احتفالياتالمهرجاناتالمهرجانات العربيةسينمانامراجعات فيلميةمهرجان القاهرةمهرجاناتهنري بركات

نصيحة الإيطالى التى أدخلته الغرفة المظلمة

ملامح  من مشوار.. هنري بركات
نصيحة الإيطالى التى أدخلته الغرفة المظلمة
“سينماتوغراف” ـ  رشا حسني
 
من الصعب تصنيف تاريخ ومشوار المخرج هنري بركات من خلال مراحل بعينها  ربما لعدم ارتبطه بلون سينمائي معين طوال مشواره الفني فهو مخرج من الصعب تصنيفه كصلاح أبو سيف مخرج الواقعية أو كمال الشيخ مخرج أفلام الإثارة والتشويق فلم يتخصص هنري بركات في لون سينمائي واحد بل قدم جميع الألوان والتيمات السينمائية فقدم الأفلام الكوميدية والأفلام الميلودرامية والغنائية الإستعراضية إلي جانب الأفلام الرومانسية وأفلام الواقعية الإجتماعية وغيرها الكثير من الألوان السينمائية.
 
بل ومن الأصعب تصنيف مراحل مشواره تصنيفاً زمنياً فلقد قدم في كل حقبة أو عقد زمني منذ الثلاثينات وحتي وفاته في التسعينات كل تلك الأوان السينمائية فنجده في عام واحد قدم فيلماً كوميدياً ثم أخر غنائياً ثم فيلماً تاريخياً، لذا فالسطور التالية ماهي إلا محاولة لإبراز أهم ملامح مشوار بركات الذي أثمر عن تراث سينمائي فني إنساني فيما يزيد عن المائة فيلم ما بين عمله مونتير وكاتب للسيناريو والحوار ثم مخرجاً من أهم مخرجي السينما المصرية والعربية.
 
 
بركات منتجا
 
بدأ عشق هنري بركات للسينما وتعلقه بها في سن العاشرة حينما ذهب لأول مرة لقاعة العرض السينمائي “بلانتيد” بشبرا – التي وُلد ونشأ بها لأسرة لبنانية –  ، حيث تأثر كثيراً بأفلام دوجلاس فير بانكس وكانت أكثر الأفلام التي تأثر بها فيلم “ميشيل ستروجوف”.
 
لم يبدأ هنري بركات حياته الفنية كمخرج بل بدأها كمنتج من خلال قيامه هو وشقيقه  بإنتاج فيلم “عنتر أفندي” عام 1953 من إخراج إستيفان روستي وتأكد عشقه للسينما من خلال متابعته لسير أعمال الفيلم بكل مراحله منذ بداية التصوير حتي مرحلة المونتاج و المكساج والإخراج طبعاً. شعر بركات أثناء متابعته لمراحل عمل الفيلم ” برغبته أن يعرف المزيد عن السينما لذلك توجه إلي باريس ليتعلم السينما، ثم عاد إلي القاهرة بعد تكوين خلفية سينمائية لا يُستهان بها ليتلقي أول نصيحة في المجال السينمائي من مدير التصوير الإيطالي “كاريني” والذي قال له “مادمت تحب السينما وتريد أن تكون مخرجاً فلابد أن تعمل أولاً في المونتاج”.
بركات مونتيرا
 
أخذ هنري بركات نصيحة “كاريني” علي محمل الجد وأولي إهتمامه ولفترة طويلة بمونتاج الأفلام ومن أهم الأفلام التي أُسند لبركات عملية مونتاجها فيلم إنتصار الشباب للمخرج أحمد بدرخان. ثم عمل كمساعد مخرج لأهم مخرجي فترة الثلاثينات بداية من إستيفان روستي –”إمراة خطرة والعريس الخامس” من إخراج أحمد جلال –” بياعة التفاح” من إخراج حسين فوزي وصولاً لمخرج “العودة إلي الريف” أحمد كامل مرسي.
 
 
الشريد لم يكن أول فيلم يصوره بركات مع أنه يعتبر أول أفلامه كمخرج!
 
لم يكن فيلم “الشريد 1942” هو أول فيلم يصوره بركات فقد سبق وأن أكمل تصوير فيلم “العريس الخامس 1941” والذي كان من إخراج المخرج أحمد جلال، فبعد أن أنهي جلال الفيلم إكتشفت أسيا وكانت هي منتجة الفيلم بأن الفيلم قصير نسبياً ولم يتمكن أحمد جلال من إستكمال تصوير الفيلم لإنشغاله بتصوير فيلماً أخر فطلبت أسيا من بركات استكمال تصويره. ثم عرضت عليه المنتجة آسيا والممثل فتوح نشاطي أن يقوم بإخراج فيلم “الشريد”عن قصة لتشيكوف ليكون أول أفلامه كمخرج.
 
 
الأفلام الكوميدية ثم الأفلام الميلودرامية
 
تعتبر مرحلة عمله مع المنتجة أسيا بمثابة مرحلة التجريب لبركات فقد كان لديه رغبة قوية جداً في خوض تجربة الإخراج للعديد من الألوان السينمائية كالكوميدية مثل “لو كنت غني – القلب له واحد” والميلودرامية مثل “هذا جناه أبي – العقاب – الواجب”.
 
 
الأفلام الغنائية والإستعراضية
 
بركات من أهم المخرجين الذين أثروا المكتبة السينمائية العربية بأفلام غنائية إستعراضية وخاصة تلك التي قدمها في فترة الأربعينيات والخمسينات والتي قام ببطولة معظمها المطرب فريد الأطرش فقد كان يري مخرجنا الكبير  أن الأغنية هي ضرورة تجارية لإنجاح أي عمل في تلك الفترة دون حتي أن يكون لها مبرر درامي واضح وعلل ذلك بأن الأغنية هي الفن الشعبي الأول عند الناس فهم يقدمون الأغنية علي كل شئ فمثلا في أفلام فريد الأطرش يدخل الجمهور الفيلم سوي ليشاهد فقط فريد الأطرش وهو يغني وسامية جمال وهي تتراقص علي أنغامه.
 
قدم بركات في تلك الفترة أفلام ” القلب له واحد – حبيب العمر – عفريتة هانم – معلش يا زهر ثم فيلمه الشهير مع المطربة ليلي مراد شاطئ الغرام”.ثم قدم أفلاماً غنائية هامة جداً بعد تغير وتطور النظرة للفيلم الغنائي وهي بأن تكون للأغنية توظيفاً درامياً بالفيلم يعود علي دراما الموضوع بفائدة وتتسق مع الموضوع ككل فقدم أفلاماً مثل “دايماً معاك لمحمد فوزي – أيام وليالي وموعد غرام وبنات اليوم لعبد الحليم حافظ وعلمونى الحب لسعد عبد الوهاب”.
 
 
البداية  مع أمير الانتقام
 
يُعد فيلم “أمير الإنتقام 1950” هو البداية الحقيقية للمخرج هنري بركات ربما لإختلافه الشديد عن كل ما قدمه من قبل ونظراً لميزانية الفيلم الإنتاجية الضخمة آنذاك ولجمع الفيلم للكثير من النجوم علي رأسهم أنور وجدي فتي الشاشة الأول تلك الفترة ، سراج منير ،مديحة يسري ، حسين رياض ،  محمود المليجي ، فريد شوقي ،سامية جمال ، علي الكسار،  وهو مأخوذ عن قصة الكونت دي مونت كريستو من تأليف أليكساندر دوماس الأب ويعد هذا الفيلم من كلاسيكيات السينما العربية وقد عاد بركات ليقدم نفس القصة ثانية من خلال فيلم “أمير الدهاء” من بطولة فريد شوقي ونعيمة عاكف عام 1964.
 
 
يكشف جمال الريف المصري
 
كان بركات يخشي التصدي لعمل يتناول الفلاحين أو الريف المصري  بشكل عام وذلك لأنه لم يكن يعلم عنه الكثير من تفاصيله  ، هذا ما أكده بركات بنفسه للمذيعة سلمى الشماع  فى برنامج تليفزيونى ، وحين قرر خوض غمار تلك التجربة من خلال فيلم “حسن ونعيمة 1959” و تأكد من نجاح التجربة وحُسن إستقبال الجمهور لها أقدم علي إخراج العمل السينمائي الخالد “دعاء الكروان1959” بعد ما تأجل لفترة لرغبته في تغيير النهاية عن تلك التى وردت فى الرواية  واستلزم ذلك الحصول على موافقة عميد الأدب العربي  وافق وتم تصوير الفيلم  بنهايتين  مختلفتين “نهاية الرواية ونهاية بركات المُقترحة “ثم وافق عميد الأدب العربي علي نهاية بركات بعد أن وجدها الأكثر إتساقاً مع رؤية الفيلم. ثم كانت رائعتة “الحرام 1965” عن قصة للأديب يوسف إدريس.
 
 
الأدب السينمائي
 
يُعد هنري بركات من أكثر مخرجي السينما المصرية الذين إهتموا بالأدب وأخذوا علي عاتقهم تحويل الروايات الناجحة إلي الشاشة ليصل إبداعه من خلال وسيط أخر ألا وهو الوسيط السينمائي الأكثر إنتشاراً وشيوعاً وتأثيراً، فلقد تأثر  بركات كثيراً بالأدب الفرنسي والذي ظهر من خلال بدايات أفلامه كفيلم المتهمة المأخوذ عن القصة الشهيرة مدام Xاليتمتين والذي قام بكتابة السيناريو له ثم  فيلم أمير الإنتقام ومن أهم الأعمال الأدبية التي حولها بركات للسينما فيلم “في بيتنا رجل 1963” و “الباب المفتوح 1963” و”الحب الضائع 1970 “و” الخيط الرفيع 1971″.
 
 
أفلام تجارية فى مشواره
 
قدم هنري بركات بعض الأفلام في نهاية مشواره السينمائي لم تكن بقدر مستوي أفلامه السابقة التي يعد معظمها من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية وقد قوبلت تجاربه الأخيرة  بإستهجان شديد من النقاد وحظيت بفشل جماهيرى ومنها ” أختي، أجمل أيام حياتي ،سؤال في الحب ، مع حبي وأشواقي ،ليالي ياسمين ،العسكري شبراوي ،نوارة والوحش و” تم تقديم معظمها في فترة السبعينات والثمانينات وإعتبر بعض النقاد بعض هذه الأفلام تندرج تحت تصنيف افلام المقاولات لكنه برر ذلك بقوله ” هذا هو المتاح لى  من اختيارات  فى هذا العمر ، فقد تراجع الانتاج كما وكيفا وبدأ اسمه يتوارى مع تقدمه فى السن.
فيلموجرافيا هنري بركات
 
الشريد
لو كنت غني
المتهمة
أما جنان
القلب له واحد
هذا جناه أبي
الهانم
حبيب العمر
العقاب
الواجب
اليتيمتين
ليت الشباب
سجى الليل
عفريتة هانم
معلش يا زهر
شاطئ الغرام
أمير الانتقام
ساعة لقلبك
ورد الغرام
في الهوا سوا
غلطة أب
ما تقولش لحد
من القلب للقلب
لحن الخلود
حياتي أنت
آمال
الهوا مالوش دوا
قلبي على ولدي
أنا وحدي
حكم الزمان
دايما معاك
رسالة غرام
أرحم دموعي
أنا الحب
حدث ذات ليلة
أيام وليالي
قصة حبي
شاطئ الذكريات
موعد غرام
بنات اليوم
علموني الحب
ماليش غيرك
حتى نلتقي
دعاء الكروان
حسن ونعيمة
أرحم حبي
موعد مع المجهول
في بيتنا رجل
شاطئ الحب
أعز الحبايب
يوم بلا غد
الباب المفتوح
سلاسل من حرير
أمير الدهاء
الحرام
ليلة الزفاف
شيء في حياتي
شمس
الحب الضائع
الحب الكبير
الخيط الرفيع
بنت الحارس
أختي
حكاية بنت اسمها مرمر
الزائرة
امرأة سيئة السمعة
أجمل أيام حياتي
الساعة تدق العاشرة
حبيبتي
نغم في حياتي
سؤال في الحب
رحلة الأيام
أخواته البنات
أفواه وأرانب
مع حبي وأشواقي
ليالي ياسمين
المرأة هي المرأة
أذكريني
ولا عزاء للسيدات
عشاق تحت العشرين
الشك يا حبيبي
لست شيطانا ولا ملاكا
شعبان تحت الصفر
امرأة بلا قيد
وادي الذكريات
العسكري شبراوي
حسن بيه الغلبان
ليلة القبض على فاطمة
الأرملة والشيطان
أنغام
نوارة والوحش
حالة تلبس
المتمرد
أرملة رجل حي
لعبة الأشرار
تحقيق مع مواطنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى