إضاءات

قراءة في كتاب:  دراسات سينمائية ـ المفاهيم الرئيسية

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

تعمل سوزان هيوارد أستاذة للدراسات السينمائية في جامعة أكستر بلندن، وهي مختصة في السينما الفرنسية، وأسست جمعية الدراسات في السينما الفرنسية عام 2000، كما أسست جريدة سينمائية مختصة في تلك السينما نفسها وتصدر ثلاثة أعداد في العام، ويعد كتابها (دراسات سينمائية: المفاهيم الرئيسية – ترجمة نهاد إبراهيم – المركز القومي للترجمة) بمثابة قاموس سمته العمق، إذ يمد طلاب الدراسات السينمائية ومعلميها ومغرميها بمصدر مرجعي عن المصطلحات النظرية الرئيسية لما لا يقل عن 110 من المفاهيم والمصطلحات والمناقشات المتنوعة التي تحيط به، كما تشير الاستشهادات الببليوغرافية في نهاية بعض المداخل إلى الببليوغغرافيا القائمة في نهاية الكتاب. كما زودت المؤلفة كتابها بقائمة من المفاهيم المتحاورة والمتقاطعة معها بدلاً من وضع جدول بالمحتويات كما هو متبع حسب الأسلوب التقليدي أيضاً، ما يمنح القاموس رؤى تاريخية متعمقة للأنواع الرئيسية ولنظرية الفيلم وللحركات السينمائية.

ومن المفاهيم التي تضمنتها صفحات الكتاب «الاقتباس» الذي يقول عنه:

«مع حلول العقد الأول من القرن الماضي، أصبحت الاقتباسات من الأعمال الأدبية حيلة لجأ إليها المنتجون وأصحاب دور العرض لإضفاء نوع من الشرعية على الذهاب إلى السينما، ومن ثم تحقيق اجتذاب الطبقة الوسطى تجاه دور العرض. وقد منحت الاقتباسات الأدبية فن السينما ختماً جديراً بالاحترام لتقديم التسلية كفن. ويخلق الاقتباس الأدبي قصة جديدة، وقد ظهرت ثلاثة اتجاهات من الاقتباسات: الأول، الفكرة الأكثر تقليدية الضمنية للاقتباس أي الاعتماد على الكلاسيكيات الأدبية؛ الاتجاه الثاني هو اقتباس النصوص المسرحية إلى شاشة السينما؛ والنوع الثالث اقتباس نصوص معاصرة لا تعد من الكلاسيكيات بعد، لكنها تحتمل أن تحفظ لها مكاناً في كيان الأدب القصصي الشعبي المحبوب. ومن بين هذه الاتجاهات الثلاثة، يظل الاتجاه الثاني هو الأكثر إخلاصاً للنص الأصلي. وتعتبر الاقتباسات الأدبية داخل سياق أفلام الغرب منتجاً أوروبياً في غالبية الأحوال، كأن أوروبا هي التي أسست المعيار الأدبي تقريباً بينما شمال أميركا لا علاقة له بالموضوع. وعلى رغم سيطرة الموروث الأوروبي السينمائي وتمثيله الحيلة التسويقية المدروسة للصادرات فإن الولايات المتحدة الأميركية ظلت تمتلك مخزونها الخاص من الكلاسيكيات الأدبية التي لجأ إليها فن الاقتباس. ويحتل الفيلم الأميركى «غاتسبي العظيم» (1974) إخراج البريطاني جاك كلايتون المقتبس من إبداع الروائي الأميركي إف. سكوت فيتزجيرالد مكان الصدارة في دنيا الأفلام المقتبسة ببذخ طبقاً لأسلوب هوليوود».

أفلام الأكشن: أفلام الحركة مصطلح عريض يتسع لكل ما يخص الفيلم السينمائي، ويتكلف قدراً كبيراً من المال لإنتاجه بصفة عامة، وهدفه الرئيسي منح المتفرج وجبة غير محدودة من العنف وصور الأكشن، معتمداً على رجال الشرطة المنتقمين ومطاردات السيارات والأشرار المجانين وأساتذة الفنون القتالية، ويرجع تاريخ هذا النوع إلى بدايات الثلاثينات من القرن الماضي عندما توفرت نوعية بطل الفيلم المتفاخر الطائش مثل التي ارتبطت بأسماء النجم الأميركي دوغلاس فيربانكس جونيور، والأسترالي إرون فلين. ويبدأ التفاخر لدى بعض أبطال الأكشن العصريين بالمنطق الشفاهي، ويختتم بفعل رائع على نحو أسمى، ويعتبر الممثل والمخرج الاسكتلندي شون كونري الذي لعب دور جيمس بوند مثلاً يحتذى، ويعود الفضل لأفلامه التي وضعت حجر أساس الأسلوب والنغمة للكثير منها. وهناك أبطال آخرون يمكنهم التأنق والتباهي بدنيا فقط مثل الممثل الأميركي تشارلز برونسون، ومن المعاصرين سلفستر ستالونى، وأرنولد شوارزينيغر. ومع الاعتراف بأن أفلام الأكشن تعلي من كفة الفئة الذكورية بقوة فإن عدداً قليلاً من الأفلام أفرز بطلات أكشن مثل: الأميركية سيجورني ويفر، وباميلا أندرسون.

فانتازيا/ أفلام فانتازيا: وتضم أفلام الفانتازيا -الخيال أربع فئات أساسية بصفة عامة: أفلام الرعب، والخيال العلمي، الحكايات الخرافية، ونوعاً محدد من أفلام المغامرات. وتتناول مناطق نحن لا نعلم عنها شيئاً في الحقيقة، وهذه الأفلام أسرع وأسهل وسيلة تعكس المناطق التي نكبتها أو نقمعها. وتلعب أيضاً دور الناطق للأيديولوجيا المهيمنة والأساطير الاجتماعية. وترتبط الفانتازيا مع الرغبة في شكل معقد لا خلاص منه، حيث إن صناعة الفيلم هي صناعة الرغبة، وهوليوود هي مصنع الأحلام، والفيلم ليس مجرد فيلم فقط، بل سلسلة مترابطة من علاقات النص التي تؤدي وظيفتها كأبنية فانتازيا تنطق بالرغبة اللاواعية.

ومن المصطلحات والمفاهيم التي تضمنها الكتاب ولا يتسع المجال لتناولها: الميلودراما الأنثوية وسينما المرأة، هوليوود، فيلم موسيقى، تطبيع، نظرية ما بعد الاستعمار، سينما سائدة/ سينما مهيمنة، موجة جديدة، سينما ثالثة/ سينما العالم الثالث، حداثة، لقطة مصاحبة/ لقطة متحركة، تواصل، واقعية اجتماعية، سينما الشذوذ، تخطيط المشهد، تلاشي الصورة… إلخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى