مقابلات

مخرجة «وش القفص» لـ «سينماتوغراف»: أقدم السينما التي أحبها بعيداً عن النظرة الاستشراقية والحسابات التجارية

الإسكندرية ـ «سينماتوغراف»

شهد فيلم «وش القفص»، وهو العمل المصري الوحيد من بين 13 فيلماً، تتنافس ضمن مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط بمهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ 37، إقبالاً جماهيرياً كبيراً، عند عرضه مساء أول أمس، حيث اضطرت إدارة المهرجان لاستبدال  دار العرض، بصالة أكبر حتى تستوعب الجمهور الذي حرص على مشاهدة الفيلم.

«وش القفص»، تأليف وإخراج دينا عبد السلام، وشارك في كتابة السيناريو والإنتاج أشرف المهدي، وهو أيضاً مدير تصوير الفيلم، كما شارك في بطولة الفيلم، مع مجموعة من الممثلين الجدد.

الفيلم ينتمي لنوعية الأفلام المستقلة، وقالت المخرجة دينا عبد السلام لـ «سينماتوغراف»، إنها لم تعتمد على دعم الكيانات الكبرى، لأنها لا تقبل شروط الدعم، وتفضل أن تقدم فيلمها بشكل مستقل حقيقي، حرصاً على تقديم السينما التي تحبها، بعيداً عن أي حسابات تجارية، مشيرة إلى أنهم بدأوا في كتابة العمل منذ أربع سنوات، واستمر التصوير تسعة أشهر.

وأكدت بنبرة حزينه: العمل في مجال السينما المستقلة صعب ومرهق خاصة وأنني لم أحصل على منح إنتاجية تساعدني على صناعة أفلامي، وفي المرات القليلة التي حصلت فيها على منح، كانت ضئيلة للغاية بحيث كنت اضطر لإكمال العمل على حسابي وبمشاركة آخرين في الإنتاج، وفي الحقيقة كانت تنتابني الكثير من نوبات الإحباط، فجاءت هذه التكريمات لتدعمني وتحفزني على مواصلة الطريق.

وتابعت قائلة: إن فيلم «وش القفص»، فيلم سكندري خالص تم تصويره بطاقم عمل سكندري، ويدخل ضمن سياق السينما المستقلة، ويصنف كفيلم روائي طويل.

وأضافت أن الفيلم تم إنتاجه بميزانية ضعيفة جداً، حيث تنازل بعض من طاقم العمل عن أجورهم، مشاركًة منهم في إنتاج الفيلم، ليخرج إلى النور.

لقطة من الفيلم

أوضحت أن العمل خارج القاهرة بعيداً عن تمركز صناعة السينما، مثّل صعوبة كبيرة، وفي ذات الوقت، منح طاقم العمل ميزة تتمثل في قدر من الحرية والإنطلاق، حيث أن الإسكندرية مدينة مُحرضة على الإبداع وتُشعر المبدعين بالانطلاق والبعد عن القيود.

وأشارت إلى أن اختيار اسم الفيلم «وش القفص»، يرجع إلى تكرار ذلك المصطلح في أكثر مشهد خلال أحداث الفيلم، كما أن الأحداث تدور في مصنع لتصنيع المربى، حول مجموعة من الأشخاص يجمعهم مكان عمل واحد، ويمر بعض الموظفين بظروف تجعلهم في احتياج مادي مُلِح، فيحاولون تدبير المال اللازم، لكن بدلا من أن تنفرج الأزمة، تأخذ الأمور مساراً مختلفاً، حيث تتعقد الأمور في إطار من الكومیدیا السوداء، لافتة أنها تترك الهدف من الفيلم للمشاهد، لأن كل متفرج يخرج بانطباع خاص به.

ونوهت دينا عبد السلام إلى أنها سعدت باختيار الفيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي، ليكون ميلاد الفيلم في المدينة الذي تم بها، مؤكدة أن الفيلم  أعطى فرصة لمواهب محرومة من هذه الصناعة في الإسكندرية، بالإضافة إلى أنه اعطى فرصة لعدد من المتدربين من خلال مشاركتهم  لأول مرة في الأفلام، والذي كان بداية لهم، وخطوة لمشاركتهم في أفلام أخرى، لافتة أن ذلك جعل لنا دور بأن نتيح فرصة للأخرين، لأن  ليس من السهولة أن يتواجد تصوير فيلم روائي طويل من الأف للياء بالإسكندرية، وعرض الفيلم في الإسكندرية السينمائي  بمثابة إشارة أمل في الوقت الذي كنت أمر فيه بحالة من الإحباط نظراً إلى أن العمل في مجال السينما المستقلة هو الأصعب.

وتابعت أن تم تحضير للعمل في مدة تصل لـ4 سنوات، والتي كتبت قصته بالتعاون مع اشرف مهدي، ثم بدأ اختيار فريق العمل وأماكن التصوير، والإنتاج وما بعده من المونتاج وغيرهها من مراحل  صناعة العمل.

ويحوي الفيلم عددًا كبيرًا من الشخصيات، ما بين 14 شخصية أساسية وأكثر من 30 شخصية ثانوية، وبالطبع أحرص دائماً على التنقيب عن الوجوه الطازجة التي تحقق رؤيتي الفنية، وهناك عدد من الوجوه الجديدة والتي لم يسبق لها العمل في مجال التمثيل السينمائي مثل دعاء الزيني، منى عبد الله، أمينة الزغبي، راوية همام، هنا حمزة، كما شارك بالتمثيل كيرلس أشرف، وإسلام صلاح وهم من خريجي قسم المسرح بكلية الآداب بالإسكندرية، وهناك الكثير من الأسماء الأخرى.

واستطردت قائلة: جميع أعمالي السينمائية الروائية والأدبية كانت في مدينة الإسكندرية، فهي مهد صناعة السينما في مصر، لكن غالبا ما يتم إستخدام الإسكندرية كموقع تصوير لأفلام تأتي بطاقم عملها من القاهرة، فيحل طاقم العمل ضيفًا على المدينة ويغادر من دون أن يحدث حراكا سينمائيا حقيقيًا في الإسكندرية، التي حرمت من صناعة السينما لسنوات عديدة رغم كونها منارة السينما.

خلال الندوة التي اعقبت عرض الفيلم

أكدت دينا عبدالسلام، على دور الأستوديوهات الخاصة في دعم صناعة السينما المستقلة في الإسكندرية، لتوفيرها فنيين، وأماكن لتأجير المعدات، ومعامل لإجراء عمليات المونتاج، وغيرها من متطلبات الصناعة.

وعن الموضوعات التي تثيرها للكتابه، علقت قائلة: ليس هناك موضوعات بعينها، أتناول ما يثير اهتمامي ويحرك وجداني. وغالباً ما تجذبني التفاصيل والمنمنمات المصرية الأصيلة. لست من النوع الذي يتناول قضايا تثير اهتمام الغرب بنظرته الاستشراقية لنا، وبالتالي لا تحصل أفلامي على دعم مالي من المانحين، ولا يتم اختيارها في المهرجانات الكبرى التي ترسخ لتلك الرؤية الاستشراقية.

دينا عبد السلام قامت بإخراج أفلام روائية قصيرة وتسجيلية بدءًأ من العام 2010، وهي أيضا روائية صدرت روايتها الأولى “نص هجره أبطاله” في عام 2012. وهي حاصلة على الدكتوراه في النقد الأدبي وتشغل وظيفة أستاذ مساعد بقسم اللغة الإنجليزية، بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، حيث تقوم بتدريس النقد الأدبي والأدب الكلاسيكي والدراسات السينمائية. من أعمالها ألف رحمة ونور، مستكة وريحان، كان وأخواتها.

بوستر الفيلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى