كين لوتش لـ «سينماتوغراف»: أفلامي تتجاوز السينما الاجتماعية
«كان» ـ هدى ابراهيم
للمرة الثانية في تاريخ المهرجان، تمكن المخرج البريطاني كين لوتش من انتزاع السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ 69، ليدخل النادي الحصري لعدد محدود جدا من مخرجي العالم نالوا مجد انتزاع السعفة مرتين. وقال هذا المخرج الذي يعتبر احد رواد سينما الواقعية الجديدة في بريطانيا، بعد فوزه عن شريطه الرائع «انا دانييل بليك» بالسعفة، ان الفيلم «رسالة أمل تقول بأن عالما آخر ممكنا بل وضروري».
ودعا كين لوتش حضور المهرجان ليتذكروا دائما الناس الجوعى والفقراء معتبرا ان «السينما امر مهم وجميل، لكنها شيء ينتمي لعالم الخيال، اما العالم الذي نعيش فيه فيخوض مرحلة خطرة وصعبة من النيو ليبرالية وهذا امر كارثي». واضاف المخرج المخضرم البريطاني بأن «السينما، لديها تقاليد، ومن بعض تقاليدها الاهتمام بالشعوب، واختبار الانسانية».
وشكر كين لوتش، منتجته والعاملين معه على فيلمه الذي كتب السيناريو له پول لاڤرتي، كما شكر كل العاملين في مهرجان كان مؤكدا: «التجربة مهمة بسببكم، ابقوا اقوياء، في ظل هذا الوضع العالمي المتردي».
وكان لوتش، هذا الحكاء الاستثنائي، المدافع دائما عن حقوق الانسان، في بريطانيا كما في العالم، يتحدث بالانكليزية والفرنسية، مدينا التوجه النيوليبرالي في العالم، وخصوصا من قبل الاتحاد الاوروبي الذي اذل اليونان حكومة وشعبا كما قال لاحقا في المؤتمر الصحفي.
كما نفى كين لوتش ان يكون اعلن اعتزاله السينما العام الماضي وأوضح لـ «سينماتوغرف»: «قلت اني لن انجز فيلما آخر كبيرا بعد الآن» . فيلمه «انا دانيال بليك»، هل هو فيلم صغير؟ انه مدرسة في النضح الفني وطريقة معالجة الواقع، بطله يموت وهو يدافع عن كرامته، يموت من الجوع والقهر والفقر في بريطانيا اليوم.
وعن السينما الواقعية التي ينتهجها وتكراره التعاطي مع مواضيع اجتماعية تتناول خصوصا الطبقة الشعبية او الفقيرة، قال لوتش ردا على سؤال لـ«سينماتوغراف»: «نحن نحاول اظهار الحياة وما يجري فيها، هناك مسطرة واسعة من العلاقات بين البشر، تمتد من علاقات العمل، الى علاقات الصداقة والحب. وهي علاقات معقدة. في افلامي، احاول اظهار ما نحن عليه، كبشر محدودين بشرطنا الاقتصادي».
وتابع لوتش، هذا المخرج المخضرم: «هذا الشرط المفروض علينا يحتم خياراتنا، نحن محدودون بشرطنا الاجتماعي ونعمل ضمنه، انها محاولة، يقولون ان السينما التي اصنعها، سينما اجتماعية، فان الموضوع سيكون ايضا موضوعا اجتماعيا، في افلامي احاول تقديم واقع الشخصية التي اعالجها ولا اقدم سينما اجتماعية. عملي يتجاوز السينما الاجتماعية». نحن نحكي حكايات يمكن للناس ان ترى نفسها فيها عقبت منتجة الفيلم في المؤتمر الصحفي الذي تلا توزيع الجوائز، وحضره بطل الفيلم داف جونز الذي يؤدي دور دانييل بليك في الفيلم.
«انا دانييل بليك» ، الفيلم الثاني والعشرين للمخرج، يعالج واقع الطبقة الفقيرة في نضالها ضد البطالة والمرض وعواقب البيروقراطية التي يسقط الانسان ضحية تبعاتها، وهو ما يريد ان يلفت اليه المخرج في سينما تظل ملتزمة حتى تتوج بالذهب.