القاهرة «سينماتوغراف»: زكريا حسن عثمان
شهد أمس عرض فيلم «مدام كوراج» أحد أفلام المسابقه الرسميه لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لدورته السابعه والثلاثين(11 – 20 نوفمبر2015)، الفيلم انتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا ومن اخراج مرزاق علواش وسيناريو بهية علواش.
تدور أحداثه بأحد أحياء الجزائر حول شاب مراهق يدعى عمر عاطل ويقوم بسرقة السيدات ومدمن مخدرات من نوعيه معروفه بالجزائر تحت اسم مدام كوراج (السيدة الشجاعة) وهو من أسره فقيرة، والده متوفي ويسكن منطقه عشوائيه مع والدته الدائمه الغضب منه وشقيقته التي تعمل في الدعارة من خلال قواد يدعى مختار.
في أحد الايام يقع عمر في حب أول ضحيه له يقوم بسرقه سلسلتها تدعى سلمى لتصبح فيما بعد شاغله.
الايقاع
ايقاع الفيلم بشكل عام بطئ ناتج عن اسلوب المخرج في استخدامه للقطات طويلة واغلبها صامتة ولكن بها فعل قائم أو حدث سوف يأتي، وهذا الايقاع البطئ لعمل توازن مع ايقاع عمر السريع وكذلك ايقاع الموقف، فعمر دائم الحركه سواء على قدميه او بدراجته الناريه وعقله لايتوقف عن التفكير أاو التخطيط أو التخيل.
استخدام هذا التوازن جعل المتفرج في بعض المشاهد يذهب بخياله لاستنتاج ما سيحدث أو التساؤل عما سوف يحدث بسبب طول الزمن في اللقطات مثل مشهد سير عمر خلف سلمى ليتضح في النهايه أنه يريد ارجاع السلسلة الخاصة بها.
ومشاهد أخرى لتأكيد التصرف أو الحدث أو لتصوير تصرفات الشخصيه بشكل أكثر استيعابا مثل مشهد تعاطي عمر للمخدرات وتأثيرها عليه أمام منزله ليلا وتصوير حياته كمدمن أو مشهد بقائه تحت منزل سلمى يترقب نظرة من شرفتها ومشهد طرد والدته له من المنزل.
الخط الاخر في الفيلم وهو قصير يدور حول اخته وأيضا بايقاع بطئ، وبشكل عام هذا الايقاع يدل على ملل تلك الحياه البائسة والتى لاتنتهي حتى بنهاية الفيلم.
تكرار الوسيله
عمر له اكثر من غاية تنتهي واحده لتظهر الاخرى بشكل متتابع ولها مبرراتها المختلفه وكل غاياته تصب فى اتجاه واحد وهو سرقة السيدات سواء حقائب أو سلاسل ذهبية وهو لايدرك خطورة مايفعل نتيجة تعاطيه للمخدرات التى جعلته فاقدا للتمييز، ولكن الشئ المختلف في شخصيه عمر كمدمن عن باقي شخصيات المدمنين الاعتيادية أو التقليدية أن العاطفه بداخله لم تمت فهو أمام حبه لسلمى لم يقم أو يفكر بالاعتداء عليها وهو تحت تأثير المخدرات.
يقوم عمر في احدى المرات بسرقه حقيبة سيدة ليشتري المخدرات وتطارده الهلاوس فيرى سلمى امامه وتسيطر عليه العاطفه والحب ليقوم مرة أخرى بسرقه سلسلة احدى السيدات ليشترى موبايل من أجل تصوير سلمى وهي تخرج من المدرسة لكي يحتفظ بتلك الصور يطالعها كلما اشتاق اليها، وأيضا يقف أمام منزلها ليعرض نفسه للاهانه من اخيها ويصل الأمر في احدى المرات لاقتياده إلي قسم الشرطة ومع ذلك يصر على حب سلمى المستحيل فاخيها يعمل بالشرطة وهي لا تعرف ما يكنه لها عمر من حب.
ويأتي الخط الدرامي القصير الخاص باخته التى تم الاعتداء عليها من القواد المدعو مختار، ويعلم عمر بذلك فيقوم بسرقه سلسلة أخرى من أجل شراء سكين ضخم للانتقام لاخته من خلال التعدي على مختار بها وهنا يظهر تحكم العاطفه به تجاه اخته وتستمر أبعد من ذلك بعد طعن مختار حيث يقوم عمر بسرقه سلسلة اخرى واعطائها لاخته كهدية، وجلب طعام لها وللمره الاولى والوحيدة تتضح عاطفة الام تجاه عمر وتمدحه على غير العادة.
يتقدم الفيلم من خلال تلك الاحداث زمنيا ولكن على مستوى عمر كشخصية وفي الجزء المسيطر عليه وهو حبه لسلمى لايزال في نقطه يقف عليها دون حراك تظهر بنهايه الفيلم.
