Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
إضاءات

كيف تخيلت سيناريوهات السينما (الحرب العالمية الثالثة)؟

«سينماتوغراف» ـ متابعات

هل يكون الغزو الروسي على أوكرانيا هو شرارة الحرب العالمية الثالثة؟ خاصة أن قادة العالم حاولوا تجنبها خوفا من تصاعد الأمور ودخول دول أخرى في الصراع الذي قد يحدث خطأ صغير ويحوله إلى حرب شاملة كبرى على غرار الحرب العالمية الأولى والثانية.

صناع السينما ناقشوا هذه التخوفات مسبقاً، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ومع التطور المستمر في صناعة الأسلحة بدأت التصورات وصنع الأفلام  التي تتخيل كيف ستقام الحرب العالمية الثالثة وتأثيراتها المدمرة على الحياة، خاصة مع التطورات في صناعة السلاح النووي والتوقعات التي تؤكد أن الحرب العالمية القادمة ستكون نهاية العالم كما نعرفه الآن.

ومن خلال القائمة التالية نستعرض أفلام تحدثت عن الحرب العالمية الثالثة واستعرضت أسبابها وما الذي حدث خلالها وبعدها..

“التوازن” (Equilibrium)

عرض الفيلم للمرة الأولى في العام 2002، وهو من أفلام الخيال العلمي ومن بطولة كريستيان بيل ووإيميلي واتسون ووتاي ديجز.

تدور أحداث الفيلم في عالم مستقبلي ديستوبي عام 2072 بعد انتهاء الحرب الباردة وفناء نسبة كبيرة من البشر في آخر مدينة متحضرة على كوكب الأرض وهي مدينة ليبرا التي وصل القائمون عليها لقناعة؛ وهي أن السبب في الحرب هو المشاعر الإنسانية، لذا يتناول سكان هذه المدينة عقارا يوميا يجعلهم غير قادرين على تكوين مشاعر أو فهمها، وهذا ما يجعلهم أكثر قدرة على الطاعة. بطل الفيلم هو ضابط من مهامه القضاء على مجرمي العقول الذين ينتهكون قانون المدينة الأول وهو تكوين المشاعر والتفاعل معها، وكذلك اقتناء الأعمال الأدبية والفنية.

مرة أخرى يحاول صناع الأفلام فهم الطبيعة البشرية والأسباب التي تؤدي بالبشر لإقامة الحروب، ثم يستعرضون هذا الأمر من خلال أسئلة بلا أجوبة شافية، في هذا الفيلم لا يتم استعراض الحرب العالمية الثالثة؛ ولكن يتم عرض النتائج المترتبة عليها والأسباب التي أوصلتنا إلى النتائج الأخيرة، ثم يعرض السؤال هل الحياة بدون مشاعر أفضل أم سيتحول البشر في تلك اللحظة لمجموعة من القطعان؟

على الشاطئ” (On the Beach)

عرض فيلم “على الشاطئ” (On the Beach) للمرة الأولى عام 1959، ثم تم إنتاج نسخة أحدث منه بنفس الأحداث ومع تغيرات طفيفة للغاية عام 2000، والنسخة الأولى كانت من بطولة جيروجري بيك وأفا غاردنر أما النسخة الأحدث فكانت من بطولة أرماند أسانت وريتشل وارد.

تدور أحداث الفيلم بعد انتهاء الحرب العالمية الثالثة في أعقاب الثانية بفترة زمنية ليست كبيرة، وكانت حرب نووية شاملة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وقضت على الكثير من الجنس البشري، كما تلوث النصف الشمالي من الكرة الأرضية بالإشعاعات النووية، ويعيش من تبقى من البشر في أقصى الجنوب بأستراليا.

وتظهر فجأة إشارات من النصف الشمالي؛ مما يعطي الأمل للبشر الأخيرين بأنه ربما هناك ناجون ما زالوا على قيد الحياة في النصف الشمالي، وعلى الرغم من استحالة الفرضية إلا أن الأمل يحركهم فيرسلون بعثة استكشافية لإنقاذ هؤلاء البشر، في الوقت الذي يتم التأكيد فيه أن الإشعاعات النووية في طريقها للنصف الجنوبي وأن أيام البشر على سطح الكوكب صارت معدودة.

في هذا الفيلم الإنساني الصادم يتصور صناع الأفلام مرة أخرى شكل الحياة على كوكب الأرض وخطر استخدام الأسلحة النووية والتخوفات التي يخشاها هؤلاء، وكيف ستصبح الحياة وهل ستنتهي بالفعل عن طريق حرب نووية، وقرارات البشر واختياراتهم وتأثيراتها على الحياة والتمسك بالأمل على الرغم من ضعفه، والتمسك بالحب رغم كل التخوفات، والرغبة في العودة للوطن والموت فيه بسلام، جميعها تخوفات مشروعة وأسئلة لا أجوبة لها بشكل تام حتى هذه اللحظة.

سقوط آمن” (Fail Safe)

عرض هذا الفيلم أيضا في نسختين الأولى عام 1964، وكان من بطولة هنري فوندا ودان أوهيرلي وولتر ماثيو، أما نسخة إعادة الإنتاج والتي عرضت عام 2000 فكانت من بطولة وولتر كونكيت وريتشارد درايفوس.

تدور أحداث الفيلم أثناء الحرب الباردة؛ حيث ترصد القوات الأميركية اقتراب طائرة مجهولة من حدودها، وهو الأمر الذي يستدعي قيام طائرات الفينداكتور الأميركية وحاملة القنابل النووية بالاستعداد للرد على الهجوم النووي السوفياتي المحتمل، ويتضح فيما بعد أن الطائرة المرصودة كانت طائرة ركاب عادية، ولكنها خرجت عن مسارها، ولكن تحدث مشكلة في نقل الأوامر فينطلق سلاح الفينداكتور الأميركي باتجاه موسكو لتدميرها.

ويحاول القادة الأميركيون بكل السبل التواصل مع الطائرات الست المتجهة صوب موسكو لتدميرها، ولكن بسبب وجود موجات تشويش سوفياتية يفشلون في هذا الأمر، ويحاول الرئيس الأميركي بكل السبل وقف الحرب قبل بدايتها فيتوصل مع السوفيات، ويتعاون معهم لتدمير طائراته قبل وصولها لموسكو وتدميرها، وينجح الجيش السوفياتي في تدمير 5 طائرات من الست، إلا أن قائد الفرقة يكمل طريقه وينجو من الجميع بفضل مهارته ويصل موسكو.

وكحل أخير ولتجنب قيام الحرب يأمر الرئيس الأميركي بتفجير مدينة نيويورك بقنبلة نووية.

ثمن الخطأ والحرب”؛ هذا هو التعبير الأفضل عن هذا الفيلم، فما الثمن الحقيقي لتجنب الحروب؟ وما ثمن الخوف؟ إن الجميع آثمون بدرجات مختلفة والخوف هو سيد الجميع في الحرب. هنا استعرض صناع الفيلم كيف أن الأسلحة الحديثة لا تجعل أي شخص آمن، فسكان موسكو ونيويورك هادئون ويعيشون حياتهم ولا يدركون ذلك الخطر القادم خلال لحظات لتدمير حياتهم وأن حياتهم سوف تدفع ثمنا لحرب لا يعلمون في هذه اللحظات هل ستحدث أم لا، سكان نيويورك هم ثمن سوف يُدفع لتجنب الحرب، وسكان موسكو هم ثمن خطأ وقعت فيها الدولتان الأكبر في هذه اللحظات.

الروس قادمون” (The Russians Are Coming)

تم إنتاج هذا الفيلم في العام 1966، وهو فيلم كوميدي من بطولة كارل راينر وإيفا ماريا سينت وآلان أركين.

تدور أحداث الفيلم أيضا أثناء الحرب الباردة حينما تقوم مجموعة جنود روس بالتسلل إلى جزيرة أميركية بعد أن أرسلهم قائد الغواصة الأخطبوط التي كانوا على متنها لمحاولة إصلاح الغواصة العالقة بالقرب من الجزيرة، ويتورط هؤلاء الجنود في مجموعة أحداث كوميدية متعاقبة مع سكان الجزيرة القليلون للغاية، وتضطر الفرقة المكونة من 9 أفراد بأسر عدد من أفراد الجزيرة ولا يرغبون في إيذاء أحد.

وفي نفس الوقت تنشأ قصة حب بين فتاة من الجزيرة ومجند صغير آخر لا يرغب في الحرب، ولكنه مرغم على إطاعة رؤسائه، وتتصاعد الأحداث ويبلغ بعض سكان الجزيرة السلطات الأميركية بهجوم جوي روسي على سواحلهم.

ومع تصاعد المواجهة يعلق طفل على برج “نيسة”، ويكون معرضا للموت، فيتعاون الجميع من السكان ومن الفرقة الروسية لإنقاذه، فيقرر سكان الجزيرة مساعدة الروس قبل وصول الجيش الأميركي وقيام الحرب العالمية الثالثة بسبب خطأ.

يستعرض فيلم “الروس قادمون” صورة مصغرة للحرب العالمية الثالثة، وفي الوقت نفسه يعرض القواسم المشتركة بين البشر جميعهم، حيث لديهم نفس الاحتياجات ويرغبون بها. ويدفع صناع الفيلم نحو الإيمان بأن القواسم المشتركة خير وسيلة للتفاهم والبحث عنها ربما ينهي الحرب وربما يجعل الجميع آمنين. الحياة ليست بهذا التعقيد، وربما نحن من نعقدها بالتعجل وعدم الفهم والفضول الزائد عن الحد.

إن الخيال المفتوح في السينما يمنح الحرية لصناعها بطرح وجهات نظر مختلفة، وربما التحذير من أزمات لم تكن معروضة من قبل، ويحاول صناع السينما بمختلف توجهاتهم فهم الحرب وأسبابها وتباعتها، فمن الأزمات الحية للحروب النووية لفناء الحياة أو محاولة إصلاح الأخطاء؛ هي فقط محاولات فهم، والنماذج الخمسة السابقة نابعة عن تخوفات حقيقية، ربما لا تؤرق صانع السينما فقط، ولكنها تؤرق الجميع.

الآن ونحن على مشارف حرب عالمية جديدة بعد الاعتداء الروسي على أوكرانيا وتداخل عدد من الدول العظمى في هذا الأمر، والجميع متوجس ويترقب ردود الأفعال يبدو أن العالم يخشى الحرب العالمية القادمة، لأن المستقبل ربما يكون سوداويا جدا كفيلم “على الشاطئ” و”سقوط آمن” ونتمنى أن يكون مرحاً ومشرقاً كـ”الروس قادمون“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى