أحداث و تقارير

«مهرجان بورسعيد للفيلم العربي».. آيل للسقوط !

 

%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%b1-7-247x300

«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير

بلاشك، تستحق فكرة «مهرجان بورسعيد للفيلم العربي» الدعم والرعاية والتشجيع، خصوصا لأن المهرجانات المصرية مع اختلاف تخصص مسابقاتها لم تعطي السينما العربية اهتماما أكثر، ولأن مصر تحتاج فعالية كبرى ومهمة تجمع السينمائيين العرب في البلد الذي يمتلك صناعة سينما حقيقية منذ أكثر من 100 عام، ولتعريف الجمهور المصري بسينما مهمة ومتطورة تقدمها الأقطار العربية.

 ومع الدعاية الكبيرة التي سبقت إقامة الدورة الأولى التي أعلن انعقادها في الفترة من (7 إلي 13 أكتوبر المقبل)، بدأت الحملات الإعلامية عن عدد الأفلام التي وصلت إلي حوالي 340 فيلما عربيا تنوعت بين الروائي الطويل والقصير والوثائقي والتحريك من مختلف الدول العربية، وتصدرت أسماء مهمه للتكريم مثل الكاتب والسيناريست وحيد حامد واصدار كتاب عنه، والمخرج التونسي رضا الباهي، وكذلك الإعلان عن الاحتفاء بالسينما التونسية وهي خطوه رائعة، وشملت قائمة ضيوف الشرف من النجوم المشاركين في الدورة الأولى، الفنان السوري دريد لحام، سلاف فواخرجي، هند صبري، والممثلة المغربية آمال عيوش، وتم توجيه الدعوات الي وزيرة الثقافة التونسية سونيا مبارك ووزير الثقافة الإماراتى نهيان بن مبارك ال نهيان ووزير الثقافة الجزائرى عز الدين ميهوبى، واختارت إدارة الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد للفيلم العربي، المخرج التونسي رضا الباهي ليترأس لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل، والمخرجة هالة خليل لرئاسة لجنة تحكيم الفيلم الروائي القصير والفيلم الوثائقي، وحمل على كاهله الممثل المصري فتحي عبد الوهاب رئاسة المهرجان، واعتبره اضافة لمشواره الفني، وأكد منذ أسابيع إن إدارة المهرجان والمكتب الفني يعملان على قدم وساق للإنتهاء من التحضيرات النهائية للدورة الأولي.

ومع كل الخطوات السابقة التي من المفروض أنها تمت بمجرد الإعلان عنها، خرج «مهرجان بورسعيد للفيلم العربي» من حيز الفكرة والنوايا والرغبة، إلي الفعل والتنفيذ والوجود، وأصبح على بعد أيام وأسابيع قليلة من إقامة دورته الأولى، ثم بدأت التسريبات المحبطه التي تمهد لتأجيله، وهي مؤشرات تجعل المهرجان آيل للسقوط في دوامة الوقت القاتل الذي لن يعطي فرصة حقيقة لأي حلول مع أزماته الكبيرة التي صرح بها رئيسه فتحي عبد الوهاب.

429

أول الأزمات المثيرة للجدل، عدم حصول عدد كبير من الضيوف خصوصا من (سوريا والعراق وفلسطين) على تصاريح دخول لمصر، وهو أمر يعرفه كل طاقم إدارة المهرجان والمكتب الفني، لأنه تكرر كثيرا مع مهرجانات القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية السينمائية خلال السنوات الأخيرة، ولا تفرق التصريحات الأمنية بين أسماء أو شخصيات سواء نجوم أو سينمائيين أو نقاد، وبالتالي سيفتقد المهرجان إلي أهم عناصره (التواجد العربي القوي والمتنوع) وما يشكله من وهج وبريق في فعالياته المختلفة.

ثاني المشكلات، تفصح عن خلل في التمويل، من وزارة الثقافة والسياحة، وهي مشكله حقيقة تواجه المهرجان في دورته الأولي، وتعنى بالنسبه له تخلي الحكومة عن دعمه وعدم الوقوف بجانبه، وهو أمر غريب خصوصا أن هناك تجارب تستحق الرصد مؤخرا، بدأت مع مهرجان الأقصر الأفريقي ثم مهرجان السينما الأوروبية، وصولا إلي مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيره الذي تبناه مجموعه من الشباب تحملوا دورته الأولى والثانية، حتى أدرجته وزارة الثقافة على لائحة المهرجانات التي يتم دعمها ماليا وفنيا.

ثالث الأسباب، هو البحث عن مبررات للتأجيل، ومنها عدم اقامة مهرجان بورسعيد للفيلم العربي في موعد متقارب مع المهرجان القومى للسينما المصرية والذي يقام خلال الفترة من 12 إلي 20 أكتوبر، وهو أمر مستجهن وكان من الأولى تداركه قبل ذلك بشهور، وجاءت بعض الاقتراحات تطالب باقامته خلال شهر ديسمبر لإعطاء مساحة من الوقت لتجاوز تلك الأزمات، وفي الحقيقة أن أكبر العراقيل التي يمكن أن يواجهها مهرجان بورسعيد هو هذا الموعد الذي يقام خلاله مهرجان دبي السينمائي والذي يملك مسابقة كبيرة للأفلام العربية، ويقدم الدعم لصناع تلك الأفلام في جميع أنحاء العالم، هذا بخلاف ما يملكه من زخم وتواجد على خارطه المهرجانات، وبلاشك المقارنه في حضور الضيوف والأفلام بين مهرجان وليد ومهرجان يعقد دروته الـ 13 خلال الفترة من 7 إلي 14 ديسمبر، سيكون صعب جدا بكل المقاييس.

رابع الصعاب، وبالطبع في حالة عدم التأجيل، هو العد التنازلي للوقت الحقيقي المتبقي (أقل من شهر) على انطلاق مهرجان بورسعيد للفيلم العربي، مع تدارك أن هناك أسبوع اجازة عيد الأضحى، فهل تصلح ثلاثة أسابيع فقط لتدارك كل هذه الأزمات، مع الوضع في الحسبان من سيأتي بالفعل من الضيوف، وحجز تذاكر الطيران، ومطبوعات المهرجان والانتقالات من القاهرة الي بورسعيد مكان الإقامة، واستعدادات المحافظة لتقديم كافة التسهيلات، وتوافق اقامة المهرجان مع افتتاح المركز الثقافي في بورسعيد، وتفاصيل أخرى تزيد من الأعباء وتحتاج إلي حسم سريع، وحلول ناجعة وناجزه وليست هزيله أو هزليه. الانتظار للتحرك صعب والأصعب منه أن يشاهد الجميع بناء آيل للسقوط من دون أي محاولة للإنقاذ!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى