أحداث و تقاريرأهم العناوينالمهرجانات الأجنبية

«قانون السوق».. إدانة إلي النظام الاجتماعي والاقتصادي الأوروبي

 كان ـ «سينماتوغراف»: نعمة الله حسين

منح مهرجان «كان» هذا العام في دورته الـ68 الأفلام الفرنسية نصيب الأسد ضمن المشاركات، وهذا يعود إلي رئيسه بيير لوكور الذي أسس قناة «قنال بلس» الشهيرة في أوروبا، ومن بين الأفلام الخمسة الفرنسية المشاركة في المسابقة الرسمية والتي يغلب عليها طابع العلاقات الانسانية ومشاكل الحياة اليومية والأزمات التي يتعرض لها المواطن الفرنسي سواء كانت خاصة بالبطالة والاعانة الاجتماعية، أو ضياع الشباب والانفلات الأخلاقي وانهيار القيم التي تؤدي غلي الادمان والتفكك الأسري، بخلاف مشاكل الأقليات التي تسبب صداعا لفرنسا، يأتي فيلم «قانون السوق ـ LA LOI DU MARCHE» للمخرج ستيفان بريزيه، وهو لوحة اجتماعية عن المعاناة في الوسط المهني، ويعد أقل الأفلام تكلفة، حيث تم تصويره في مده لا تزيد عن 21 يوما، واستعان مخرجه في بطولته بأناس عاديين ليس لهم أدنى علاقة بالسينما، يقومون بأدوارهم الحقيقية في الحياة، غير معتمد على اضاءه أو مكياج أو حتى سيناريو مكتوب، فقط الفكرة الأساسية والمعالجة البسيطة، تاركا كل شيء للحظات التنوير من كاميرا رقمية، بعيدا عن كل أنواع الإبهار.

 وشارك في بطولة الفيلم «فينسان لندون» الممثل المفضل للمخرج، متنازلا هو أيضا عن أجره، نظرا لايمانه بخطورة وأهمية القضية التي يعالجها وهي «البطالة»، وذلك من خلال شخصية «تيري»، الذي وجد نفسه في مواجهتها بعد أن وصل عمره الي الـ51 عاما، ولديه التزمات أسرية متمثلة في ابنه المعاق وزوجته التي لا تعمل.

مخرج وبطل فيلم قانون السوق

وفي رحلة البطالة والبحث عن يخوض أكثر من تدريب وهو في هذه السن، بعد أن اعتاد طيلة حياته أن يقف أمام ماكينة، لكن أصحاب العمل يقررون الاستغناء عنه وعن زملائه لينقلوا مصنعهم إلي دول الجوار حيث العمالة الرخيصة.

ويتعرض خلال رحلة البحث عن عمل للكثير من الضغوط النفسية، ويقبل الوظيفة في مجالات بعيدة عن تخصصه ليستقر به الحال «حارس أمن» لأحد المحال الكبرى.

ويعد فيلم «قانون السوق» وثيقة ادانة إلي النظام الاقتصادي الأوروبي ولمجتمعه الذي لا يسعى سوى للربح المادي حتى لو كان على حساب البشر ومشاعرهم وانسانيتهم، وهو صورة من واقع مؤلم وتعيس تعيشه اليوم معظم دول أوروبا، ويعد رسالة تحذير قوية للحلم الكاذب للراغبين في الهجرة إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى