بلاتوهات

«نتفلكس» تثير جدلاً في ندوة مستقبل التوزيع بـ «القاهرة السينمائي»

 

القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

أثارت منصة العرض الإليكتروني Netflix جدلاً كبيراً بين السينمائيين العرب  خلال الندوة التي أقيمت ظهر اليوم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي تحت عنوان «نتفلكس ومستقبل التوزيع السينمائي» بحضور عدد من المنتجين والموزعين من بينهم جابي خوري، محمد حفظي، طارق صبري، وديد سري، عمرو قورة،  د. ميرفت أبوعوف، الكاتبة مريم نعوم، الناقد اللبناني محمد رضا والمخرج الأردني محمود المثال، كما حضرتها رئيس المهرجان د. ماجدة واصف ومديره الفني الناقد يوسف شريف رزق الله وأدارها الناقد أسامة عبد الفتاح.

شهدت الندوة جدلاً ما بين مخاوف من التأثير السلبي للعرض من خلال نتفلكس التي بدأت تعمل في مصر منذ عام 2006 والتي تشترط شراء حقوق الفيلم كاملة مما قد يلغي مستقبلاً دور العرض السينمائي، حيث تتيح لمشتركيها مشاهدة الأفلام من كل أنحاء العالم وأصبحت تمتلك جمهوراً بالملايين في العالم، وقال الناقد أسامة عبد الفتاح أن وجود نتفلكس أصبح أمراً واقعاً علينا أن نتعامل معه.

فيما أكد المنتج والموزع السينمائي طارق صبري أنها يمكن أن تكون في صالح الإنتاج السينمائي لو تم تنظيم العرض الرقمي بشكل مقنن.

وحول وجود رقابة علي الأفلام أكد قورة أن مساحة الحرية بها موجودة لأقصي درجة وأن الأفلام تعرض كاملة في نتفلكس دون تدخل رقابي.

وحول إنتاجها لفيلم «الملاك» الذي يعزز توجها إسرائيلياً بتقديم سيرة السياسي المصري أشرف غربال باعتباره جاسوساً لاسرائيل، تساءلت الناقدة ماجدة موريس هل لو تم تقديم فيلم مصري عن تهويد القدس ستقوم نتفلكس بعرضه، مؤكدة أنها تتعامل من خلال قوانينها الخاصة وسياستها وأخشي أن تكون ضد التوجه العربي عموماً.

فيما روي المخرج والمنتج الأردني محمود المثال تجربته مع نتفلكس من خلال فيلمه «إن شالله استفدت» الذي قامت بشراء حق عرضه بعد عرضه الأول في مهرجان تورنتو مؤكداً أن ذلك أتاح منصة كبيرة لعرض الفيلم  خاصة أن الأفلام لا تعرض في الأردن سوي لبضعة أيام ول اتجد طريقها للعرض التليفزيوني كما تتعرض لرقابة بلادها فقد تم منع عرض فيلمه الذي يتحدث عن الفساد المجتمعي ثم أفرج عنه لاحقاً، وأن حرية المبدع مصونة فيما يطرحه ومساحة المشاهدة تتسع لجميع أنحاء العالم

ونوه الموزع السينمائي جابي خوري إلي أن حجم إيرادات الأفلام المصرية مجتمعة سنوياً لا يتجاوز 28  مليون دولار، وأن نصف هذا المبلغ تحصل عليه دور العرض مما يؤكد خلل في توزيع الفيلم المصري لقلة دور العرض وتلقصها بل وندرتها في محافظات مصر، وبالتالي أي منصة جديدة لعرض الأفلام تحقق عائدات لابد من الاستفادة منها.

وقال الناقد السينمائي محمد رضا أن ظهور نتفليكس سيقلل مساحات الرقابة علي السينمائي وبالتالي ستذوب الرقابة شيئاً فشيئاً.

وتساءلت يسرا طاهر مسئولة العرض التليفزيونى بشركة فودافون عن إمكانية قيام شركتها بتطبيق تجربتها التليفزيونية الناجحة في مسلسلات رمضان التي استقطبت مليون مشترك خلال عام واحد، وهل يوافق المنتجون علي عرض أفلامهم من خلالها  ونفي المنتج محمد حفظي إمكانية ذلك لأن المنتجين المصريين يبيعون أفلامهم باكدج واحدة إلا لو قامت الشركة بعمل تعاقد مباشر، وقال طارق صبري أنه لو تم تنظيم هذا الأمر سيكون له مردود إيجابي علي الإنتاج .

وتحدث المخرج محمود كامل مؤكداً أن نتفلكس لا تحقق فقط حرية المبدع في وقت نتهم فيه بتشويه سمعة مصر، وإنما تحقق أيضاً حرية الإنتاج برفع كافة الحواجز بين صانع الفيلم والجمهور، كما أنها تشجع الإنتاج المستقل من الأفلام التي لاتتجاوز ميزانيتها 70 ألف دولار وحتي أفلام سكورسيزي.

وانتهت الندوة باتفاق الحضور أنه لو تم عمل منصة للأفلام المصرية لعرضها الرقمي في ظل ضوابط مهمة ستحقق عوائد مهمة للسينما المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى