أحداث و تقارير

معمل سينمائي رقمي للمونتاج والميكساج والتحميض بالجزائر

 

الجزائر ـ «سينماتوغراف»

أفتتح وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، بحضور نخبة من السينمائيين، أول معمل سينمائي رقمي متكامل بالجزائر يشرف عليه المخرج بلقاسم حجاج. المشروع لشركة «تايدي» للإنتاج السينمائي بباب الزوار في العاصمة، وهو نافذة حقيقية لصناعة أفلام مائة في المائة جزائرية، حيث لم يعد المخرج الجزائري بحاجة إلى السفر خارج الوطن من أجل إجراء عمليات المونتاج والميكساج، وانتهاء مرحلة إنتاج الفيلم بنسخة «دي سي بي».

 وأكد المخرج بلقاسم حجاج أن هناك عدة أفلام جزائرية ستدخل إلى استوديو «تايدي» لإتمام مرحلة ما بعد التصوير، منها فيلم «العربي بن ميهدي» للمخرج بشير درايس، وفيلم «ابن باديس» للمخرج السوري باسل الخطيب، وفيلم المخرج نصر الدين قنيفي «لم نكن نحن أبطال»، وذلك بعد أن انتهى الاستوديو من مرحلة مونتاج أول فيلم وثائقي، وسيكون المخبر أيضا بوابة لعودة المخرج بلقاسم حجاج بفيلم جديد رفض الكشف عنه، يتناول حكاية من التاريخ الجزائري المعاصر.

عمل بلقاسم حجاج على مدار سنتين كاملتين من أجل تجسيد المشروع، وقد تطلب ذلك الاستعانة بخبراء من فرنسا وتونس. وأكد حجاج أن أكبر تحد واجهه هو «غياب الكفاءات الجزائرية المتخصصة في مجال العمل السينمائي». وانطلقت أولى مراحل تكوين متخصصين في الصوت والصورة من خلال أربع مراحل تدوم كل مرحلة شهرا كاملا، بالاستعانة بمكونين من مدرسة «لافيمس» الفرنسية الشهيرة، وتشمل شهرين تكوينا ميدانيا مع الخبراء الأجانب، ما يعني استمرار الاستعانة بالخبراء من الخارج لمدة سنة على الأقل، وسترافقها مرحلة تكوين متخصصين جزائريين. وذكر أن المشروع سيمكن أي مخرج جزائري من «إنجاز فيلمه بنفس المستوى والجودة التي يجدها في الخارج».

وقال المتحدث إن عمل هذا المعمل سيكون على مستويين هما «التكوين والإنتاج»، حيث يهدف المستوى الأول إلى دعم الساحة السينمائية الجزائرية بتقنيين متخصصين في الصوت والصورة، والمستوى الثاني إنتاج أفلام مائة في المائة جزائرية، وذلك في إطار تحقيق الأهداف الأساسية التي سطرها المشروع، سواء من أجل الحفاظ على البعد التاريخي للأفلام الجزائرية، وأيضا دعم الاقتصاد الجزائري وتخفيف الأعباء المادية للإنتاج السينمائي وتحويل العملة الصعبة إلى الخارج.

وقد تأخرت الجزائر سنوات طويلة في تجسيد هذا المشروع الواعد، حيث ظلت الأفلام الجزائرية بوابة لتحويل أرقام كبيرة من العملة الصعبة إلى الخارج من أجل تحميض الأفلام بنسخة 35 ملم، وإتمام عمليات ما بعد التصوير في مخابر فرنسية وبلجيكية وتونسية، فبينما تتقدم الدول المجاورة كالمغرب وتونس في مجال المخابر السينمائية، إلا أن الحلم ظل قائما منذ الاستقلال في الجزائر، وكانت أهم الأفلام الجزائرية الخالدة تسافر إلى أوروبا ويرافقها تحويل مبالغ ضخمة من العملة الصعبة تكفي لبناء مخابر هامة ومتكاملة في الجزائر.

وأكد عز الدين ميهوبي على أن المعمل يندرج في «إطار الاستثمار الثقاف»، داعيا إلى مزيد من الجهود الخاصة لخدمة الحقل الثقافي والفني الجزائري، وأوضح أن ما يقدمه المعمل من خدمات سينمائية سيكون فرصة للسينمائيين الجزائريين للاستثمار في الجزائر وعدم الاستعانة بالمخابر السينمائية في فرنسا ودول الجوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى