الدوحة ـ «سينماتوغراف»
نظَّمتْ مكتبةُ قطر الوطنية، محاضرةً حول تطور صورة العرب في السينما والصحافة الغربية، ضمن احتفائها خلال شهر يوليو الجاري بالسينما العربية، وذلك بالتعاون مع السفارة الفرنسية بالدوحة ومعهد الدوحة للأفلام والمعهد الفرنسي في قطر، وبحضور سعادة السيد جان باتيست فافر سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة وعدد من المثقفين والمهتمين.
واستعرضَ الباحثُ والإعلامي الفرنسي من أصل جزائري سليمان زغيدور في المحاضرة تاريخَ صورةِ العرب في السينما الغربية والصحافة حتى الوقت الحاضر، مشيرًا إلى أنَّ صورة العرب في السينما الغربية لم تكن على وتيرة واحدة ولكنها مرت بعدة مراحل، حيث كان هناك تفاعل مع كل مرحلة تاريخية ومتغيرات، ففي فترة العشرينيات مثلًا كانت الصورة نمطية وسلبية عن العرب، فيما تحسنت في الخمسينيات والستينيات، لتأخذ منحى آخر في السبعينيات بعد حرب أكتوبر واستخدام النفط كسلاح عربي، ليتم تشويه صورة العرب مرة أخرى، وهكذا فهي تتأثر بأحداث معينة، لافتًا إلى أنه خلال فترة السبعينيات والثمانينيات كان هناك جدل حول الإسلام والمسلمين، وبالتالي زاد الإنتاج السينمائي والإعلامي والثقافي عمومًا حول العرب والمسلمين لينتج عن تاريخ الإسلام في هذه الحقبة آلاف الكتب من المفكرين والأكاديميين.
وقال المحاضر: إنَّ كل المجتمعات الحديثة التي بها انفتاح فكري لا يوجد إجماع على صورة سلبية أو إيجابية ولكن كان دائمًا هناك جدال فكري، لافتًا إلى أن الفترة الحالية تظهر التعايش والتغيير في الصورة النمطية هناك، لأن العرب أصبحوا جزءًا من الحياة في الغرب.
وسرد نماذج من الأفلام الغربية التي تناولت العرب وكذلك عناوين الصحف والمجلات. ومن جهته، اعتبر سعادة السيد جان باتيست فافر سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة أن هذه الفعالية نموذجٌ للتعاون بين السفارة الفرنسية ومكتبة قطر الوطنية، وكذلك مؤسسة الدوحة للأفلام، وتعمل على ترسيخ مزيدٍ من التعاون والذي سيكون خلال الفترة المقبلة أكثر ازدهارًا بين الجهات الثلاث لتنظيم فعاليات ثقافية أخرى، مشيدًا بالتعاون الثقافي بين السفارة والمؤسسات الثقافية في دولة قطر، وخاصة متاحف قطر.
وفي سياق متصل، افتتحت مكتبة قطر الوطنية معرضًا تفاعليًا حول تاريخ ملصقات السينما العربية يقدم للزائرين معلومات ثرية ومتنوعة حول فنون الملصقات السينمائية العربية، التي كانت تستخدم لجذب عشاق هذا الفن في العالم العربي، إلى جانب صور أرشيفية وخرائط وملصقات لبعض الأفلام، بالإضافة إلى رسوم كاريكاتورية وأغلفة لبعض الصحف من المكتبة التراثية.
وقالت السيدة إخلاص أحمد، مسؤولة الجولات التعريفيَّة والمعارض بالمكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية يأتي اهتمام مكتبة قطر بالسينما استكمالًا للمعرض السابق حول بدايات السينما العربية، مشيرة إلى أن المعرض التفاعلي الجديد يقدم فكرة عن مجموعة من الملصقات السينمائية المتميزة التي تمتلكها المكتبة التراثية.
