أهم العناويننجوم و أفلام

«ميستا» أحلام الفنان الجزائري وإحباطاته

«سينماتوغراف»: وردة ربيع ـ الجزائر

«لم يتغلب الفن على الإرهاب».. جملة بدأ بها المخرج السينمائي الجزائري «كمال يعيش» نقاشة مع الصحافة أمس عقب عرض فيلمه «ميستا»، معقبا بأنّه ركزّ في موضوعه على الفنان وأحلامه الضائعة في دهاليز العشرية السوداء، وأنّه قدمه بصورة واقعية وبقراءته الخاصة بغض النظر عن التفاصيل الصغيرة التي تضمنها العمل والتي قال عنها إنّها غير مهمة، بقدر ما تهمّ الأشياء الأساسية كتأثير الإرهاب على الفن وطموحات أهله بصفة خاصة والمواطن الجزائري بشكل عام.

وأوضح «كمال يعيش» في اللقاء الذي تم مباشرة عقب العرض الخاص لفيلم «ميستا» المخصص للصحافة أمس، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة  الجزائرية أنّ الفيلم يدرج ضمن فئة الأعمال الواقعية انطلاقا من القصة المعالجة برؤيته الشخصية وبقراءته ولم يستثن نسبة التطرق إلى الإرهاب، حيث سلّط عليه الضوء كما بقية القصة الأخرى المتعلقة بطموح «مراد» الشخصية الرئيسية عبر طلقات الرصاص وصوت القنابل وتهديدات الإرهابيين والذبح وغيرها.

وأكد في السياق ذاته ارتكازه على أداء الممثلين عبر لحظات الصمت والحوارات الطويلة التي غلب عليها الطابع المسرحي، مع توجيههم بطريقة موضوعية. وعن العنوان«ميستا»، أشار «يعيش» إلى أنه عبارة عن مكان اجتماع أو لاختلاط الناس على الهامش.

أما بالنسبة لقصة الفيلم، فقال «يعيش» أنه مقسم إلى جزأين، الأول يحكي حياة «مراد» مع العائلة والمجتمع والعمل وأحلامه وآماله التي حطمها الإرهاب، والثاني يتعلق بالشاب «سمير» الممثل المسرحي الذي يعيش للفن ويأمل في أن ينتج أول مسرحية مقتبسة من كتاب «zoo story» بطلاها «جيري وبيتر». وكشف أن ما قدمه لم يحمل انتقادا للفنان ووضعية الفن في الجزائر، بل صور حياة بسيطة لأفراد بسطاء، يرغبون يوما أن يكونوا ما يريدون.

و«ميستا» أول فيلم سينمائي جزائري يقدم في عام 2015، ويعد أول تجربة في مجال الفيلم الروائي الطويل للمخرج كمال يعيش، حيث سبق له العمل في مجال المسرح، حياة «مراد» (دحمان عيدروس) رجل يعيش بحي شعبي، بالجزائر خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، يشتغل في مقهى «ببلكور» نهارا ويبيع الخمر ليلا على الشاطئ رفقة أصدقائه، ليعيل عائلته، وسط تهديد الإرهابيين له، حيث يهدده أخوه «الارهابي» المطلوب لدى العدالة، بالقتل. انغمس مراد في الرتابة منذ عدة سنوات ليجد حياته تقلب رأسا على عقب، بين عشية وضحاها، حينما يتعرف على شاب «سمير» في مقتبل العمر، مثقف ومسرحي، كان قد أنقذه من الغرق في ليلة سمر. وتشاء الظروف أن يعرض «سمير» على «مراد»، المشاركة في مسرحية عن نص «زو ستوري» لإدوارد آلبي، فبعد تفكير طويل يقبل بالفكرة، ويبدأ العمل، وفي موعد عرض المسرحية بالمسرح الوطني، يشاء القدر في النهاية أن الحلم الذي لم يبق له سوى لحظات، يتوقف بعد أن ذبح الإرهاب صديقه العزيز ورفيق دربه مساء العرض.

شارك في العمل الذي أنتجه يوسف سنان عن مؤسسة «كويرات للإنتاج» بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ووزارة الثقافة، كوكبة من الممثلين تتقدمهم «رانيا سيروتي» في دور «زوجة مراد»، «نبيل» (فوزي صايشي)، «سمير» (مراد أوجيت)، إضافة إلى الممثلة نادية طالبي وأمين بوشملة، أحمد بن عيسى في دور «الحاج المختار»، عزيز بوكروني، وآخرين.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى