بلاتوهات

كريم طريدية: «حكايات قريتى» يروى قصتى الحقيقية أثناء الاستعمار الفرنسى

 القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أقيمت مساء أمس الأول ندوة للفيلم الجزائرى «حكايات قريتى»، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، ضمن مشاركته فى المسابقة الدولية للدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بحضور مخرجه ومؤلفه كريم طريدية، المقيم فى هولندا، مدير عام وكالة الإشعاع الثقافي بالجزائر المنتجة للفيلم ، وأدار الندوة الناقد عصام زكريا.

 وفى البداية علق المخرج على سوء صوت الفيلم، نتيجة وجود عيب تقنى خاص بأجهزة الصوت بالمسرح، مؤكداً أن فيلمه لم يخرج بالشكل المطلوب، لافتاً إلى أن على إدارة المهرجان حل هذه المشكلة فيما بعد.

 وعن الفيلم قال المخرج إنه يروى قصته الحقيقية مع أسرته، فهو «بشير» البطل، والأم هى أمه، وكذلك الجدة والخال والعم، لافتاً إلى أنه عن التحرر، والإحباط، والأحلام التى كانت تراوده فى الاستقلال حين كان عمره 13 عاماً.

وأضاف «طريدية» خلال الندوة: «المشهد الأخير الذى أضفته ليس من الذاكرة، والذى يذكر فيه اسم «أبومدين» وهو وقتها لم يكن معروفاً، فهو يكشف الحيرة والضبابية التى كانت تسيطر على المشهد وقتها، واستغرقت فترة كتابته من عام 1990 وحتى 2000، وركزت بأن تكون القصة لقرية محلية بسيطة وصغيرة، لكنها فى نفس الوقت تمثل كل الجزائريين».

وعن سر اختياره للممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان لتجسد دور الجدة، تابع: «لهجة قريتى تشبه اللهجة التونسية، لأنها تبعد عنها بحوالى 70 كيلومتراً فقط، والفنانة «فاطمة» شديدة التميز، ولديها خبرة كبيرة، لذا وجدتها الأنسب لأداء الدور وقدمته ببراعة شديدة».

أما بالنسبة لمشهد السيدة الفرنسية التى كانت تُطعم الصبية العسل بإصبعها فقال: «إنها قصة حقيقية، وهذه السيدة كانت تعتاد كل يوم أحد بعد الصلاة فى الكنيسة أن تحضر هذا العسل، وتطعمه بنفس الطريقة فى ذلك الوقت، وعندما كنت طفلاً كان يعجبنى طعم العسل، ولم أفكر فى الأمر، ولكن فيما بعد عندما تذكرته شعرت كم هو مهين ومذل هذا التعامل مع الأطفال، فهو يجسد فكرة الاستعمار، وشعرت بالغضب وكنت أرغب فى الانتقام من هذه السيدة، لذا أضفت مشهد الصبى الذى قام بعض إصبعها لأحقق انتقامى».

وسألت الناقدة خيرية البشلاوى عن الخطابات المتبادلة مع فرنسوار الجندى الفرنسى والطفل بشير، التى جعلتها تشعر بأن هناك تحيزاً خفياً للطرف المستعمر، ورد عليها المخرج قائلاً: «فيما يتعلق بعلاقة الطفل والجندى الفرنسى استخدمتها كنوع من المجاز، أولاً لأن الولد كان يحلم بوجود أب فى حياته، لأنه شبه يتيم ومحروم منه ويحتاجه طول الوقت، فكان لديه حلم بأن يصبح هذا الجندى أباه، ولكن عندما يكتشف أنه فرنسى ويمكن أن يوصف بأنه خائن لو تعامل معه، على الفور تغيرت علاقته به وتحولت لرغبته فى التخلص منه، وبالتالى هى استعارة لمشاعر هذا الصبى».

وفيما يتعلق بالموسيقى أضاف: «أنا لست من محبى استخدامها بكثرة، وأحياناً تكون المشاهد عندى بدون موسيقى وحوار لفترة طويلة، ونهاية الفيلم محيرة ومشوشة وهى مقصودة، لأن هذا هو الشعور الذى كنت أريد توصيله للجمهور»، لافتاً إلى أنه غير مؤمن بفكرة أن الفن لا بد أن يحمل رسائل، بل يرى أن العمل حين يخرج للجمهور يصبح ملكه وعليه قراءته من منظوره وكما يحلو له تفسيره.

فيما قال نزيه بورنزان، مدير عام وكالة الإشعاع الثقافي بالجزائر المنتجة للفيلم: «هذا العمل ضمن مجموعة من الأفلام المنتجة، فى إطار خمسينية استقلال الجزائر، وهو يُعتبر حدثاً كبيراً، لذا قررت وزارة الثقافة تخصيص ميزانية ضخمة لهذه الأعمال لتنقل أحداثاً من الذاكرة وعن شخصيات أثناء فترة الاستعمار، أما بالنسبة لكريم فكانت له نظرة جديدة للثورة بعيداً عن البطل والشكل المعتاد».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى