ندوة فى «سلا لفيلم المرأة» تناقش النقد السينمائي بالمغرب
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
أقيمت أمس الخميس بسلا، ندوة تناولت موضوع “عشق السينما بالمغرب: من السينيفيليا إلى النقد”، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة.
وناقشت الندوة على دراسة العلاقة “الوثيقة” بين السينيفيليا (حب السينما) والنقد، على اعتبار أن النقد لا يمكن أن يتأتى دون حب للسينما، بل ويشكل “محركا أساسيا لتطوير المنتوج السينمائي”.
وتوقف المشاركون في الندوة عند مكانة السينيفيليا في المشهد الثقافي المغربي والإفريقي والعالمي، والحدود الفاصلة بين عمل السينيفيلي والناقد السينمائي، فضلاً عن المعايير المختلفة التي يعتمدها كل واحد منهما في حب أو نقد فيلم معين.
وقال عبد الكريم واكريم، الباحث والناقد ورئيس تحرير مجلة (سينيفيليا)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن أغلب رواد النقد السينمائي وبعض المخرجين ولجوا هذا المجال من بوابة عشق السينما، لاسيما من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، إذ لا توجد مدارس أو كليات أو شعب تدرس النقد السينمائي كمادة مستقلة بالمؤؤسات المغربية.
وأضاف واكريم أن الدافع الأساس من الممارسة النقدية السينمائية هو عشق الناقد للسينما، مبرزا أنه بالمقارنة مع الماضي، اليوم هناك انحسار للسينيفيليا، “حتى أننا نجد أجيالا من الشباب لم تدخل قط للقاعات السينمائية”.
ومتحدثا عن تجربته وتجارب أمثاله من النقاد، قال واكريم إن “التكوين الذي حظينا به داخل الأندية السينمائية جعلنا نطور عشقنا للسينما، فانتقلنا به من مجرد ممارسة عاطفية إلى العشق العالم”.
وأبرز واكريم أن بعض المهرجانات السينمائية اليوم، مثل المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، هي التي أصبحت تعوض ولو بشكل نسبي ما كانت تقوم به الأندية السينمائية، وقد تكون رافدا أساسيا يمنح الشباب فرصة الانتقال من عشق السينما البريء (السينيفيليا) إلى عشق السينما المفكر فيه والعالم (النقد السينمائي).
ومن جهته، أبرز ادريس اشويكة، السيناريست والمخرج وأحد رواد الحركة السينيفيلية بالمغرب، في تصريح مماثل، مراحل نشأة وتطور واضمحلال الأندية السينمائية بالمغرب، معتبرا أن فترة الثمانينات شكلت العصر الذهبي لتأسيسها وعملها إذ فاق عددها سنة 1983، ما مجموعه 80 ناديا سينمائيا كانت تضم وتؤطر حوالي 45 ألف منخرط.
وأضاف أن تأثير هذه الأندية استمر في مختلف تمظهرات الحياة المجتمعية إلى حدود بداية التسعينات التي شكلت بتعبير اشويكة “مرحلة بداية اضمحلال الاهتمامات السينيفيلية”.
وقال اشويكة إن هناك مجموعة من المشاريع التي تطمح إلى استنهاض الفعل السينيفيلي، ومحاولات بعث الروح في الأندية السينمائية، التي تحاول الاستمرار في العمل ولكن بشكل جديد يراعي التطورات الحاصلة داخل المجتمع، وخلق شروط جديدة للتكيف.
من جهتها، قالت أمينة الصيباري، عضو الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، في تصريح للوكالة إن من بين ما تهدف إليه الندوة هو رصد علاقة المغاربة بالسينما والكيفية التي تفاعلوا بها مع السينما داخل إطارات منظمة سميت بالأندية السينمائية، والوقوف على تطور الفعل النقدي السينمائي من شكله الشفهي إلى شكله المكتوب.
وتتواصل فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا إلى أول أكتوبر المقبل.