قطة الشاشة: بوصلتي الجمهور وحلمي فيلماً يبقى في ذاكرة السينما
«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير
رقيقة بسيطة تخفي في عينيها سحراً غامضاً لن تكشف سره إلا بالاقتراب منها، هي من الفنانات المتميزات سينمائياً والتي تشعر بحنين لها وإلى رؤيتها الدائمة فنياً. تربعت فوق عرش النجومية والجمال، لقبوها بقطة الشاشة الجميلة وهي بالفعل «حبة كريز» السينما المصرية، تفكر بتأن في خطواتها الفنية المقبلة، وتبحث في كل عمل عن ملامح قريبة منها ومن مشاعرها المتأججة الباحثة عن الجديد والمختلف.
ليلى علوي إحدى أبرز نجمات السينما المصرية عبر تاريخها، أتاحت لقراء ومتابعي موقع «سينماتوغراف» الاقتراب من الأسرار والأفكار في حياتها بعد أن قررت أن تفتح قلبها في السطور التالية..
في فندق ماريوت الذي يطل بمبناه الفخم والأنيق على ضفة النيل الساكن في قلوب وعشاق أهل وأحباب أرض الكنانة التقيناها، اتسمت تقاسيم وجهها بالهدوء والرومانسية، وعكس ذلك حالة الاستقرار والصفاء لقلبها.
تساؤلات عديدة حاصرتني من الزملاء والأصدقاء والقراء عن سر رشاقتها، ابتسمت ليلى وازداد وجهها خجلاً واحمراراً، وانطلقت الكلمات بين لعثمة شفتيها وهي تهمس قائلة: قمت خلال السنوات الماضية باتباع عدة أنواع من الريجيم، لكنني كنت أضعف كثيراً أمام الشيكولاته، والتي كانت من أهم أسباب السمنة لدي نظراً لحبي الشديد لها، وفي عام 2002 عملت (ريجيم) 8 شهور، واستطعت إنقاص 15 كيلو جراماً من وزني، وأحاول منذ هذا الوقت على هذا الشكل والوزن، ومن المؤكد أنني أريد الاهتمام برشاقتي من أجل للفن والكاميرا التي أعشقها وبيني وبينها حب قائم ومستمر.
وأعاود سؤالها: في السنوات الأخيرة تقبلين على أعمال تحمل تيمة خاصة مرتبطة بالمشاعر وتعكس علاقات الناس أسرياً أو على المستوى الخاص، هل تخططين لذلك؟.
ترد بدون تفكير: ليس لدي مستشارون، ولكني أحب أن أعرف انطباعات الجمهور، وأحب أن أسأل ما هو إحساسكم تجاه ما أقدمه، وبالتالي فانا أحب التجديد في المعالجة وأرفض الشكل النمطي، وأسير تبع إحساسي ورؤيتي للسينما، وبوصلة ردود الناس تجاه ما يشاهدوني عليه.
أترك عنان الأسئلة ينطلق وخلفها الأجوبه، في حوار صريح ومفتوح:
* بداياتك مختلفة عن مراحل لاحقة لك سينمائياً، والآن أيضاً يختلف نمط ما تقدمين، هل يعني ذلك ارتباطك بنوعية ما تقدمه السينما المصرية كل فترة؟
ـ يمكن الناس فاكرة أني أخطط وأدير مراحل، أنا إنسانة فطرية، وأكتسب أشياء وأظل واعية لذلك، وطبيعي أني أتطور، وهذا التطور فكري وفني وحتى بيولوجي، ولا تنسى أني بدأت وأنا في ثالثة إعدادي، قدمت للسينما فيلم «البؤساء» مع فريد شوقي، وأكيد أول عمل يختلف تدريجياً عما جاء بعده، ودوري في البؤساء يختلف عن أفلام (الموظفون في الأرض، وخرج ولم يعد، وزمن الممنوع، وإعدام ميت، والمغتصبون، كما أن مع شريف عرفة في (سمع هس، ويا مهلبية يا)، غير (مرحلة قليل من الحب كثير من العنف) مع رأفت الميهي، غير (المصير) مع يوسف شاهين.
* مشهد التعبير الراقص في فيلم «ألوان السما السابعة» أعاد للأذهان محاولاتك مع السينما الاستعراضية، لماذا توقف هذا المشروع؟
ـ أنا لم أتوقف، حاولت لأني أحب الاستعراض وأعشق موسيقى الأفلام، وكنت في بدايتي مع الأطفال أغنى وأرقص، وفي الثمانينات والتسعينات قدمت (سمع هس ويا مهلبية يا)، ولم يكن في تلك الفترة أعمال استعراضية نهائياً، وجاء بعد ذلك تعثر شديد في الإنتاج السينمائي نتيجة لأزمة الخليج، واليوم الوضع مختلف، والإنتاج أحسن وأضخم وأتمنى أن يكون لدينا سينما استعراضية بمعني الكلمة، وأرى أن المشكلة الآن في السيناريو فقط الذي يجب أن يكون محبوكاً ويوظف بأسلوب عصري يعيد إلينا روائع زمان.
* ما الذي يمكن أن تطلقيه من تسمية على السينما الحالية؟
ـ كنا منذ سنوات في مرحلة تغيير، والتغيير حصل في صناعة السينما، ودور العرض، والتوزيع، ودائماً مرحلة التغيير لو لم يكن مخططاً لها لا تكون متوازنة، وبالفعل هذه المرحلة انتهت، وكل واحد أصبح له الآن هدف يريد أن يحققه، والسينما الحالية في مرحلة انتقاء خصوصاً بعد الإقبال العائلي على دخول الأفلام، بعد أن كانت قاصرة على شريحة معينة لها لغتها ومفرداتها التي أبعدت الكثيرين عن الذهاب إلى السينما.
* انشغالك بالتمثيل في سن مبكرة هل كان له تأثير على دراستك؟
ـ بالطبع نعم، فقد كنت أحلم بدخول كلية الهندسة ولكن المجموع الذي حصلت عليه في الثانوية لم يؤهلني لها فانتسبت لكلية التجارة جامعة عين شمس.
* لماذا لم تختصري الطريق إلى معهد السينما مباشرة طالما اخترت العمل الفني؟
ـ التحقت بالفعل في نفس وقت دراستي بالكلية بالمعهد واخترت قسم الديكور لكي أدرس به.
* ولماذا الديكور وليس التمثيل؟
ـ لأنني كما قلت كنت أتمنى الالتحاق بكلية الهندسة لأدرس فن الديكور الذي أعشقه وحينما قدمت أوراقي للمعهد وجدت أنه بإمكاني تحقيق هذا الحلم فلماذا أدرس التمثيل وقد تعلمته على يد كبار أساتذته من الممثلين الكبار والعمالقة.
* يتردد أنك لم تكملي دراستك بالمعهد، هل هذا صحيح؟
ـ لم أستمر فيه بسبب كثرة ارتباطاتي الفنية فرسبت في السنة الأولى وفي العام التالي لم أتقدم للامتحانات، واتخذت قراري بترك المعهد والاستمرار في كلية التجارة فهي لا تشترط الحضور سوى وقت الامتحانات، وهكذا استطعت الجمع بين الدراسة الجامعية و السينما وحينما حصلت على البكالوريوس كنت قد أصبحت نجمة سينمائية.
* مع كل يوم يمر عليها تحت الأضواء وبصحبة الأضواء والشهرة والنجومية تتذكر (ليلى) بدايتها.. فنقطة انطلاقها الفنية كانت مع فيلم (البؤساء) وبعده بدأت الرحلة الطويلة، التي يرى البعض إنها في السنوات الأخيرة كانت مقلة فيها، تختفي وتظهر كل فترة تاركة لنا عملاً يدفعنا إلى سؤالها: أين أنت يا ليلى؟
أجابت قائلة: الآن أدقق أكثر، أعمل بتأن، فكل ما أقدمة محسوب علي، ولا أستعجل، أقدم فيلماً حسب ما يتواجد من سيناريوهات تستحق، ومسلسلاً كل سنتين، والمسرح لا يغريني لظروفه الحالية.
هل قالت ليلى كل شيء عن حياتها، أم أن هناك بقية في القلب؟، ألملم أوراقها الخاصة، وأفتح ملف عملها السينمائي، نظرت إليها وقلت: شكلك عايزة تقولي حاجة؟ أجابت بعبارة قوية: إذا لم يكتشف الإنسان شيئاً يستحق أن يعيش من أجله، فانه لا يصح أن يعيش أصلاً، لابد من حلم.. من هدف.. من نقطة في نهاية سطر لتبدأ سطور جديدة، وحلمي لايزال فيلم جديد ومختلف ويبقى في الذاكرة، وخلال السطور المقبلة نقترب أكثر من رحلتها السينمائية.