أحداث و تقارير

«كريد» يبعث سلسلة أفلام «روكي» للحياة من جديد

 «سينماتوغراف» ـ  هناء العمير

تحتل الرياضة مكاناً بارزاً في الموضوعات السينمائية، فهي صنف خاص من الأفلام، تنحو بعضها بشكل أكبر نحو الدراما مثل «الثور الهائج-Raging Bull»، في حين يبقى بعضها مثقلاً بالرياضة ذاتها وتفاصيلها مثل فيلم«Money ball»، ولكنها في كل الأحوال تدخلنا في متعة مشاهدة الرياضة في حد ذاتها، والحماس الذي يثيره متابعة حدث رياضي وفي نفس الوقت متعة مشاهدة القصة، وهو ما يجعل الأفلام الرياضية من الأفلام الأكثر جماهيرية.

لذلك لا يكاد يخلو عام دون إنتاج عدة أفلام تتناول قصة بطل رياضي، علماً بأن بعض الأفلام تستخدم الرياضة كخلفية للدراما الدائرة في الفيلم كما في فيلم «Foxcatcher». وفيما يخص عام 2015، يمكن القول إن الفيلم الرياضي الأبرز هو فيلم «كريد Creed»، وهو الذي رشح عنه بطله سيلفيستر ستالون عن جائزة أفضل ممثل مساعد. وعلى الرغم من أن الفيلم يتناول قصة ملاكم وهي الرياضة الحاضرة دائماً في أفلام عديدة، لكنه هنا حضر بشكل مختلف وممتع.

635712538022292039-XXX-CREED-SNEAKPEEK-MOV01-DCB-74168494

لابد أولاً من الإشارة إلى أن «كريد» هو الجزء السابع من سلسلة أفلام «روكي»، التي بدأت مع الفيلم الأول «روكي» لسيلفستر ستالون عام 1976، وحلقت به إلى أعالي النجومية حيث حصد الفيلم حينها ثلاث جوائز أوسكار منها أفضل فيلم وأفضل مخرج لجون أفيلدسون وأفضل مونتاج كما حصل ستالون على ترشيح عن فئة أفضل ممثل رئيسي وأفضل نص، فقد كان هو كاتب السيناريو.

وتتالت بعدها الأجزاء التالية: «روكي 2» و«روكي 3» و«روكي 4» و«روكي 5» ثم «روكي بالبوا»، لكن أي من هذه الأجزاء لم ينل النجاح السابق الذي حققه الفيلم الأول. فقد احتل «روكي» الموقع الثاني لأعظم أفلام رياضة على مر التاريخ بعد فيلم «Raging Bull» والذي احتل المركز الأول. لكن الجزء السابع لهذه السلسلة وهو «كريد» يعيد إلى الأذهان المستوى الأول لهذه السلسلة، ويأخذ القصة لفضاء آخر فهو يقدم بطل جديد هو ابن منافس بالبوا في الأجزاء السابقة «أبولو كريد».

Film Review-Creed

يبدأ الفيلم بطفل يدعى «دوني» أو «أدونيس كريد» وهو معاقب لضربه أحد الأطفال. تحضر ماري آن -فيليشا رشاد- إلى دار الرعاية حيث يقيم دوني، وتأخذه معها بعد أن تخبرهم بأنها قريبة له، فقد كانت زوجة أبيه المتوفي.

يذهب الطفل معها ثم يكبر ونشاهده موظف في شركة للأمن والسلامة -قام بدور دوني الشاب مايكل بي جوردان- ويقيم في بيت فخم جداً في لوس أنجلوس، لكنه يترك كل هذا ليلعب ملاكمة. تعارض زوجة أبيه أو أمه كما أصبح يناديها رأيه، لأنها فقدت زوجها في مباراة للملاكمة وتحاول أن ثنيه عن رأيه دون فائدة. يذهب دوني إلى فلاديلفيا محاولاً مقابلة روكي وإقناعه بأن يكون مدربه، وفي تلك الأثناء يلتقي أيضاً ببيانكا -تيسا تومبسون- المغنية وكاتبة الأغاني الناشئة.

rocky-creed-041415-instagram-ftr_1ru44ufz0pupu1w5mkl702zmaf

في الفيلم وربما هذا يشكل اختلافاً عن معظم أفلام الملاكمة، نشاهد الملاكم يمارس الملاكمة حباً ورغبة، فهي كما يلمح الفيلم تشكل الرابط الخفي له بأبيه، وهي أي اللعبة جزء من هويته وانتمائه، بل تبدو وكأنها قدره، لذلك فهو يمضي إليها بكل طاقته رغم كل ما يكتنفها من صعوبات هو في غنى عنها. ولذلك لا يفهم معظم من هم حوله هذه الرغبة الكامنة في داخله، ومنهم أمه ثم مدربه الذي هو في حقيقة الأمر منافس أبيه السابق.

l_a3cnxdxzfuelwvuzm4yv2fmioaxsqdwmgxpajtx8skm

أما ما يميز الفيلم بكل تأكيد وجعله يحصد الكثير من الثناء النقدي هو أنه أحيا سلسلة روكي بشكل مختلف بإعادة الملاكم القديم كمدرب، وخلق تفاعل وعلاقة أبوية جميلة بينه وبين البطل الجديد جوردان. وهذا بلا شك يعود إلى مهارات المخرج رايان كوغلر الذي يؤكد في فيلمه الثاني بعد أن لفت الأنظار عام 2013 بفيلمه الأول «Fruitvale Station»، أنه مخرج متميز. فقد شارك كوغلر بكتابة السيناريو مع ستالون وآرون كوفينغتون، واستطاع أن يخلق من الصيغة المعهودة لأفلام روكي، فيلماً بنكهة مختلفة وأداء ملفت وعفوي جداً من ستالون وصادق جداً من جوردان وتومبسون، وتشويقاً وحماساً مشوباً بدراما مؤثرة يلازم كل الأفلام الدرامية الرياضية القوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى