«مانموتش» يفتتح أسبوع الفيلم التونسي في الأردن
عمان ـ «سينماتوغراف»: إسراء الردايدة
يفتتح الفيلم التونسي «ما نموتش» لمخرجه نوري بوزيد فعاليات «أسبوع الفيلم التونسي» الأحد المقبل، إلى جانب عروض أفلام منوعة.
ويقام الأسبوع بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان، ووزارة الثقافة التونسية بالتنسيق مع الناقد التونسي عبد الكريم قابوس، فيما ان اختيار الأفلام يتنوع بين وثائقي وروائي قصير وطويل، بين جيل الشباب والمخرجين الكبار؛ حيث يتبع كل عرض نقاش مع الناقد قابوس.
هذا ويتخلل الأسبوع عرض لفيلم «مانموتش» في جامعة اليرموك في إربد، كما يختتم أسبوع الأفلام بحفل غنائي للفنان التونسي الشاب المتعدد المواهب ياسر الجرادي الذي صار يشكّل ظاهرة في الحياة الفنية لتونس ما بعد الثورة.
يأتي الأسبوع التونسي استمرارا لخمسة وعشرين عاما من برنامج سينما مؤسسة عبد الحميد شومان والهادف لنشر الثقافة السينمائية من خلال التعريف بأهم منجزات السينما العربية والعالمية.
أما فيلم «ما نموتش»، فهو يصور ملامح الحياة في تونس والتغيرات الطارئة عليها مع الأيام الأولى لثورة 14 يناير 2011 انطلاقا من معاناة فتاتين؛ إحداهما محجبة ترفض الخضوع لأطماع مديرها وخلع حجابها أو تدنيسه، فيما تحلم الثانية بعالم الفن والتصميم، غير أن رغباتها تتعارض مع مصالح زوج المستقبل فتتركه انتصارا لذاتها وحقها في اختيار مصيرها. شخصيتان عكستا حال البلاد التي تحولت لأرض صراع بين علمانيين بخطابهم الحداثي وإسلاميين بعضهم يخير الاعتدال والحوار وبعضهم الآخر يتسلح بالقوة ويدعو للجهاد وتكفير المختلف عنهم فكريا.
ويأتي الفيلم الوثائقي «شلاط تونس» سيناريو وإخراج كوثر هنية، تمثيل؛ جمال الدين الدريدي، ناريمان سعيدان، ليحكي في قالب وثائقي عبر مقابلات مع الشارع التونسي بالاستناد لأحداث حقيقية وقعت في العام 2003 لرجل مجهول كان يتعرض للنساء بآلة حادة ويضربهن وهو على متن دراجة نتيجة لباسهن، وكيف شكلت الفكرة بعد سنين هاجسا للنساء وخوفا لهن.
ويقدم المخرج الحبيب المستنيري في فيلمه الوثائقي «الشهيد السعيد»، طفولة وحياة القيادي اليساري المعارض شكري بلعيد الذي اغتيل في ظروف غامضة. ويعتمد الفيلم على الوثائق الخاصة والصور الفوتوغرافية والمواد التلفزيونية المسجلة وشهادات أسرة وأصدقاء وأنصار بلعيد إلى جانب تغطية ردود الفعل الشعبية خلال الجنازة، فضلا عن مرحلة دفاعه كمحام أمام المحاكم التونسية عن خصومه السياسيين من الجماعات السلفية الجهادية والتي تتجه إليها أصابع الاتهام بالتورط في مقتله.
وتشمل العروض أيضا حضورا للأفلام القصيرة المنوعة، منها فيلم المخرج سمير الحرباوي «رغبات» الروائي، المقتبس عن قصّة واقعية للكاتب التونسي لسعد بن حسين. ويجسّد «رغبات» معاناة جيل شباب تونس الحالي الذي تقبع الأغلبية الساحقة منه في غياهب الإهمال والتهميش، والفيلم عبارة عن صرخات دفينة يطلقها الشباب التونسي المطالب بحقه في العمل والحياة.
وبين قساوة الواقع وبراءة الطفولة، يأتي فيلم المخرجة سناء الجزيري «البرويطة» ليحكي عن عمالة الأطفال لطفل في الثامنة من عمره يتولى رعاية أسرته ويفعل المستحيل ليوفر هدية لوالده قبل موته.
أما فيلم المخرج محمد أمين بوخريص «الحي يروح» فهو شريط وثائقي، وفيه يرصد تجربة مصوري وسائل الإعلام المرئية أثناء تغطيتهم للحروب والثورات في العالم العربي، وهم يسلكون طرقات وعرة وخطيرة لينقلوا للعالم قصص الناس وتفاصيل حياتهم اليومية تحت القصف.