في ندوة فيلم «حبيب الأرض».. تجربة مبشرة لسينما كويتية
«الإسكندرية» ـ انتصار دردير
بحضور المخرج رمضان خسروه وكاتب السيناريو رازي الشطي والمؤلف الموسيقي الأردني طارق الناصر، اقيمت ندوة مساء أمس السبت، حول الفيلم الكويتي «حبيب الارض» الذي يشارك في مسابقة نور الشريف للأفلام الطويلة وأدارت الندوة الكاتبة عواطف الزيني التي تحدثت في البداية عن الفيلم الذي يتناول سيرة الشاعر الكويتي فايق عبد الجليل الذي ارتبط بالأرض والوطن وتم اعدامه بأوامر عليا من الرئيس العراقي صدام حسين إبان الغزو العراقي للكويت في تسعينات القرن الماضي بعد ان كتب عدة قصائد تندد بالغزو، ويعد فايق من أشهر الشعراء بالكويت تدور احداث الفيلم علي مدي ساعتين ونصف مستعرضة حياة الشاعر ومسيرته الابداعية.
وقالت الكاتبة عواطف الزيني ان السينما في الكويت تعد محاولات فردية وليس هناك صناعة سينما حقيقية، لكن ظهور شباب موهوب مثل المخرج رمضان خسروه يبشر بامكانية ظهور افلام جيدة تكون نواة لصناعة السينما.
وتحدث كاتب السيناريو رازي الشطي مؤكدا اعجابه بشخصية الشاعر الراحل قائلا الفيلم يتعرض لمشوار حياة الشاعر منذ بدايته وكفاحه لاثبات ذاته، وكيف تحول شعره الي القومية العربية والقضية الفلسطينية ثم تحوله لمستوي اخر خلال الغزو مستخدما قلمه للتنديد به ليصبح اقوي من السلاح، وقد كان من الصعب اختزال سيرته في ساعتين وربع، لكنني ركزت علي أهم المواقف في حياته.
فيما قال المخرج رمضان خسروه انه رغم عدم وجود صناعة سينما في الكويت الا اننا نصر علي إنتاج أفلام تهتم بالمجتمع الكويتي، وكان لابد ان نقدم سيرة شخص بقيمة الشاعر فايق عبد الجليل الذي كتب اغنيات لكبار المطربين مثل (لبعاد كنتم والا قريبين)، و(ليلة ليلة) لمحمد عبده واسس مسرح الطفل في الكويت ورفض ان يغادر بلاده خلال الغزو حتي النهاية، وهو يعطي درسا لنا كيف نحول حب الوطن لممارسة اكثر من الكلام فقد كتب اشعار المقاومة وهو لم يرفع سلاح وكتب قصيدة هذه الأرض لاصحابها حتى تم اعدامه بعدها.
تميزت موسيقي الفيلم بشكل كبير وكانت بمثابة احد ابطال الفيلم، والتي وضعها الاردني طارق الناصر الذي عبر عن سعادته بمشاركته في الفيلم، وقال انه تعمد زيارة قبر الشاعر الراحل واضاف انه كان يخشي تجربته في فيلم يتعرض لغزو العراق لكني وجدت المعالجة شديدة الانسانية ولا تطرق لمشاهد غزو أو خلافه.
واكد المخرج ان الفيلم نجح في الوصول للجمهور الكويتي حين عرض تجاريا مؤكدا ان النجاح الجماهيري لا يترجم في شباك التذاكر لأن أغلب العروض مجانية، وخلال ذكري الغزو رفع الجمهور صور الفيلم والشاعر الشهيد، واضاف اذا كان عدد سكان الكويت مليون فان المهتمون بالسينما يمثلون عشرة بالمائة، وقد شاهد الفيلم نحو 30 الف متفرج مؤكدا انه لم يتعرض لمشاهد الغزو المباشرة من دبابات وجنود وهي مشاهد تسجيلية لانه يقدم فيلما روائيا وقال ان العراقيين الذين شاهدوا الفيلم اشادوا به وقاله انه فيلم جيد.
وقد اشاد مدير التصوير الفنان الكبير رمسيس مرزوق بالفيلم، وقال لقد اتاح لي الفيلم ان اتعرف علي حياة الناس في الكويت، ولابد ان تستمر السينما الكويتية والصورة بالفيلم جاءت جيدة لكن الاضاءة لم تكن معبرة عن المشهد لكن الفيلم جيد وهو تجربة أولي نقدرها.