في مثل هذا اليوم: «ميلاد أنتوني كوين» أحد أهم عمالقة السينما
«سينماتوغراف» ـ محمود درويش
«أنتوني كوين» واحد من أهم عمالقة السينما الأميركية، ولد في مثل هذا اليوم 21 أبريل 1915 لأب أيرلندي وأم مكسيكية، حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد مرتين عام 1952 عن دوره في فيلم «فيفا زاباتا» وعام 1956 من خلال دوره في فيلم «Lust for Life»، وشارك طوال مسيرته السينمائية ببطولة الكثير من الأفلام، وكان يتقن عدة لغات.
وفي تاريخ السينما العالمية، لم يكتسب ممثل غير عربي «أجنبي» حب الجمهور العربي كما كان الوضع مع أنتوني كوين. فقد شارك في بطولة فيلمين من أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية للراحل مصطفى العقاد وهما «الرسالة» عام 1976، و«أسد الصحراء» عام 1981 في نسختيهما باللغة الإنجليزية، حيث جسد في الفيلم الأول شخصية حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الثاني شخصية شيخ المجاهدين الليبي الكبير عمر المختار.
والدور الأول جسده في النسخة العربية الممثل القدير الراحل عبدالله غيث الذي قدم الأداء الصوتي لدور عمر المختار في النسخة العربية المدبلجة.
وكان المخرج مصطفى العقاد يقوم بتصوير المشاهد في فيلم «الرسالة» بالفريق الأجنبي أبطال النسخة الإنجليزية أولا، ثم يعيد التصوير بفريق الممثلين العرب، معتقدا في البداية أن الممثلين العرب سوف يتعلمون الأداء الدرامي من الأجانب.
وبعد ثلاثة مشاهد بالتحديد، اندهش أنتوني كوين من براعة وإتقان وإجادة عبدالله غيث لدوره فطلب من المخرج أن يتم تصوير المشاهد بالنسخة العربية قبل الانجليزية، حتى يشاهد عبدالله غيث في أدائه لدوره.
وفي مشهد «الوضوء»، كان أنتوني كوين يتابع باهتمام ويراقب
بتركيز شديد الفنان عبدالله غيث، ويقف معجبا ومندهشا وهو يتابعه وقال وقتها: «لولا أنني رأيت الفنان عبدالله غيث، ما كنت أديتها بهذه الصورة، ولو كان عبد الله غيث في أوروبا أو أمريكا لكان له شأن آخر».
ومايزال الكثيرون يعتقدون أن أنتوني كوين يوناني الجنسية، رغم أنه امريكي من اصل مكسيكي. وقد يرجع ذلك إلى ملامحه التي تشبه ملامح أهل البحر المتوسط، أو إلى الشهرة الكبيرة التي اكتسبها بعد تقديمه فيلم «زوربا اليوناني Zorba the Greek» عام 1964 والذي جسد فيه شخصية اليكسيس زوربا الذي يملك رغم كبر سنه قلب شاب جامح مغامر وجرئ ومشبع بخبرات الحياة.
وقد يعود السبب في ذلك ايضا إلى تجسيده دور الفدائي اليوناني أندريا استافروس في الفيم الكبير «مدافع نافارون» عام 1961.
عمل كوين ممثلا ومخرجا وكاتبا ورساما بعد أن درس الفن والهندسة المعمارية بمساعدة المهندس المعماري الشهير «فرانك لويد رايت»، وعمل معه لفترة قبل أن يتحول للتمثيل، ليترك رصيدا هائلا من الأعمال المميزة والمتنوعة ما بين تاريخية واجتماعية، حربية، وكوميدية والتي يقل أن تجد لها مثيلا لدى ممثل واحد، وبلغ عدد أفلامه 140 فيلما.
كانت بداياته من خلال أدوار بسيطة في عدد من الأفلام، ثم قدم العديد من الأفلام المميزة والتي تعد علامة من علامات السينما العالمية، كما برز أداؤه للشخصيات التاريخية، وكانت فترة الخمسينيات من القرن الماضي انطلاقة حقيقية لأنتوني كوين في هوليوود، ففي 1951 مثل في الفيلم الدرامي The Brave Bulls، وفي 1952 كانت الفرصة التي انتظرها، عندما شارك في «فيفا زاباتا» لينال اعتراف الجمهور بقدرته وموهبته الفنية ويحصل على جائزة أوسكار عن أفضل دور ثانوي وترشح الفيلم لخمس جوائز أوسكار، ليحقق كوين بعد ذلك سلسلة طويلة من النجاحات لا سيما مع فيلم «لا سترادا» لفيديريكو فليني، وفي السنة نفسها لعب دور كازيمودو في «نوتردام دو باري» المقتبس عن رواية فيكتور هوجو «أحدب نوتردام» ثم شارك في لورانس العرب وزوربا اليوناني وإعصار في جامايكا والساعة الخامسة والعشرين.
وكشف كوين أن الجودة ليست دائما معيار خياراته، وكان يردد أنه يلعب أحيانا أدوارا لكسب المال لأجل عائلته، لأنهم يحبون الراحة وذلك يكلف غاليا. أما هو فيمكنه العيش ببنطالين فقط «على حد قوله».
وكان الموعد الثاني لأنتوني كوين مع الأوسكار في 1956 في فيلم حياة الرسام الفرنسي فينسنت فان جوخ «Lust for Life»، وترشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار وفاز كوين بجائزته كما كان متوقعاً، ورشح عام 1957 لأوسكار أفضل ممثل في فيلم الدراما Wild is the Wind، كما ترشح لثلاث جوائز أوسكار منها أفضل ممثل، حيث لعب كوين دور رجل يتزوج أخت زوجته بعد وفاة هذه الأخيرة، لكنها تقع في حب أخيه، دراما غريبة قوية. وفي 1958 أخرج كوين فيلمه الوحيد وكان حربيا تاريخيا بعنوان «The Buccaneer ». وفي 1961 شارك كوين في أحد أفضل الأفلام الحربية في تلك الفترة وهو «مدافع نافارون The Guns of Navarone» ولعب دور الكولونيل أندريا استافروس وترشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار.
وفي عام 1962، شارك كوين في بطولة فيلم «لورانس العرب» وترشح الفيلم لعشر جوائز أوسكار وفاز بسبع جوائز منها، وهو من أخراج ديفيد لين، والذي يعتبره الكثير من النقاد أحد أفضل أفلام السير الشخصية، مقتبس من كتابات بطل القصة الحقيقية توماس إدوارد لورانس واتفق الجميع أن العمل جاء ساحراً في تفاصيل مذهلة ولمسات دقيقة صعبة. ولعب كوين دور عودة أبو تايه فيه. وفي عام 1964 شارك كوين في بطولة فيلم «Behold a Pal Horse» ومن ثم الفيلم الدرامي الأوروبي الذي أنتجه أيضا «The Visit» مع الجميلة إنغريد بيرغمان، وأخذ كوين دور اليوناني أليكسس زوربا في رائعته «زوربا اليوناني» وترشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار، وكانت المفاجأة المذهلة هي عدم ترشح كوين للأوسكار.
Anthony Quinn – The life of the famous
https://www.youtube.com/watch?v=dWxJWtAaWEU