إضاءاتشخصيات سينمائية

ماريون كوتيار تحلم بالأوسكار الثانى

أبرز الممثلات في تاريخ السينما بموهبتها المتدفقة وحضورها شديد الألق

«سينماتوغراف»  ـ أميرة لطفى

بعد أن منحت رابطة نقاد نيويورك النجمة الفرنسية “ماريون كوتيار” جائزة أفضل ممثلة عن أدائها فى فيلم (المهاجر – The Immigrant) بالإضافة إلى أدائها أيضاً فى فيلم (يومان وليلة – Two Days One Night)، أصبح من حق ماريون أن تحلم بالأوسكار الثانى فى مشوارها الفنى، وهى فى كل الأحوال واحدة ممن سيذكر التاريخ إسمهن ضمن أبرز الممثلات في تاريخ السينما، بموهبتها المتدفقة  وحضورها شديد الألق.

 

ماريون كوتيار تحلم بالأوسكار الثانى

فلاش باك

ولدت ماريون فى باريس عام 1975 ودرست الدراما فى الكونسرفتوار وبدأت أعمالها السينمائية فور تخرجها وكان انتمائها لعائلة فنية عاملا مساعدا فى تكوين شخصيتها الفنية واكتشاف ميولها وموهبتها بسهولة، وقد شهد عام 1994 أول مشاركاتها السينمائية من خلال فيلمL’histoire du garçon qui voulait qu’on l’embrasse، أو “تاريخ الفتى الذى يعرف كيف يقبل” وبعدها شاركت فى العديد من الأدوار الثانوية فى الأفلام الفرنسية .. ولكن حدث تحول ما فى حياة كوتيار الفنية مع فيلم “تاكسي ـ Taxi ” عام 1998 عندما تقًدمت إلى فريق العمل يائسة فى محاولة للحصول على أحد الأدوار، فجذبت انتباه المنتج لوك بيسون الذي أسند إليها دور ليلى بيرتينو خطيبة البطل دانيال موراليس الجذابة. وبفضل هذا الفيلم رشحت كوتيار لجائزة أفضل النساء الواعدة في جوائز سيزار لعام 1999. ومع ذلك ظل الاهتمام بكوتيار مقصورا على فرنسا وقد مثلت فى تلك الفترة فيلم “الغضب” من إخراج ألكسندر أجا، و”فيلم ليزا ” والذي شاركت فية مجموعه من أشهر الممثلين  الفرنسيين مثل بينوا ماجيميل وجين مورو.

وفى عام 2001  قدمت النجمة الواعدة فيلم ” pretty things الأشياء الجميلة”، وحصلت من خلاله على جائزتها الثانية في فئة أفضل النساء الواعدة- لجائزة سيزار والفيلم تدور أحداثه من خلال توأم متناقض الشخصية الأول عارضة أزياء خليعة، والأخرى ذات شخصية هادئة ومتحفظة.

وبعدها شاركت في الجزأين التاليين لفيلم تاكسي، وهما تاكسي2 وتاكسي3 عام “2002ـ 2003” واللذان إخرجهما جيرار كراوزيك.

 

ماريون كوتيار تحلم بالأوسكار الثانى

السمكة الكبيرة

ويبدو أن عام 2003 كان بداية الشهرة لماريون فى فرنسا وأمريكا معا، عندما لعبت دور البطولة في الفيلم الذي حقق أرباحا خيالية “Love me if you dare”  أو “حبني إن كنت تجرؤ” أمام الممثل الفرنسي جيوم كانيه.

وأدت من خلاله شخصية صوفى كافالسكى التى تقيم علاقه جنونية مع جوليان “كانيه” منذ أن كانت طفلة وتمتد هذه العلاقه بينهما حتى يصلا الى سن الرشد.

أما فيلمها الأول في هوليوود “Big Fish ” أو “السمكة الكبيرة” عام 2003 للمخرج تيم بيرتون وكان دورها فيه ثانويا، وابتعدت ماريون لفترة عن الشاشة لتعود من جديد بفيلم “عام جيد ـ A Good Year” عام 2006 أمام الممثل الشهير راسل كرو، ومن إخراج ريدلي سكوت. وجسدت من خلاله  شخصية فاني تشينال مالكة مقهى يسهم في تغيير حياة البطل ماكس سكينر.

 

ماريون كوتيار تحلم بالأوسكار الثانى

 

موعد مع الأوسكار

يعد  2007  هو عام  النجومية الحقيقية والشهرة والجوائز لكوتيار وذلك بفضل دورها المميز والساحر فى فيلم السيرة الذاتية لنجمة الغناء القديرة “إديث بياف” في فيلم ” La vie en rose”، وهو من اخراج  أوليفيه داهانو وقد اقتنصت “كوتيار” جائزتى الأوسكار والجولدن جلوب عن هذا الدور لتصبح ثانى ممثلة أجنبية غير أمريكية تحصل على الأوسكاربعد صوفيا لورين.

وقالت كوتيار عن دور إديث بأنها اضطرت لقص شعرها، وكانت تجلس يومياً  لمدة ست ساعات متواصلة مع الماكيير لتقريب الشبه مع إديث. بالإضافة إلى أنه كان عليها إظهار شخصية المغنية المضطربة، والتي توضحها الأحداث المأساوية العائلية والغرامية وغرابة الأطوار ومواطن الضعف فى حياتها، “فهي امرأة أنانية وعدوانية ولكنها أيضا سخية جدا”، وهي أيضا  رمز للموسيقى.

وقد نجح الفيلم بشكل كبير مما حدا بالرئيس الفرنسي فى ذلك الوقت “نيكولا ساركوزي” الاشادة به في تعليق رسمي.

وعلقت كوتيار عقب تسلمها جائزة الأوسكار قائلة “شكرا للحياة، شكرا للحب، حقا هناك بعض الملائكة في هذه المدينة”.

ماريون كوتيار تحلم بالأوسكار الثانى

الأعلى أجرا

واختفت كوتيار عامين لتعود من جديد بمجموعة قوية من الأفلام منها فيلم شاركت بطولته مع الممثل الأمريكى جونى ديب Public Enemies أعداء الشعب من اخراج مايكل مان عام 2009، وبعدها شاركت فى بطولة الفيلم الموسيقى “Nine” والذى رشحت عنه لجائزة الجولدن جلوب وهو من اخراج روب مارشال، وتوالت نجاحاتها بين هوليوود وباريس حتى صارت النجمة الفرنسية الأعلى أجرا فى هوليوود، وشاركت ماريون أيضا النجم ليوناردو دى كابريو فى فيلم الاثارة والخيال العلمى عام Inception 2010 للمخرج وصاحب الجوائز كريستوفر نولان الذى عرض فى مهرجان كان السينمائى خلال دورته الـ 65 وفازت عنه بجائزة “جلوب دو كريستال” بالاضافة الى ترشحها لعدة جوائز عن نفس الفيلم منها الجولدن جلوب، البافتا، الكرة الذهبية، وسيزار، وSAG.

ماريون كوتيار تحلم بالأوسكار الثانى

وفى عام 2013 شاركت كوتيار فى بطولة فيلم “ذات مرة فى نيويورك” من اخراج جيمس جراى وأدت من خلاله شخصية مهاجرة بولندية أرادت تجربة الحلم الأميركى،

وفى 2014 شاركت الاخوه الشهيرين البلجيكيين جان بيير ولوك داردين فى رائعتهما “يومان وليلة” وهو الفيلم الذى أشاد به النقاد والحضور فى مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ 67 ، وتدور قصته حول زوجة شابة لديها مهلة أجازة الاسبوع فقط حتى تستطيع اقناع زملائها فى المصنع الذى تعمل به بأن يتنازلوا لها عن مكافأتهم الخاصة والتى حصلوا عليها بصعوبة شديدة حتى تستطيع الاحتفاظ بوظيفتها, وبعد أن تنجح فى ذلك تترك العمل .

وتعترف كوتيار أن التمثيل جعلها تعيش عوالم مختلفة وأنها اتخذته وسيلة للقيام بكل ما تريد فعله في الحياة، فأصبحت الفتاة والسيدة، المرحة والجادة، السعيدة والحزينة، الهادئة والفوضوية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى