجلب بعض الأفكار الجديدة والمثيرة للاهتمام مع التركيز على الذاكرة المتعثرة للقاتل الذي يؤديه نيسون المتقدم في السن، ولكنه لا يحاول التوسع في ذلك.

نرى بدلاً من ذلك المشاهد العَرَضية لنيسون وهو ينسى شيئاً ما، بينما يدفع غاي بيرس للتأمل في الحبكة الشبيهة بالمؤامرة. لكن التقلبات والمفاجآت أقل بكثير من أن تحافظ على إثارة اهتمامنا. كان باستطاعة الفيلم أن يقدم نهجاً جديداً ومثيراً لهذا النوع من الأفلام، لكنه بدلاً من ذلك مجرد فيلم آكشن عادي لرجل عجوز سهل النسيان تماماً مثل ذاكرة البطل.

ولسوء الحظ، لا ينجح المخرج مارتن كامبل بتحقيق الهدف تماماً، حيث يبدو بأن الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في الفيلم لا تحصل على فرصة لتتطور بشكل مناسب.

لنأخذ على سبيل المثال مرض آلزهايمر الذي يعاني منه أليكس. لا نشاهد غالباً قاتلاً محترفاً يتصارع مع بداية مرض تنكسي، واللحظات الصغيرة التي تُظهر كيف يؤثر ذلك عليه هي من أفضل اللحظات في الفيلم. يقدم نيسون أداءً بارعاً كشخص يكافح مع فقدان الذاكرة، وتباطؤ المهارات الحركية الدقيقة، وفقدان القدرة على إصدار الحكم، وكلها علامات مبكرة لمرض آلزهايمر.

ومع ذلك، غالباً ما يبدو Memory كفرصة ضائعة. على الرغم من أننا نشاهد نيسون وهو يكافح من خلال بعض المشاهد المتوترة بشكل مؤلم، إلا أننا لا نشعر حقاً كيف تكون الأمور لو كنا في مكان أليكس. هناك الكثير من الفرص لتصوير ذاكرة أليكس المتعثرة بطريقة فريدة ومثيرة للاهتمام، مثل تصوير الذكريات المتلاشية بأسلوب فيلم Eternal Sunshine، والتي كانت ستقربنا من الرجل نفسه، تماماً كما كنا سنحصل على منظور أكبر حول حالته ومحنته لو رأينا العالم من خلال عينيه.

لكننا بدلاً من ذلك نختبر صدمة أليكس بشكل غير مباشر. ففي مراحل مختلفة من الفيلم، يفقد الإدراك حول ما يحدث، وغالباً ما يدفعه ذلك للمطالبة بغضب بمعرفة ما يحدث أو التذمر بصدمة مرعبة حول مأزق لم يكن لديه فكرة عن وجوده. ومن المفارقات أن نيسون يصور الألم والمعاناة من حالته ببراعة، ويتأرجح بسلاسة بين قاتل مخضرم ومريض آلزهايمر ضعيف. كان من الممكن أن يكون الفيلم أعمق بكثير، ونتيجة لذلك لا يلامس سوى سطح ما كان يمكن أن يكون عليه.

ومع ذلك، يحتوي Memory على بعض الخيارات المثيرة للاهتمام من ناحية الأسلوب، خاصة فيما يتعلق بالطريقة التي يصور بها كامبل مشاهد الآكشن. حيث غالباً ما تكون متقطعة وسريعة ويتم تحريرها كثيراً. قد تبدو للوهلة الأولى طريقة مميزة أخرى لتصوير الآكشن المحموم، لكنها أكثر من ذلك. إنها أيضاً طريقة رائعة للتعامل مع الذاكرة المتراجعة للقاتل المتقاعد من خلال عدم إظهار المشهد الكامل للأحداث. لكن هذا أيضاً نادراً ما يحدث ولا يتم استغلاله جيداً.

يأتي الفيلم مبنياً على رواية De zaak Alzheimer للمؤلف جيف غيرارتس، لكنه يستبدل الأجواء الأوروبية في الرواية بأجواء أمريكا اللاتينية، مع الأحداث في إل باسو بتكساس. وينجح هذا الأمر أيضاً، حيث يقاتل أليكس الآن للكشف عن حلقة دعارة للأطفال مكسيكية مع عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي فينسينت سيرا (غاي بيرس) كمساعد عن غير قصد. هناك لمسة واضحة من فيلم Sicario لدينيس فيلنوف بالطريقة التي تتكشف بها القصة، وسيكون من السهل إجراء مقارنات بين قاتل نيسون المتقدم في السن وبين المدعي المكسيكي السابق الذي تحول إلى قاتل للممثل بينيسيو ديل تورو. لكنها ليست أكثر من ذلك، مجرد لمسة. حيث لا يقترب فيلم Memory حتى من مدى سوداوية أو تعقيد الفيلم المذكور آنفاً، مع ميل للتعمق في السطح فقط.

وبالمثل، فإن عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي المرهق من العالم للممثل غاي بيرس هو أقرب إلى صورة كاريكاتورية بدلاً من تجسيد حقيقي لرجل يقوم بوظيفته. يحصل بيرس على فرصة لقول بعض العبارات الرائعة حول مدى صعوبة الأمر برمته، مع قصة خلفية مثيرة يتم التلميح إليها فقط. لكن شخصيته لا تحصل نسبياً على فرصة للتطور بشكل كامل أيضاً. إنه لأمر مؤسف، حيث أن هناك شيء مميز حول هذه الديناميكية التي تذكرنا بفيلم Léon الكلاسيكي للمخرج لوك بيسون… ولكن ربما يكون السبب هو شارب بيرس الغريب.

في كلتا الحالتين، هناك الكثير مما يحدث في العمق. لكن من المؤسف أننا لا نتمكن من رؤيته.

بالمجمل، Memory هو فيلم آكشن وإثارة مباشر بشكل غير متوقع لا يرقى إلى مستوى فرضيته. وهذا أمر مؤسف حقاً. الحبكة مثيرة للاهتمام بما يكفي ليكون هناك استكشاف أعمق للذاكرة والإدراك فيما يتعلق بهكذا مهنة عنيفة. لكن للأسف يبدو أن كامبل ليس على مستوى المهمة، حيث لا يقوم بتقديم أي ملاحظات مؤثرة أو حتى مثيرة للاهتمام. بدلاً من ذلك، يتعرج Memory بين فيلم آكشن روتيني وبين فيلم إثارة ومؤامرة غير مثير للاهتمام بدرجة كافية. إنه لمن المؤسف ألا يكون الفيلم طموحاً، ونتمنى لو أنه تعمق أكثر بقليل بفرضيته المثيرة للاهتمام، لربما عندها كان سيكون أكثر بكثير من مجرد فيلم آكشن روتيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى