المهرجانات العربية

ماريان خورى لـ «سينماتوغراف»:البانوراما أصبح لها جمهورها

« زاوية» مشروع ثقافيّ وليس استثماريّاً

لهذه الأسباب رفضت أن أكون مديراً لمهرجان القاهرة السينمائي

احتفال كبير بيوسف شاهين في ذكراه العاشرة وثلاثة أفلام طويلة نستعدّ لإنتاجها

 

القاهرة ـ«سينماتوغراف»:  انتصار دردير

انطلقت الأربعاء الماضي في القاهرة (بانوراما الفيلم الأوروبيّ في دورتها الثامنة) برئاسة المخرجة والمنتجة ماريان خوري ابنة شقيقة المخرج الكبير يوسف شاهين  التي تراهن على دورة مختلفة للبانوراما، يرعاها بشكل رئيسيّ الاتّحاد الاوروبيّ وتقيمها لأوّل مرّة سينما «زاوية» التي أنشأتها ماريان بهدف تقديم أفلام مغايرة بعيدة عن السينما التجاريّة ويقوم بإدارتها مجموعة من الشباب تحت قيادة يوسف الشاذلي.

«سينماتوغراف» التقت ماريان في حوار حول جديد البانوراما وسينما «زاوية» وذكرى شاهين.

وعن الجديد الذي تشهده الدورة الثامنة قالت: يعرض خلال البانوراما 60 فيلماً، منها 15 تعرض في إطار برنامج «التعليم والسينما»، وهي أفلام تنطوي على جانب تعليميّ غير مباشر لكنّها تخاطب المراهقين وعقليّتهم المتمرّدة، نستعين بمتخصّصين من  المدارس وأساتذة التربيّة وعلم النفس، كما نعرض أفلامً لذوي الاحتياجات الخاصّة وهو جانب أساسيّ من رسالتنا. سنعرض فيلمين للصمّ والبكم، كما نقدّم  تحت عنوان «بانوراما كلاسيك» مجموعة من الأفلام الكلاسيكيّة التي تمّ ترميمها، إضافة إلى عروض أفلام الإنتاج المشترك التى تمّت بين العرب وأوروبا، وفي قسم جديد بعنوان «كارت بلانش» يشارك ثلاثة مخرجين مصريّين يمثّلون ثلاثة أجيال مختلفة وهم محمد خان، هالة خليل، عمرو سلامة ويختار كلّ منهم الفيلم صاحب التأثير الأكبر عليه وجعله يحبّ السينما ويقرّر أن يكون مخرجاً. ولعلّ من أهمّ ما تشهده البانوراما هذا العام خروج عروضها للإسكندرية وطنطا، ونسعى لعرض أفلامها في كلّ محافظات مصر .

ـ ألا تعتقدين أنّ بدء البانوراما عقب انتهاء مهرجان القاهرة السينمائيّ سيؤثّر سلباً على نسبة الحضور؟

في العام الماضي بدأنا بعد مهرجان القاهرة أيضاً ولم تتأثر نسبة الحضور، لسبب بسيط أنّ البانوراما صار لها جمهورها الذي ينتظرها، ولا أرى أيّ تعارض، بل بالعكس فالبانوراما تكتسب كلّ عام جمهوراً جديداً .

ـ هل يموّل الاتّحاد الأوروبيّ البانوراما بكلّ أنشطتها وأفلامها ؟ وما شكل هذا التمويل؟

الاتّحاد الأوروبيّ هو الراعي الرئيسيّ لنا، لكنّه لا يعمل وفق نظام واحد يطبقه في جميع الدول، فلكلّ دولة ما يناسبها، لكن لدينا رعاة آخرين .البانورما

ـ لماذا أوكلت تنظيم البانوراما لسينما «زاوية» وأيّهما يفيد الآخر أكثر ؟ وهل تعوّض إيرادات البانوراما بعض خسائر «زاوية» ؟ 

لا «زاوية»، ولا البانوراما أقمناهما بحثاً عن ربح ماديّ، الاعتبارات الماديّة مسألة نسبيّة، لكنّ تأثير البانوراما على الشباب كبير، هناك شباب شكّلوا ثقافتهم من أفلامها وسينما «زاوية» تصبّ في الاتّجاه نفسه. إنّها مشروع ثقافيّ بالدرجة الأولى وليس استثماريّاً، وقد أضحت ملتقى لأجيال من السينمائيّين والجمهور، أسند لها تنظيم البانوراما هذا العام بعد أن تمرّس فريق عملها وصار قادراً على تنظيم تظاهرة سينمائيّة مهمّة كهذه، لكن تبقى لكلّ منهما ميزانيّته المستقلّة، وقد بدأت زاوية كامتداد للبانوراما ثمّ انفصلت عنها وصار لها كياناً مستقلّاً، وإن كان جمهورهما واحد.

ـ لماذا رفضتِ منصب مدير مهرجان القاهرة السينمائيّ الذي رشّحكِ له الناقد الكبير سمير فريد العام الماضي؟

لأنّني شعرت أنّه في غير حاجة ملحّة لي، وأنّني لن أمثل إضافة كبيرة للمنصب، في حين أنّني قبلت العمل مع المهرجان في أصعب دوراته عام 2012 خلال رئاسة عزت أبوعوف له، شعرت وقتذاك أنّ لي دوراً يضيف للمهرجان، وهذا ما حدث بالفعل.

ـ كان هناك اقتراح بضمّ البانوراما إلى مهرجان القاهرة، هل خشيتِ من حدوث ذلك؟

كان هذا اقتراح من سمير فريد لكنّ البانوراما يجب أن تبقى مستقلّة بعيداً عن مهرجان تقيمه الدولة.

ـ كيف ترين الدورة الأخيرة للقاهرة السينمائيّ، وما رأيكِ في لجوء المهرجان لأفلام السبكي، لتشارك في مسابقته؟

أعتقد أنّ دورة المهرجان تضمّنت أفلاماً عالميّة مهمّة مثل «ديبان» الحاصل على سعفة كان الذهبيّة العام الماضي، لكن مشكلة المهرجان تبقى في عرض فيلم الافتتاح الذي ينصرف عنه الكثيرون ممّا يضعف من صورتنا أمام السينمائيّين من أنحاء العالم. أمّا بالنسبة لمشاركة أفلام السبكي فلا أرى أيّ مشكلة في ذلك، فالشقيقان يواصلان إنتاجهما رغم كلّ الظروف ويتمتّعان بذكاء وفهم للسوق وأفلامهما تحقّق إيرادات. وهذا ما يحدث في أنحاء العالم، تنتج أفلام تجاريّة وتجد طريقها إلى الجمهور،كما أنّ الأخوان السبكي قدّما تجارب فنّية كان لها وقعها كـ«كباريه» و«ساعة ونصف».

ـ ماهو تصوّركِ لخريطة الإنتاج السينمائيّ في حالة توقف السبكي عن الإنتاج؟

إذا لم تقم وزارة الثقافة والمركز القومي للسينما بدورهما في تقديم دعم دائم ومستمرّ للمخرجين أصحاب الخبرة وللشباب أيضاً، سيبقى التوازن مفقوداً، لا يكفي صندوق واحد أو جهة واحدة لدعم الأفلام، السينما لن تستغني عن دعم الدولة في ظلّ الأزمات التي تحيط بالإنتاج والصناعة كلّها.

ـ أليس غريباً أن تتوقّف أفلام مصر العربيّة بعد رحيل يوسف شاهين عن الإنتاج السينمائيّ وتتّجه إلى الدراما بإنتاج مسلسلات مثل «ذات»، «دوران شبرا»؟

لم نتوقف عن الإنتاج السينمائيّ بل أنتجنا أفلاماً وثائقيّة مثل «الظلال» من إخراجي و«جاي الزمان»،«لدينا حمزة»، وسلسلة أفلام «المرأة في مصر الجديدة»، ونعدّ حاليّاً لتصوير فيلمين روائيّين طويلين، الأوّل «حرامي الجسد»  لخالد الحجر، والثاني «العيد الكبير» من إخراج محمد حماد.

كما نعدّ لاحتفال كبير ومهمّ في 2018 بمرور عشر سنوات على رحيل يوسف شاهين، من خلال إقامة معرض متنقّل يبدأ افتتاحه في فرنسا وشراكات مع متاحف في ألمانيا، سويسرا، بلجيكا وأمريكا ويختتم في مكتبة الإسكندرية. يضمّ عديداً من مقتنيات شاهين، أفلامه، صوره، رحلاته وجوائزه، كما نعمل على أن يكون احتفالاً يليق به وبمشواره السينمائيّ الكبير.

ـ وماذا عن أفلامكِ أنتِ كمخرجة توقّعنا لها خطوات أهمّ وأكبر؟

أقوم بالتحضير لفيلم روائيّ طويل بعنوان «عفاريت البلد»، فيلم غنائيّ يشاركني في إخراجه كاتب السيناريو والأشعار منتصر حجازي، والموسيقى لهاني عادل الذي أعتبره مخرج الموسيقى في الفيلم، ونعكف حاليّاً على اختيار فريق الممثلين والمغنيّين من الفرق المستقلّة. يقوم بتصميم الحركة محمد شفيق، وقد احتاج الفيلم فترة تحضير طويلة .

ـ ما رأيكِ في قرار وزير الثقافة حلمي النمنم بزيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي وهي الدعوة التي تبنّتها إسعاد يونس وشقيقك جابي خوري؟

أنا أساند هذا القرار لأنّه يتيح زيادة فرص عرض الأفلام الأمريكيّة بشكل أكبر، وهذا لا يؤثر سلباً على الفيلم المصري، وقد اقترحت أن يتمّ إنشاء صندوق لدعم الفيلم المصري تؤؤل له نسبة من توزيع الفيلم الأجنبيّ، وبهذا تحدث استفادة مباشرة للسينما المصريّة من زيادة عدد النسخ للفيلم الأجنبيّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى