مخرج أوغندي يصنع أفلام «أكشن» محلية ناجحة بميزانيات هزيلة
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
رصدت الـ«غارديان» تجربة استوديو رامون في أوغندا الذي نجح في صنع أفلام أكشن بميزانيات هزيلة، وقالت عندما انتشر الإعلان الترويجي لفيلم «من قتل الكابتن أليكس» على موقع «يوتيوب» كالنار في الهشيم، بدأ الهاتف النقال للمخرج السينمائي الأوغندي إسحق نبوانا بالرنين، حيث جاءته الاتصالات من أنحاء العالم كافة، لكن الأميركي آلان هوفمانيس ذهب إلى أكثر من مجرد الاتصال، فبعد مشاهدة دقيقة و40 ثانية من أول فيلم «أكشن» أوغندي، وهي مدة الاعلان الترويجي، غادر عمله ومكان إقامته في منهاتن في نيويورك وسافر إلى منطقة واكاليغا في العاصمة الأوغندية كمبالا، لتقديم المساعدة للمخرج نبوانا، لتطوير استديو رامون لأفلام الأكشن، وبالتالي ظهرت إلى الوجود سينما «واكاليوود» نسبة إلى منطقة واكاليغا، إضافة إلى الجزء الثاني من كلمة هوليوود.
وقام استوديو رامون بإنتاج نحو 40 فيلماً، وكان فيلم «من قتل الكابتن اليكس قد تم إنتاجه عام 2010 بكلفة بلغت 200 دولار، في حين أن فيلم «عملية كاكونغوليرو» الذي يعد «إكسبندبل» الأوغندي (نسبة إلى فيلم أكشن هوليودي قوي يدعى إكسبندبل)؛ كلف نحو 2000 دولار، وهي أكبر ميزانية صرفت على إنتاج فيلم في هذا الاستوديو.
ويعمل العشرات من الأشخاص في أفلام المخرج نبوانا، حيث يقومون بجميع الأدوار سواء كانت أمام الكاميرا أو خلفها، فهم يمثلون ويقومون بالحركات الخطرة، ويصممون الملابس، ويمارسون أعمال التقنية وإدارة موقع التصوير. وبدءاً من الآلات وصولاً إلى الادوات المساعدة (الاكسسوارات) يتم صنعها جميعاً يدوياً. ويعيش العديد من الممثلين في غرف التدريب التي تحفظ فيها الملابس.
ونظراً للأجور القليلة جداً التي يدفعها الاستوديو، فإن معظم العاملين فيه يكون لديهم مهن أخرى، ويتم بيع الأفلام بسرعة من منزل إلى آخر بسرية تامة، وبأسرع وقت ممكن قبل نزول النسخ المزورة، لأن سرقة الأفلام شائعة جداً في أوغندا، حيث تزدهر صناعة سرقة الأفلام ونسخها وبيعها.
وما يثير اندهاش البعض أن استوديو صناعة الأفلام اشتهر في مكان لا يمتلك أي تاريخ في صناعة الأفلام، ورغم الكثير من العقبات.
أما فيما يتعلق بالمؤثرات الخاصة، فإنه يتم استخدام أشياء بدائية إضافة إلى ملونات مأخوذة من الأطعمة، وتم استخدام دم البقر لتلويث المصابين في الماضي، لكن بعض أفراد طاقم التمثيل أصيبوا بالمرض نظراً لابتلاع هذا الدم عن غير قصد.
ودائماً ما يتواجد العشرات من الأشرار في أفلام «واكاليوود»، الذين يكون دورهم الأساسي هو أن يقتلوا على يد الأشخاص الطيبين. وللحصول على مشهد عدد كبير من أجساد القتلى الأشرار، يرتدي هؤلاء الأقنعة، أو يعتمرون القبعات، أو يكون لديهم لحى طويلة، وهذا يسمح لطاقم ممثلي الفيلم بلعب أدوار شريرة عدة تنتهي دائماً إلى مصير دموي.
وكان أخو المخرج غير الشقيق، روبرت كيزيتو، قد اكتشف رياضة الكونغ فو قبل نحو 30 عاماً من خلال أفلام بطل الكونغ فو الصيني بروس لي، إذ أحبها لأنها رياضة الدفاع عن النفس، وألهم شقيقه نبوانا حبها أيضاً، واستخدامها في أفلامه، وتم تصوير كيزيتو وأتباعه المحبين للكونغ فو في أول مشاهد أفلام الأكشن التي صورها نبوانا.
وخلال حكم الدكتاتور الأوغندي عيدي أمين، كان نبوانا لايزال طفلاً، وهو يتذكر وجود جثث منتفخة وملقاة على الأرض بالقرب من منزله، وكيف كان الجنود يطرقون أبواب المنازل وهم يصرخون افتحوا الأبواب، وكان نبوانا يمزج ما بين ذكرياته وحبه لأفلام بروس لي، الأمر الذي جعله مخرجاً فريداً. وعندما صنع فيلم «أُكل حياً» استلهم قصته من حادثة أكل لحوم بشر وقعت في غرب أوغندا قبل سنوات.
ولفتت أفلام واكاليوود اهتمام وخيال جميع أفراد الدولة بدءاً من سائقي السيارات حتى رئيس الدولة يوري موسيفيني، الذي لم يتردد في توجيه الدعم لهذه الصناعة كما وعد في حملته الانتخابية خلال انتخابات الرئاسة عام 2016.
ويضيف المعلق الأوغندي في جي إيمي نكهة إضافية إلى الأفلام بنكاته وتعليقاته، والتعبيرات والحوارات والنغمات. ويعتبر ايمي جزءاً مهماً من عائلة واكاليوود، وهو يعلق على كل فيلم، كما أن هذا التعليق يعتبر جزءاً من الفيلم. وقال المخرج نبوانا إنه لا يستطيع أن يصور فيلماً دون الاخذ بعين الاعتبار تعليقات إيمي. ويدفع الجمهور نحو 500 شلن أوغندي (نحو 20 بنساً) ثمن تذكرة مشاهدة فيلم أميركي، و1000 شلن لمشاهدة فيلم واكاليغا.