الجزائر ـ «سينماتوغراف»
نال عدد كبير من نجوم السينما في الوطن العربى تكريمًا مميزًا من جانب مسئولي مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، وذلك في حفل إنطلاق الدورة التاسعة التي أقيمت مساء أمس الأول الجمعة بالمسرح الجهوي “عبدالقادر علولة” بالجزائر، حيث تم تكريم نيكول سابا، وفاروق الفيشاوي، والراحل العالمي يوسف شاهين.
وقدمت الحفل النجمة اللبنانية نيكول سابا، التي حضرت برفقة زوجها الفنان يوسف الخال، ورفع المهرجان شعار “الآخر في السينما العربية” وخلال الحفل كرم خلال الكاتب والشاعر الانجليزي شكسبير بمناسبة مرور الذكرى الـ 400 لوفاته، حيث سلم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي درع المهرجان لمدير المعهد الثقافي البريطاني بالجزائر مارتن دالتري، والذي أعرب في كلمة ألقاها بالعربية عن فخره واعتزازه بالمشاركة في الحدث السينمائي، واستضافة الأسطورة شكسبير ضمن فعالياته، مذكرا بمسيرته الإبداعية العبقة ورحلته الفنية المتفردة، إذ خلف أعمالا خالدة وروائع راسخة في السجل الفني العالمي، من بينها 38 مسرحية وأزيد من 1160 فيلما مقتبسا عن روائعه.
كما أشاد مدير المعهد الثقافي الانجليزي بالمخرج البريطاني ريتشارد بارسوال الذي سيشرف على ورشة تكوين خاصة بالإقتباس السينمائي من الأعمال الأدبية العالمي، وألقى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي كلمة في الافتتاح دعى بها إلى إعادة تهيئة البنية التحتية للسينما الجزائرية ومراجعة منظومتها حيث قال: “السينما التي تجمعنا اليوم في وهران هي الاختصار المنصف للإبداع الإنساني ومهرجانكم هذا الذي يعرف طبعته التاسعة هو الموعد العربي الكبير مع الصورة والحكاية والمهن المستعصية التي تصنع لحظة الدهشة وميلاد الأسئلة”
وأضاف قائلًا: ما جدوى أن يتم التركيز على دعم تمويل إنتاج الأفلام في الوقت الذي ينقصنا قاعات العرض السينمائي التي حول بعضها الى غير مهامها الفعلية، مبرزا أنه سيتم تطبيع العلاقة مجددا ما بين السينما والجمهور من خلال إعادة تنظيم بيت السينما الجزائرية.
وأكد ميهوبي قائلًا: نجحت الجزائر في مواجهة التطرف في الوقت الذي تصارع فيه دول عربية هذا الكابوس، هناك من يتهم أمتنا العربية بالتحجر والتطرف وعلينا الرد عليهم ليس بالسلاح إنما نفسه بالثقافة والفنون مثل السينما وجعلها سلاحا ناعما والوصول لعقل الآخر.
كما تم تكريم فيلم معركة الجزائر بعد 50 سنة من النجاح والتألق، وهو عمل ثوري ضخم من توقيع المخرج الايطالي جيلو بونتيكورفو، حيث تسلم درع المهرجان المجاهد ياسف سعدي أحد أبطال معركة الجزائر عام 1957 بالقصبة العتيقة.
أما الممثل الكبير بوعلام بناني فقد تسلم درع المهرجان عن فيلم “عمر قتلاتو” للمخرج مرزاق علواش، وقال في كلمته عن قاعات السينما في الجزائر العاصمة التي أصبحت تعد على الأًصابع بعد أن كانت في الماضي تقدر بـ 200 قاعة، وأن معظمها حولت إلى فضاءات أخرى، داعيا إلى ضرورة فتحها أمام الجيل الجديد الذي هو بحاجة إلى اكتشاف روائع السينما.
جاء بعدها تكريم فيلم “عودة الإبن الضال” لعاشق الجزائر المصري الراحل يوسف شاهين، حيث تسلمت الدرع النجمة صفية العمري بالنيابة عن فاروق بولوفة، وذلك من قبل الفنان السوري أيمن زيدان الذي يزور وهران لأول مرة، كما التفت المهرجان إلى تكريم المخرج الجزائري الراحل سليم رياض أحد مخرجي الرعيل الأول في السينما الجزائرية، ورئيس بلدية وهران نور الدين بوخاتم، وآخر تكريم كان من نصيب المخرج السوري نبيل المالح الذي يملك في رصيده أكثر من 150 فيلما سينمائيا.
هذا وسيتم تكريم ثلاثي بلا حدود مصطفى، حزيم وحميد يوم 26 يوليو الجاري عرفانا لما قدموه للفكاهة الجزائرية خلال سنوات مضت، وتمثيلهم للكوميديا الوهرانية أحسن تمثيل.
