كارلوفي فاري 2022 | « بورنهولم اللعينة».. رحلة تفجر مشاكل مدفونة
كارلوفي فاري ـ خاص «سينماتوغراف»
عرض في إطار المنافسة ضمن مسابقة «كارلوفي فاري السينمائي الـ 56» فيلم «بورنهولم اللعينة» للمخرجة البولندية آنا كازيجاك، والذي يركز أحداثه على عائلتين وإجازتهما معًا في جزيرة بورنهولم الدنماركية، عطلة تتحول إلى شغب ومزيد من التوتر، أو بمعنى أدق دراسة نفسية لأزواج في منتصف العمر ينخرطون في تربية أطفالهم على أشباح المجتمع المعاصر.
عائلتان تعرفان بعضهما البعض منذ سنوات تقضي عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في مايو معًا، كما هي العادة، في جزيرة بورنهولم الشاعرية الدنماركية. ومع ذلك، بدلًا من الاسترخاء الذي توقعوه، تحولت الإجازة إلى مواجهة مع مشاكل مدفونة كانوا يتلاشونها.
صورة زرقاء بالكامل، البحر مأخوذ من الأعلى بانعكاسات ذهبية. هكذا يبدأ الفيلم، ولاحقًا نشاهد مياه متموجة، موجات سترافق أحداث الشخصيات والتي معها ستنفجر سلسلة كاملة من التوترات المتعلقة بعلاقة الزوجين في منتصف العمر، لحماية الأطفال، ويتبع سطح البحر بطريقة ما الرسم التخطيطي لسعادة أبطال الفيلم، وفقًا لاستعارة ثقيلة نوعًا ما.
مشاهد الصداقة الذكورية على الشاطئ السياحي المثير، تقطعه امرأة حامل بالمصادفة، تعبر عن رعبها من الاعتداء الجنسي على ابنها، وهو أول سبب للانفجار، والذي ينكمش لأن الطفل كشف عن تأثره بالصور الإباحية الموجودة على جهاز الكمبيوتر الخاص بوالده. بالصدفة. ومن ثم الاعتراف.
بينما تجد إحدى الزوجات الراحة في الانغماس مع ناسك مستهتر على الشاطئ، ورغم كونها مسنة، لكنها تستعيد معه شهوانية ضائعة.
يقول أحد الزوجين للآخر إن النساء قاسيات. لا تستطيع آنا كازيجاك أن تخجل من الكليشيهات السهلة في رسمها للمناوشات بين الجنسين. ولا يمكنها حتى الهروب من دكتاتورية الصورة الجميلة اللامعة التي ستسعد أي لجنة أفلام. كذلك أيضًا في هذا المشهد الذي يبدو أنه يصور انتحار إحدى بطلي الفيلم التي سمحت لنفسها بالذهاب إلى البحر هذه المرة في الظلام عند الفجر. لن يكون انتحارًا ، ومع ذلك فقد ضللنا اقتباس آخر محتمل لنهاية لم تحدث.
يعد فيلم «بورنهولم اللعينة» أكثر من مجرد كوميديا أخلاقية كريمة، والتي تتجنب دائمًا الوقوع في الفكاهة اللاإرادية. إنها دراسة نفسية وأنثروبولوجية للسلوك البشري في الإجازة، حيث يمكن الكشف عن بعض التوترات المدمرة للذات في لمح البصر. هناك العديد من أفلام العطلات، تلك التي تتبع ديناميكيات الإنسان في سياقات غير عادية حيث تكون حتمية الترفيه مرغوبة.
وعلى كل حال، ما يميز الفيلم هو تتبعه للأمواج أو المد والجزر، حيث يعرض الحياة على شكل الموجات التي تتحلل وتعيد تكوينها في اتجاه جديد.