نجوم و أفلام

ليام نيسون.. معادلة صعبة في أفلام هوليوود

«سينماتوغراف» ـ ايفان عثمان

هنالك ممثلون مارسوا طقوس فوضى الحياة في أفلامهم واحتلوا مساحات شاسعة في قلوب الجماهير العاشقة للسينما في كل اصقاع العالم، والسبب يعود إلى أنهم عاشوا تفاصيل يومياتهم المتشعبة بصفاء ونقاء بعيدا عن التصنع والتقمص لأنهم عاشوا تجربة الحياة الحقيقية من خلال اندماجهم بالشخصية السينمائية ..

هذه المعادلة لا تنطبق على كل الممثلين السينمائين في العالم بل هناك قلة منهم يمكن وضعهم ضمن خانة هذه المعادلة، ويمكن تسميتهم بالممثلين الصادقين في ظهورهم بين سطور السينما والحياة، ومن هؤلاء ( روبرت دينيرو، وكلينيت ستيورات، ومارلون براندو،، والباتشينو، ورالف فينس، وخواكين فينكس، والراحل الاسطور جيمس جاندولفيني، وليام نيسون).

كل هؤلاء وغيرهم يعتبرون أساطير صنعت من الكلمة والصورة مشاهد حية لواقع هذه الحياة .. لذا سنتوقف أمام ليام نيلسون هذا الممثل الايرلندي الذي دخل عالم هوليوود من بوابة الثائرين على قيم وأعراف وأسس السينما العالمية والاميركية ..

والممثل العالمي ليام نيسون يستحق أن يتصدر لائحة أهم نجوم السينما العالمية لما يمتلكه من ذكاء فني وشخصية ثورية تمتزج فيها قيم وأخلاقيات الحب والعشق والكفاح والنضال والصمود في أعماله السينمائية، فهو ممثل من العيار الثقيل نظرا لامتلاكه طاقات وامكانيات عقلية وفكرية وذهنية وجسدية يمكن قياسها بمعايير علمية فنية تجعله سيد المشاهد والاحداث في شخصياته.

إضافة إلى لكنته المتميزة التي تختلف إختلافا كليا عن باقي اللكنات التي يتحدث بها الممثلون الآخرون .. فمن المعروف أن اللغة الانجليزية البريطانية رغم شراسة تعابيرها اللغوية اثناء الحديث تقابلها في الجهة الأخرى اللغة الانجليزية الأميركية التي تعتبر قواعدها اللغوية اكثر سلاسة ونعومة ونطقا اثناء الحديث، وهاتان اللغتان تعتبران اللغة الرسمية لمعظم الاعمال السينمائية العالمية لكن المثير في الأمر أن إحدى الصفات التي يمتلكها الممثل ليام نيسون أنه يمزج ما بين هاتين اللغتين اثناء الحديث والكلام والحوار في أعماله السينمائية ويمزج معانيها ومفرداتها باللكنة الإيرلندية.

وهنا يتضح دور (ليام نيسون) في استقطاب عشاق اللغة من الجانب الروحي في معظم اعماله وشخصياته، ولها الدور الأبرز في ظهور شخصياته بلمسة سحرية لا تضاهيها لمسة فنية أخرى في هوليوود، إضافة إلى ما يميز شخصيته فمظهره الخارجي ملفت للنظر وللعين السينمائية وللمتذوق السينمائي.

ورغم بساطة نوعية ملابسه وعدم اتخاذه الطابع الرسمي في إرتداء الملابس على طريقة نجوم هوليوود، إلا أن كل هذه الامور ساهمت في ابراز مواهبه كممثل يتقن دوره في السينما والحياة مجتمعين بدقة لا مثيل لها مقارنة مع نظرائه..

فهو كممثل وكعاشق وكمحب لشخصيته الفنية وكمحارب للشر يعطي إثارة لمن يتابع أعماله السينمائية والأهم من كل هذا أنه يملك قدرة وطاقة هائلة في جذب خيوط العقل والفلسفة والمشاعر والاحاسيس تجاهه كممثل يتقمص اي دور، وأعماله شاهدة على ذلك ومنها (the grey -taken 1- taken 2- third person-nonstop- unknown) والجزء الثالث من taken  الذي يعرض مع بدايات عام 2015 ، وكل هذه الأفلام وغيرها من الأعمال التي أدهشت جماهير شباك التذاكر، خصوصا عندما أثبت “نيسون” مؤخراً جدارته كممثل أكشن محترف على الرغم من تقدمه في السن، وتشهد على ذلك الإيرادات التي تحققها أفلامه بدءاً من الجزئين الأولين من فيلم Taken .. لذا فهو ظاهرة سينمائية متميزة. وفي عام 1999 منحته ملكة بريطانيا اليزابيت وسام الامبراطورية البريطانية، ما يجعله يستحق بالفعل ان يتوج بكلمات وسطور تؤكد بانه أصبح معادلة صعبة في أفلام  هوليوود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى