منافسة عربية ساخنة فى سباق الأوسكار
بقلم : إنتصار دردير
بعيداً عن صخب المهرجانات والجوائز، تبقى السينما لغة عالمية مشتركة لا تقف عند حواجز اختلاف الثقافة واللغة والجغرافيا، والفيلم الجيد قادر على فرض نفسه في الأوساط السينمائية على مستوى المشاهدين والنقاد حول العالم، حتى لو كان مشغولاً بإمكانيات متواضعة وتكلفة منخفضة.
ورغم أن السينما العربية تبدو بالمقارنة مع نظيراتها في دول العالم الثالث، شبه غائبة عن خارطة السينما العالمية، إلا أنها في عام 2016 طرقت بقوه أبواب المهرجانات الدولية ولفتت الانتباه، ودخلت من حيث العدد والمضمون (9 أفلام) في منافسات جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى «غير ناطق بالانجليزية» لعام 2017، ويتوقع النقاد أن بعضاً منها قادر على مواصلة السباق مع 85 فيلما من كافة انحاء العالم، ليؤكد بأن هناك حراكاً يحدث تحاول من خلاله الأفلام العربية استعادة مكانه افتقدتها على مر الأعوام الماضية، فهل تأتي دورة الأوسكار الـ89 بمفاجأة سعيدة ويصل فيلم عربي الي القائمة القصيرة؟!.
الحضور العربى هذا العام في الأوسكار جدير بالاهتمام اذ يعكس حراكا مهما تشهده السينما العربية يضعها فى منافسة مع السينما العالمية، حيث تشارك مصر بفيلم «اشتباك» للمخرج خالد دياب الذى افتتح مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائى الماضى وأشاد به نقاد السينما فى العالم واختارته «هوليوود ريبورتر» من بين أفضل عشرة أفلام فى المهرجان، كما تشهد المسابقة المشاركة الاولى لليمن بفيلم «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة» للمخرجة خديجة السلامى، المأخوذ عن كتاب للصحفية الفرنسية دلفين مينوى ويروى قصة حقيقية لطفلة زوجتها أسرتها برجل يكبرها وتهرب من بيت الزوجية الى المحكمة تطالب بطلاقها وتتبنى قضيتها محامية تنجح فى تخليصها من زواج سرق طفولتها، وتنافس أيضاً السعودية للمرة الثانية بعد فيلم «وجدة» لهيفاء المنصور بفيلم «بركة يقابل بركة» اخرج محمود الصباغ، وكان الفيلم قد واجه مشكلة اذ تشترط المسابقة أن ضرورة عرضه فى بلاده فى الوقت الذى لا توجد بالسعودية صالات سينما، وتم التحايل على ذلك بعرضه فى بعض التجمعات والنوادى وقد شارك فى مهرجان برلين الماضى، وعرض في العديد من دول العالم، ورغم ظروف الحرب بها دخلت العراق الاوسكار بفيلم «الكلاسيكو» اخراج هالكوت مصطفى ولبنان بفيلم «كتير كبير» لميرجان بوشعيا، والمغرب بفيلم «مسافة ميل من حذائى» لسعيد خلاف، والجزائر بفيلم «البئر» لمصطفى بوشوشى، ويعود المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد للمنافسة بفيلمه «ياطير الطاير»، وتشارك الأردن بفيلم «3000 ليلة» للمخرجة الفلسطينية مى المصرى والذي يتعرض لقضية الاسيرات الفلسطينيات فى السجون الاسرائيلية.
وبلاشك أن كل تلك الأفلام العربية متميزة، فقد شاركت في مهرجانات دولية ونافست للحصول على جوائز مرموقة وفازت بالكثير منها، بالإضافة إلى أنها أثارت ضجة وجدلا واسعا سواء في أوساط الجمهور أو النقاد، ومن ثم فإن الرهان عليها كبير، لأنها ستفتح الباب بلاشك خلال السنوات المقبلة لمزيد من تواجد السينما العربية في المحافل العالمية، وهذا يعني مستقبلاً زيادة في إيرادات شباك التذاكر وكسب الإعتراف والسمعة الجيدة للسينما العربية على المستوى العالمي.
الطريق بالفعل إلى جوائز الأوسكار طويل وشاق، ولكن هناك حقيقة واحدة ولا تقبل الجدل، وهي أن الأفلام العربية لم تعد تكتفي فقط بالتمثيل المشرف.