أحداث و تقارير

كان 71: «قماشتي المفضلة» ينقصه البوح رغم الإيحاءات

كان ـ «سينماتوغراف»: عبدالستار ناجي

ضمن عروض تظاهرة (نظرة ما) وهي المسابقة الثانية من حيث الأهمية في مهرجان كان السينمائي، عُرض فيلم (قماشتي المفضلة) للمخرجة السورية غايا جيجي وبطولة منال عيسى وعلا طاهر وسوريا بغدادي وماريا تنوري وعدد آخر من النجوم الشباب من جيل السينما السورية الجديدة.

تجري الأحداث في دمشق في ربيع 2011 على خلفية الأحداث التي عاشتها سوريا إبان ما سمي بـ الربيع العربي، حيث تتصاعد احتجاجات الغضب والرفض، التي نرصد آثارها على حياة الشابة السورية نهلة تجسد الشخصية منال عيسى، والتي تعيش وسط أسرتها المسيحية بعد وفاة والدتها ورعاية أمها مع شقيقاتها الثلاث.

نهلة تعمل في أحد محلات بيع الملابس النسائية الجاهزة وتعيش مجموعة من الأحلام عن علاقة مع شاب تلتقي به وبشكل متخيل، وأيضاً واقعها المرير حيث التعب اليومي في التنقل، وكذلك علاقتها مع والدتها وشقيقاتها وجيرانها خصوصاً مع انتقال جارة جديدة سيكتشف لاحقاً أنها تدير وكراً للدعارة وتؤجر الغرف للزبائن من أجل لقاءاتهم الغرامية.

يتقدم أحد الشباب السوريين الذي يعيش في أميركا عبر العلاقات الأسرية لخطبة نهلة الأبنة الكبرى وهي تريد الخلاص من هذا الواقع الذي يحيط بها من أجل الهجرة إلى أميركا، ولكن الشاب رغم إعجابه بها يطلب خطبة شقيقتها التي تصغرها وهي أجمل منها. ولكن خيالات نهلة تظل تحاصرها مما يدفعها لاستئجار غرفة عند الجارة بانتظار أن يأتي صديقها المتوهم والمتخيل.. حتى أنها تذهب بخيالاتها إلى علاقة غرامية تجمعها مع الشاب الذي سيقترن بشقيقتها. ورغم إيحاءات المشهد إلا أن الأمور تظل دائماً تأتي عبر خيالات هي انعكاس للحالة النفسية التي تحاصر تلك الفتاة الحائرة بين الربيع وغليانه وبين الخوف على تدهور الأمن والأمان في دمشق وبقية المدن السورية.

هذه الحالة، تدفع الفيلم اعتباراً من النص إلى المحصلة النهائية بعدم البوح بالموقف والأحاسيس التي تظل مكبوتة ومحاصرة ومتخيلة وغير حقيقية، بل غير عادلة في تجسيد الألم الإنساني الذي تعيشه تلك الشخصية ومن يحيط بها.

ورغم حالة الدمار والتقزم التي تعيشها الشخصيات إلا أن البوح الصريح يظل صامتاً خافتاً متخيلاً. مما يجعل الفيلم لا يتقدم ولا يتطور على صعيد الأحداث والبناء الدرامي، وبالذات الشخصية المحورية التي تظل حبيسة تخيلات في كل شيء لا تقتصر على الجانب العاطفي. حتى الشقيقة الصغرى التي تظل الأكثر تصريحاً وموقفاً واضحاً نجد بأنها تنتهي إلى اعتقادات سلبية حول فقدان علبة الشكولاته وسلحفاتها وأن من سرقهم الجن، بل وتذهب إلى أنها كانت تسمع خطوات أقدامهم.

وهذا لا يمنع من أن نشير إلى أن المخرجة غايا جيجي تمتلك أدواتها وحرفتها وتصميم المشاهد، بالذات مشاهد الحلم وأيضا في لوكيشنات العائلة. وفي المقابل هناك أداء عالي المستوى وجريء لكل من منال عيسي وعلا طاهر بدور الجارة مدام جي جي .

وفي المقابل تبدو الموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم تعيش حالة من الأغتراب عن الشخصيات والأحداث وتطورها وإيقاعها.

ويبقى القول، بأن الفيلم السوري (قماشتي المفضلة) ظل ينقصه البوح مما أعاقة من الوصول لأكبر شريحة من المتلقين. فيلم بلا موقف. مثل وجبة بلا طعم أو رائحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى