أحداث و تقارير

مهرجان القاهرة يناقش دور السينما في مواجهة العنف ضد المرأة

 

«سينماتوغراف»: انتصار دردير

أقيمت صباح اليوم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي ندوة بعنوان «مناهضة العنف ضد المرأة» ودور السينما في مواجهة ذلك بحضور عدد كبير من أهل الفن والمهتمين بقضايا المرأة، وحضرتها الفنانة يسرا رئيس شرف المهرجان والفنانة الهام شاهين والمؤلفين د. مدحت العدل ومريم نعوم وعاطف بشاي كما حضرها سفير أستراليا بالقاهرة ود. ماجدة واصف رئيس المهرجان ويوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان وأدارتها الناقدة ماجدة موريس التي طرحت في البداية تساؤلات عديدة حول مدي مساهمة الدراما عموماً في مناهضة العنف الذي تتعرض له المرأة المصرية.

وقالت الفنانة يسرا خلال الندوة: «المرأة ليست عورة، فهي أم وأخت وزوجة وكل ما يخص عرض أي رجل، فكيف له أن يراها عورة وهو منها».

وأضافت: «نحن  كفنانين نناقش قضايا العنف ضد المرأة، وبدوري ناقشت تلك القضايا في مسلسل «قضية رأي عام»، ومسلسل «في إيد أمينة»، الذي استعنا فيه بوثائق من مجلس الأمومة والطفولة، ولكن على الرغم من ذلك لم نستطع عرض الحقيقة كاملة لأنها تكون في أوقات كثيرة  صادمة أكثر مما ترونه في الدراما، سواء بالنسبة للعنف ضد الأطفال أو المرأة أو أي قضايا أخرى».

وأشارت إلى أهمية المرأة في المجتمع قائلة: «المرأة شيء مهم في الحياة، وعندما أنظر لأمي وأرى كيف استطاعت مواجهة المجتمع بأكمله بعد الانفصال عن والدي، وقامت بتربيتي وهي مُطلقة في مجتمع يصعب فيه ذلك، فلا يمكن أن أخذلها أبداً».

وفي بداية حديثه قدم نيل هوكنز سفير أستراليا بالقاهرة العزاء لمصر فى ضحايا الحادث الإرهابي الذى وقع أمس بشمال سيناء.

وقال السفير، أن العنف ضد المرأة موجود فى العالم كلة وهو بالفعل مشكلة خطيرة يمكن القضاء عليها على المستوى المحلى والدولى الذي يجب عليه دعم وحماية  النساء منه، وتغيير مواقف العنف ضد المرأة، وتوعية الرجل بهذه الأمر.

وأشار إلى أن السينما لها دور مهم فى مناهضة العنف ضد المرأة.

وأكدت الفنانة إلهام شاهين أن هناك قصوراً في القوانين، فالأب الذي يغتصب ابنته لابد من محاكمة عاجلة له وإعدامه لأن الاغتصاب أشد جرماً من القتل، ونوهت إلي أن الإعلام يلعب دوراً مهما في تكريس العنف ضد المرأة لأنهم يستضيفون من يروج لزواج الطفلة وعمرها تسع سنوات وأن بعض من لا يملكون الوعي يروق لهم ذلك ويطبقونه لأنه قيل في التليفزيون.

وأضافت: «حين نقدم قضايا واقعية كما فعلت في فيلم «لحم رخيص» يقولون أننا نشوه المجتمع مع أن هناك قري مصرية كاملة يحدث فيها ذلك، وحين نقدمه نفعل ذلك من أجل تغيير قوانين المجتمع وتجريم زواج البنت الصغيرة، وعلي مجلس الشعب أن يجتهد في تشريعات رادعة لذلك، وعلي الإعلام أن يستضيف شخصيات مستنيرة تعمل علي تنوير العقول ونحمي أصحابها من قوانين الحسبة وإزدراء الأديان».

وأكد علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب أنه تقدم بقانون لتغليظ عقوبة العنف ضد المرأة ليس في التحرش فقط بل بكل أشكاله سواء في الوظائف أو تجريم زواج القاصرات.

فيما أكد المؤلف د. مدحت العدل أن 40 بالمائة وأكثر من المصريين يأخذون فتاواهم من فوق المنابر والشاشات التي يؤكدون فيه أن المرأة ليست إلا وعاء وهؤلاء هم أسباب العنف في المجتمع الذي يدعي التدين وهو ضد الدين قلباً وقالباُ.

وأشارت المؤلفة مريم نعوم إلي أن الدراما قادرة علي إحداث تغيير بالنسبة لصورة المرأة في المجتمع التي لابد وأن تعي أنها خط الدفاع الأول والأخير عن أولادها لذا لابد من تمكينها اقتصاديا، وقالت أن الدراما تطرح تلك القضايا بجرأة لإدانتها والتنبيه لها.

فيما أكد المؤلف عاطف بشاي أن السينما والدراما التليفزيونية لم يقدما النماذج الإيجابية للمرأة لأن بعض المؤلفين ينظرون للمرأة نظرة متخلفة، قائلاً: نحن في ردة حضارية وفي حاجة لثورة ثقافية.

وتحدثت المخرجة التونسية سلمي بكار قائلة أن من ينظر لحزمة القوانين الني تحمي المرأة في تونس يعتقد أننا محظوظون بها لكن القوانين وحدها لا تكفي لأن الأفكار الرجعية تسيطر علي العقول خاصة بعد الثورة ونهوض التيار المتأسلم وهذه هي أزمتنا التي نقاومها بكل قوة.

وتحدثت د. عزة كامل عن دور المجتمع المدني في حماية النساء، مؤكدة أن هناك حالات لو قدمت درامياً لم صدقها الكثيرين من فرط العنف الذي تتعرض له المرأة، كما تحدثت د. الفة سلامي نيابة عن وزيرة التضامن مؤكدة وجود برامج رعاية كبيرة للنساء ضد العنف.

وفي نهاية الندوة دعت الناقدة ماجدة موريس الحضور إلي ترديد نداء أرسلته سفارة أستراليا يتعهد فيه الجميع بالتصدي للعنف الذي تواجهه النساء في كل المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى