قالوا عن أفلامهم.. «الفريسة» احتفى بمرور 35 عاماً على فيلم «بريداتور»
«سينماتوغراف» ـ متابعات
بعد عرضه مباشرة، أعرب الممثل الأميركي جيسي فينتورا في تغريدة عبر حسابه على تويتر، عن انبهاره بفيلم “الفريسة” (Prey)؛ الذي استقبله النقاد بحماس وحَظي بسيل من الإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي منذ عرضه لأول مرة على منصة “هولو” (Hulu)، في بداية أغسطس الجاري، في حين حققت أغنية الفيلم انتشارا واسعا.
فينتورا اعتبر الفيلم امتداداً “رائعاً، ومبدعاً ومدروساً”، لعائلة فيلم “المفترس” (Predator)، الذي قدمه إلى جانب الممثل الأميركي آرنولد شوارزنيغر قبل 35 عاما، وأثنى بشكل خاص على الأداء المتميز لبطلته الأميركية الشابة أمبر ميدثندر.
يعد فيلم “الفريسة” (Prey) أول ظهور للممثلة ميدثندر (25 عاما)، وهو من إخراج دان تراشتنبرغ عن قصة كتبها باتريك أيسون، وتدور أحداثها في العام 1719، إذ تنقلنا إلى سهول ألبرتا، “حيث تبدو المساحات الواسعة المفتوحة رائعة، وسط الكثير من الفوضى الوحشية والحركة”، كما يقول الكاتب والناقد، أودي هندرسون.
تدور الأحداث حول محاولات الفتاة نارو (ميدثندر) لإثبات قدراتها المذهلة في الصيد، رغم التقاليد التي تقصر الصيد على الرجال في قبيلة الكومانشي الهندية التي تنتمي إليها.
وفقا للناقد شون كين، نجح دان تراشتنبرغ مخرج فيلم “الفريسة” بصياغة عرض حديث وممتاز ومكمل للأصل على مدى ساعة و39 دقيقة، “حول تصدي المحارب الهندي الأميركي، لأية مخلوقات من خارج الكوكب”، بشكل يجعلنا نقول “إنه فيلم مُبدع، بل أفضل فيلم بريداتور منذ صدور الفيلم الأصلي”، حيث نجح في المزج بين “بطلة مُطوَّرة بشكل جيد، واستخدام ذكي للوحوش، وقاعدة ثقافية غنية، تُعطي انطباعا بالأصالة”.
والفيلم من إنتاج جهان مايرز، وهي من الكومانشي، ومعظم الممثلين من الهنود الأميركيين.
الناقدة ويندي إيدي اعتبرت فيلم “الفريسة”، إحياء ذكيا لسلسلة الخيال العلمي المرعبة، وإن جاء ككيان مُختلف وقائم بذاته، ويحمل في طياته موضوع تمكين المرأة. لكنه يظل وفيا لجوهر “بريداتور” الأصلي، منذ أن واجه أرنولد شوارزنيغر أحد الصيادين الفضائيين في عام 1987؛ “فهو عنيف بشكل أنيق، متوتر بشكل مستحيل”.
رغم خلو الفيلم من النجوم الكبار، يرى هندرسون أن فيلم الفريسة هو “أفضل طريقة للاحتفال بفيلم بريداتور؛ وهو يستحق إنفاق الأموال، والمشاهدة على أكبر شاشة ممكنة”.
كما يرى الناقد توم جورجينسن أن الفيلم “لا توجد به ذرة من الحشو الزائد، ولا يعرف الهدوء”؛ فهو مليء بالعنف والتوتر الذي تشتهر به سلسلة “بريداتور”، بالإضافة إلى الأداء الشرس للممثلة ميدثاندر (نارو)، التي تمثل أعظم نقاط قوته؛ مما يُفسر تركيز الفيلم على شخصيتها بشكل أساسي”.
أما الناقد، ديفيد فير، فيقول “إن الفريسة فيلم كبير بتأثيرات خاصة، ولحظات مُصممة لتحويل الجمهور إلى كتلة واحدة متوترة بشكل جماعي”. فمخرجه تراشتنبرغ صانع فيلم “”ممر كلوفرفيلد 10” (10 Cloverfield lane) 2016، يعرف جيدا كيفية تصوير المواجهات القاتلة عبر المجرات، وتأطير اللقطة بوتيرة تسلسل مُحفز للرهبة، ويحقق أقصى تأثير؛ ليصنع فيلما بشكل إبداعي، بدون التورط في الطرق المعتادة سريعة القطع، لمزج الفوضى؛ في فيلم يشمل الأكشن والدراما والرعب والخيال العلمي والإثارة.
نقضي الجزء الأول من فيلم “الفريسة”، مع “نارو” شديدة الهدوء، حيث تنساب المناظر الطبيعية الخضراء الرائعة، في البرية الوعرة الجامحة والسهول الشمالية العظيمة، التي سيطلق عليها الولايات المتحدة الأميركية يوما ما؛ بالإضافة إلى التصوير السينمائي الجميل بشكل ملموس.
فنرى فتاة ذكية برفقة كلب (صاني) لطيف للغاية، فعلاقاتها المتوترة أحيانا -سواء مع شقيقها، أو مع زملائها من أفراد قبيلة الكومانشي، الذين يتجاهلون مهاراتها الواضحة، ويطالبونها بالاكتفاء بالعمل في الحقل لبقية حياتها؛ في الوقت الذي تصر هي أنها مقاتلة مثل والدها المحارب- تسهم “في إضفاء صدى عاطفي واضح على الفيلم”، وفق الناقد كين.
أيضاً، توقف الناقد فير، أمام نارو، “بسحرها الوحشي والحيوي، وعيونها السينمائية الصامتة، وحضورها الذي يجمع بين الضعف والثقة الفولاذية بالنفس”، ومشاهد القفز والانزلاق والركض بسرعة البرق، والانتقال من مطاردة إلى صياد، ومواجهة سلسلة من التهديدات المتتالية؛ مثل دب غاضب أو صائدي فراء فرنسيين؛ بدون أن تتحول لإنسان خارق، “فهي تستمع وتلاحظ، وتستخدم الخسارة أو الانتكاسة كفرصة للتعلم، وبالكاد تستطيع انتزاع نفسها من حفرة رمال متحركة مُميتة”.
يرى هندرسون أن “دور نارو يأتي ضمن قائمة الشخصيات الصعبة التي يمكنها الصمود أمام المفترس، واستخدام العقل والقوة بنفس القدر؛ لتحدي الطبيعة القاسية، وسط الذئاب وأشجار الصنوبر وغروب الشمس العنيف؛ والتعامل مع جميع أعدائها، بكفاءة دموية”.
وتستطيع نارو الصمود بمفردها في القتال، وكانت “أول من شعر بوجود مخلوق فضائي جديد”، بعد أن رأت خط النار المتوهج في السماء، ولاحظت آثار الأقدام الكبيرة في الوحل، والدم الأخضر الفسفوري الغريب المتناثر على أوراق ولحاء الشجر؛ والذي استخدمته على وجهها فيما بعد، كطلاء للحرب.
وأثناء البحث عن أسد كان يتجول حولهما، همست لأخيها بأن “هناك شيئا يخيف ذلك الأسد”؛ وبالفعل ظهر الخطر الحقيقي في شكل ثعبان غريب، وكأنه “وحش من قصص الطفولة”.
وركضت مثل الجحيم، لتُقاتل دبا يطاردها، في مشهد تم تصويره بذكاء؛ ضمن سلسلة من مشاهد المطاردة المُصممة بخبرة، كمشهد هبوط الوحش المفترس بريداتور (داين ديلييغرو)، الموجه بالليزر، والذي يقوم بتمزيق الأعمدة الفقرية، ونزع أحشاء ضحاياه؛ وسط شعب الكومانشي، لخوض مطاردة غارقة في الدماء.
أيضاً، قدم الفيلم صورة لأفراد قبيلة الكومانشي، “كأبطال تزخر قريتهم بشعور من الصداقة الحميمة”، يستخدمون أقواسهم ورماحهم بدقة، ويتحركون عبر الغابة كفرقة قوات خاصة؛ لحماية بيئتهم من التهديدات الطبيعية القاتلة، ومخاطر الغزاة من أمثال الصيادين الفرنسيين، الذين يقتلون الجاموس المحلي، وينصبون الفخاخ الحديدية في كل مكان.