«ماستر كلاس» بين محمود حميدة وأسامة فوزي في «الجونة السينمائي»
محمود حميدة : السينما المصرية بلا قانون ينظمها والبلطجة مستمرة
أسامة فوزي يروى حكاية 3 أفلام جمعته بحميدة ويقول : لم أري ممثلاً في حماسه
الجونة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
شهد مهرجان الجونة السينمائي صباح اليوم «ماستر كلاس» بين الممثل المصري محمود حميدة والمخرج أسامة فوزى ارتبط بتعاونهما الفني معاً الذي أسفر عن ثلاثة أفلام مهمة آثارت جدلاً كبيراً وهي (عفاريت الأسفلت، جنة الشياطين، بحب السينما).
وتحدث حميدة عن أفلامه الثلاث مع فوزي والتي بدأت بعفاريت الأسفلت الذي قال عنه: كنت نجم صاعد حين التقيت فوزي ومعه الأديب مصطفي ذكرى، وكان معهما سيناريو فيلم “عفاريت الأسفلت” وكان مرفوضاً من عدد كبير من النجوم والمنتجين، وحينما قرأت السيناريو أعجبني للغاية ووافقت علي تمثيله، كان الفيلم يواجه مشاكل رقابية حتي أنهم أجازوه تحت عنوان “قطيفة علي رخام أحمر”، وكان المنتجون يتحمسون لي فقال لي أحدهم سأنتجه من أجلك قلت لا وتحمس له هاني جرجس فوزي ، وحينما قرأت سيناريو جنة الشاطين قلت لأسامة سأنتجه بنفسي قال لكن ليس لك دوراً به قلت سأكتفي بانتاجه وعرضنا السيناريو علي النجم عمر الشريف فلم يرد، واستشعرت خوف أسامة من أن أجسد دور شخص ميت طوال الأحداث لكنني تحمست للفيلم بشكل كبير لأنه من الأفلام الفنية القليلة جداً.
ويتابع حميدة: أحببت فيلم “بحب السينما” منذ قرأته لأنني ضد التزمت وضد الأصولية، وكنت أرغب في انتاجه لكن لم يكن معي أموالاً تمكنني من ذلك وأنتجه هاني جرجس فوزي وكنت قلقاً علي الطفل يوسف عثمان لصغر سنه لأن الأطفال حين يحققون نجومية مبكرة قد تؤثر عليهم سلبياً. لذا استعنا بمن يدربه علي التمثيل ومتخصصة نفسية.
وحول هذا الاهتمام بحقوق من يعملون معه سُئل حميدة فقال: منذ بداية عملي بالسينما وأنا مهتم بحقوق العمال المغبونين والكومبارس ثم ممثلي الأدوار الثانوية، لأن النجم أكبر من يحصل علي أجور واهتمام وبرستيج، وفي السينما ضحايا كثيرين من العمال والكومبارس لايتذكرهم أحد، وكذلك الأطفال فلا يعنيهم إلا أن يعبروا لهم كما يريدون، وأذكر أن الطفل يوسف عثمان واجه مشكلة مع زملائه بالمدرسة خلال تصوير الفيلم كادت تهدد استمراره بها، فذهبت لوزير التعليم د.حسين كامل بهاء الدين لحلها، وخلال انتاجي لفيلم جنة الشياطين رفعت أجور كل الفنيين لأنهم كانوا قد بدأوا في الاتجاه للتليفزيون حتي أن يوسف شاهين اتصل بي غاضباً، وقال كيف سنشغلهم الآن وكان محقاً لأني لست منتجاً دائماً.
وأكد حميدة أن غياب القانون هو سبب هذه العشوائية فلا توجد قوانين للعمل السينمائي فهذه صناعة تدار بدون قانون ينظمها في مصر حتي الآن وطالما غاب القانون ستستمر البلطجة.
وحول شكل العلاقة بينه كمنتج وممثل في أفلامه سأله المخرج أمير رمسيس، فقال: هذه نقطة حساسة لكل صناع السينما لأن هناك تناقض وتعارض للمصالح بين فئاتها وقليل من لديه الوعي في ذلك، لذا فإنني كممثل أفصل نفسي تماماً عن المسألة الإنتاجية بعد الاتفاق علي الخطوط العريضة، وأترك المهمة لمدير الانتاج لأركز في أدائي وهو الأهم عندي لأن أي تفكير في الإنتاج سيفسد عملي كممثل.
وقال المخرج أسامة فوزي أنني لم أشعر بأي مشكلة مع حميدة خلال تعاونه كمنتج فكلانا يعمل ما يحتاجه الفيلم، وكان ذلك يتم بكل سلاسة وبساطة فلم يحاول أبداً فرض إرادته في شئ المسألة ترتبط بقدر التفاهم.
وأضاف فوزي قائلاً: عفاريت الأسفلت كان تجربتي الأولي كمخرج بعد أن عملت مساعداً علي مدي 11 سنة بعد تخرجي في معهد السينما، وكنت أعمل علي سيناريوهات ترفضها الرقابة التي وقفت أمام كل أفلامي، لكني مع الوقت كنا ننجح في رفع سقف الحرية قليلاً، وحين عرضت الفيلم علي محمود حميدة تحمس كثيراً وكانت سعادتي أنني وجدت ممثل متلامس معي علي المستوي الفني والفكري وهذا يمثل فارقاً كبيراً.
وفي فيلم جنة الشياطين كان من الضرورى أن نعمل علي ترجمة انفعالات الجثة دون أن يتحرك وجهه، فقمنا برفع شفاهه بعمل لثة صناعية لإظهار أسنانه، وفوجئت به يقترح خلع سنتيه فقلت لا فقام ببردهما بالشكل المطلوب والحقيقة أنني لم أشهد تحمسه في أي ممثل من قبل.
وفي “بحب السينما” كانت شخصية البطل عكس شخصية حميدة، فهو بطبعه يمشي كالطاووس والبطل هنا شخصية مهزومة فتوصلنا أن يظهر بصلعة ونظارة بمواصفات خاصة أضافها حميدة.
وفجر حميدة رأياً في المخرجين الذين تعامل معه مؤكداً أن لكل مخرج طريقة فهناك مخرج يسألك تفتكر دي نعملها إزاي ويتركك لحالك، أما أسامة فوزي فهو محدد يقول أريد هذا المشهد علي هذا النحو، وخيري بشارة يوحي لك بالموضوع ويترك لك الحرية، ومحمد خان يركز جيداً مع الممثل إلي حد أنه يسبب دوشة، أما يوسف شاهين فلديه خطأ موضوعي فهو يوجه الممثل من خبرة شخصية لديه بالتمثيل وليس من منطلق العمل الدرامي، ويريده أن يمثل بطريقته ولذا يظهر الممثل في أفلامه يتهته مثله.
وفي سؤال حول غياب أسامة فوزي وأفلامه الجيدة عن السينما، قال لأن مصطفي ذكرى لم يعد يكتب للسينما ولدينا سيناريو لفيلم “أسود وردي” نبحث عن تمويل له منذ خمس سنوات.