شخصيات سينمائية

«لا تكذب ولا تتجمل».. 12 فصلاً في مسيرة الناقدة خيرية البشلاوي

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

ضمن 16 كتاباً عن رموز العمل السينمائي التي يصدرها مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط خلال دورته الـ37، والذي يقام في الفترة من 25 إلي 30 سبتمبر الحالي 2021، برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة، تستعرض «سينماتوغراف» كتاب «لا تكذب ولا تتجمل» الذي رصدت خلاله الناقدة والكاتبة الصحفية إنتصار دردير بالتحليل والرؤية، مسيرة الناقدة الكبيرة خيرية البشلاوي، وحاورتها في رحلة ممتعة عبر 12 فصلاً، شملت في ثناياها آراء واعترافات وشهادات قدمتها البشلاوي عن الفن السابع مصرياً وعربياً وعالمياً، حيث أكدت ــ حسب تعبير مؤلفة الكتاب ــ أن مقالات الناقدة الكبيرة وكتاباتها العميقة ومواقفها التى ربما تبدو ظاهرياً حادة، لكنها في الحقيقة صادقة إلي أبعد حد، لا مساحة للمجاملة فيها.

«خيرية البشلاوي» كاتبة وناقدة مصرية، حفرت لنفسها مكانة مهمة فى مجال الكتابة بترجماتها التي تحمل قيمة، وفى مجال السينما بمقالات ستبقى مؤثرة على كافة الأجيال، وكشفت إنتصار دردير عن أن البيئة التى عاشت فيها الناقدة الكبيرة أثرت على كثير من ملامحها الشخصية، فهي تنتمى إلي قرية «كفر العلما» بمحافظة الشرقية التى ولدت بها، ولأنها أيضاً من مواليد «برج العقرب» فإن علماء الأرقام يصفون أصحاب هذا البرج بقوة الشخصية وتحمل الصدمات والأزمات والمواقف الصعبة، وهم أيضاً لديهم روح عملية وإنسانية.

في الفصول الأربعة الأولى من الكتاب، تتوقف المؤلفة عند سنوات الدراسة وتأثيرها في تكوين رؤية الناقدة الكبيرة، وعملها كمضيفة طيران، قبل انتقالها للعمل كناقدة في مؤسسة الجمهورية، ثم جريدة المساء، وأن فترة الستينات ساهمت في نضجها في ظل وجود أسماء كبيرة لمخرجين وكتاب سيناريو ونجوم تمثيل كبار موهبة وحضوراً، كما أن البشلاوي تعترف بأنها تنتمى قلباً وروحاً للحقبة الناصرية، وتتصدي بقوة لكل من يهاجمون جمال عبد الناصر، وأيضاً تنبه لأهمية وتأثير القوى الناعمة في إعادة روح الانتماء، وأهمية السينما في تحقيق بنية عقلية للمواطن المصري.

تفرد إنتصار دردير في الفصل الثالث للكتاب تحت عنوان «سنوات خالدة»، قصة حب وزواج البشلاوي من الكاتب والمفكر الراحل سامي خشبة، ودعمه وتشجيعه لها على العمل، مؤكدة أنها كانت شخصية متمردة على العادات والتقاليد التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

بعد أن أصبح النقد السينمائي هو مجالها، والسينما هي عالمها، أخذت الناقدة الكبيرة على عاتقها مزيداً من التعلم، والفهم، والقراءات في مجالات الفن السابع، حيث نهلت من كتب عربية وأجنبية وتعرفت على مدارس النقد المختلفة، ومنحها السفر إلى المهرجانات السينمائية رؤية أوسع وأشمل، لهذا تفتح المؤلفة في فصول الكتاب الأخرى قضايا ورؤى وحكايات وشهادات عن عالم السينما، وجاءت عناوين تلك الفصول معبرة عن ذلك (نظرة ثاقبة، أحلام وكوابيس، أديب نوبل، مواهب استثنائية، وهج السينما، امبراطورية هوليوود، ومقالات منتقاه)، لتؤكد البشلاوي أن فن السينما لا يستطيع أن يعيش إلا مع الحرية، وأن السينما تُجمل الأشياء أحياناً ولكنها في تكبيرها قادرة على اكتشاف أدق العيوب، ومساعدة الإنسان حتى يكون أكثر وعياً وإنسانية.

تختتم إنتصار دردير كتابها، بشهادات الآخرين عن خيرية البشلاوي، الذين يضيوفون خطوطاً جديدة في ملامح السيرة الذاتية لها كناقدة وإنسانه، ومن الذين أدلوا بآراءهم فيها، المخرجة إنعام محمد على، المصور السينمائي سعيد شيمي، الناقد الفني مجدي الطيب، كما أرفقت الكتاب في فصله الأخير مجموعه من الصور التي شكلت رحلة سنوات في حياة الناقدة الكبيرة.

«لا تكذب ولا تتجمل»، كتاب يؤكد كما تقول مؤلفته في مقدمتها، أن حياة الإنسان تبدو عموماً مثل نور وظلال بدرجات متفاوتة، لكن حياة خيرية البشلاوي تكتسب هذا المعنى شكلاً ومضموناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى