«فينيسيا السينمائي» يمهد الطريق لسباق الأوسكار الدولي في مواجهة شرسة مع مهرجانات «برلين وكان وتورنتو»
*** أسامة عسل
في مايو الماضي، أصدر مهرجان كان السينمائي أول قائمة من المتنافسين في سباق الأوسكار الدولي المميز (الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية)،، والآن نحن على بعد أيام ليصبح مهرجاني (فينيسيا وتورنتو) جاهزين لعرض دفعة أخرى، الأمر الذي يطرح السؤال التالي: هل يمكننا أن نتوقع إنجازًا جديدًا لتلك المهرجانات مع مجموعة المتنافسين لأوسكار هذا العام؟
يبدو أن «فينيسيا السينمائي الـ79»، كالعادة، يزخم بالمتنافسين على جوائز الأوسكار، مع أعمال جديدة من دارين أرونوفسكي «الحوت ـ The Whale »، ولوكا جوادانيينو «العظام والجميع ـ Bones & All»، ومارتن ماكدونا «الشعوذة من أنشيرين ـ The Banshees of Inisherin»، بالإضافة إلى أسماء أخرى حصدت العديد من الألقاب الدولية البارزة، مثل الحائز على جائزة الأوسكار أليخاندرو جي إيناريتو، والعائد إلى فينيسيا بفيلم «باردو ـ Bardo»، والذي يتمتع بسجل حافل من الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، وبمناسبة العرض الثالث لإيناريتو في فينيسيا السينمائي، بعد إحضاره «21 جرامًا» (2003) وأفضل فيلم فائز «بيردمان» (2014)، يعد المخرج المكسيكي أحد صناع السينما الذين يثيرون الإعجاب دوماً في المهرجان.
أيضاً في فينيسيا فيلم «الأرجنتين، 1985» لسانتياغو ميتر، وهو دراما تدور في قاعة المحكمة وتروي قصة المحامين الذين تحدوا الديكتاتورية العسكرية خلال الثمانينيات، ويمكن للعمل أن يحظى باهتمام الجوائز، حتى في فئات مثل السيناريو الأصلي.
وهناك كذلك من بولندا، يأتي فيلم «EO» للمخرج جيرزي سكوليموفسكي، وتدور قصته حول حمارًا يُصادف في رحلاته أشخاصًا جيدين وسيئين، ويُعاني من الفرح والألم، ونستكشف رؤية أوروبا الحديثة من خلال عينيه، وعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي وفاز بجائزة لجنة التحكيم.
ورغم أن قائمة الأفلام الدوليه المتنافسة على الأوسكار، لاتزال مفتوحة ولم تكتمل بعد، لكن كوريا اختارات بالفعل فيلم «قرار المغادرة» لـ بارك تشان ووك، وهذا جعل موقف فيلم «السمسار ـ Broker» غامضاً، ومن غير المحتمل أن يتم اختياره من قبل اليابان (على الرغم من وجود مخرج ياباني، لكن الفيلم ناطقاً باللغة الكورية)، وفي نفس الموقف يأتي فيلم مثل «هولي سبايدر» للمخرج يوتوبيا مع زار أمير إبراهيمي، وكل الأنظار تتجه إلى الدنمارك سواء كانت ستختاره أم لا لتمثيلها في الأوسكار، الفيلم ناطق باللغة الفارسية ولديه تمويل وصناع أفلام من ألمانيا والسويد وفرنسا، مما قد يشكل عائقًا أمام لجنة الاختيار، ومن ثم فإن أكثر من فيلم تم عرضها في مهرجان كان السينمائي ولاقت استحساناً من الجمهور والنقاد، قد تبتعد هذا العام عن دخول مسابقة الفيلم الدولي، لتسمح الفرصة بمزيد من أعمال (فينيسيا وتورنتو) للتنافس ضمن هذه الفئة.
ويمكن لإيطاليا، الفريق المنظم لـ «فينيسيا السينمائي»، الحصول على واحد من أفضل الأفلام، حيث هناك ترشيحات لفيلم «The Eight Mountains ـ الجبال الثمانية» الحائز على جائزة لجنة تحكيم أخرى من مهرجان كان، من إخراج الثنائي فيليكس فان جرونينجين وشارلوت فانديرميرش. هذا إذا لم تختار إيطاليا فيلم ليلة ختام فينيسيا السينمائي «The Hanging Sun ـ الشمس المعلقة» من فرانشيسكو كاروزيني أو «الجفاف» من باولو فيرزي، والذي يمكن أن يحدث مفاجأة.
وعلى الرغم من عدم وجود أي أفلام من الهند تعرض في مهرجان فينيسيا، إلا أن محبي فيلم «RRR» لا يزالون يروجون له عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإقناع الدولة باختياره كمممثل لها، وعدم تكرار خطأ عدم اختيار «The Lunchbox» مرة أخرى في عام 2013.
وعموماً ستعلن أكاديمية الأوسكار عن قائمتها المختصرة المكونة من 15 عنوانًا لفيلماً دوليًا في ديسمبر، لنعرف أي من المهرجانات الكبرى سيكون له نصيب الأسد، وكانت الدولة الأولى التي أعلنت عن تقديمها رسميًا هي أيرلندا مع الفائز بمهرجان برلين السينمائي الدولي “الفتاة الهادئة” من الكاتب والمخرج كولم بيرياد، ليضع برلين السينمائي في ذيل المواجهة الشرسة أمام مهرجانات (كان، وفينيسيا، وتورنتو).