هشام سليم : علمتني أخلاقيات المهنة
خاص ـ «سينماتوغراف»
على حد تعبيره هي «أسطورة فنية ونجمة من طراز خاص تعرف كيف تجعل من أي عمل ثروة فنية، ما يجعلها مرجع لأي نجمة شابة تبحث عن النجاح الحقيقي أو نجم شاب.. فهي مدرسة أخرجت العديد من المواهب الفنية وقدمتهم للساحة وشاءت الأقدار أن أكون واحدا منهم بل كنت من المحظوظين في التعامل معها، ولم لا وهى واحدة من أهم نجمات الزمن الجميل وسيدة الشاشة العربية بلا منازع»..
هكذا وصف الفنان هشام سليم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وأضاف: مثلما كنت أعتبرها أما لي في الحقيقة قدمتني للشاشة السينمائية كابن لها وتحملت مراهقتي في فيلم «إمبراطورية ميم» حتى وصلت معها لـ «أرض الأحلام» والذي كانت محطته مختلفة بالنسبة لي أيضا في تاريخ السينمائي.
إن علاقتي بـ «فاتن حمامة» لم تتوقف عند العمل فقط ولكن كانت لها أبعاد إنسانية وعلاقات أسرية من خلال الصداقة القوية التي جمعت بين أسرتي و«فاتن حمامة»، حيث كانت سيدة الشاشة العربية صديقة مقربة لأسرتي ووالدتي وكذلك جدتي والدة لاعب الكرة الشهير «صالح سليم» وأتذكر أنهم كانوا يتبادلون الزيارات وقد بدأت هذه العلاقة وقويت بعدما قدم والدي «صالح سليم» فيلم «الباب المفتوح» مع «فاتن حمامة» فقد ساهم هذا العمل في وجود صداقة قوية جمعت بين الأسرتين.
يواصل هشام: لا أبالغ إذا قلت أن الفنانة «فاتن حمامة» أم لي وهو ما بدا واضحا على الشاشة السينمائية، فلم أشعر يوما في تعاملي معها بأي غربة وإنما كأنني بين أحضان والدتي حقا وهو ما قد لاحظه الكثير من المشاهدين في فيلم «إمبراطورية ميم».
هشام لم يكن يفكر في التمثيل وإنما جاء هذا من باب المصادفة ولكنه يقول: لا أنكر أنه كانت لي في مرحلة الصغر اهتمامات فنية وكنت شغوفا بمتابعة الفن ولكن لم أتخيل دخولي التمثيل وبالصدفة البحتة عملت مع «فاتن حمامة»، والتي كانت تيمة الحظ لي.
في ذلك الوقت كنت في مرحلة عمرية لا تتجاوز 15 عاما، أي فترة المراهقة وتصادف أن تقوم آنذاك سيدة الشاشة العربية بالتحضير لفيلمها الجديدة «إمبراطورية ميم».. والذي كانت تقدم من خلاله دور سيدة متزوجة ونظرا لأن الزوج كان وحيدا فكان يتمنى إنجاب أطفال كثيرة حتى يكون إمبراطورية ويرحل ويتركها في الحياة ومعها ستة أبناء تكون بمثابة الأم والأب لهم، وبينما تبحث أسرة الفيلم وعلى رأسهم المخرج حسين كمال عن أولاد يشاركون في الفيلم رشحتني «فاتن حمامة» وقتها للمخرج «حسين كمال» لأداء دور ابنها وهو دور ابن في سن المراهقة تثير تصرفاته حفيظة والدته وبالفعل أديت الدور وكان بداية عشقي للفن فقد كان هذا العمل بمثابة حلم جميل عشت فيه حيث عشقت الشخصية التي قدمتها وشعرت أن بها جزءا يشبهني.
وبالتأكيد ما أتذكره في كواليس هذا العمل أن فاتن حمامة كانت أما ليست لي أنا وحدي ولكن للجميع، والى جانب ذلك وجدتها فنانة تهتم بكل تفاصيل العمل وكانت دائما ما تقوم بإرشادنا ومساعدتنا، لذلك أعتبر نفسي حقا من المحظوظين بأن كانت بدايتي وأول تجاربي في التمثيل مع «فاتن حمامة».
وأقول إن فاتن حمامة كانت السبب الأول في حبي للتمثيل، احتوتني بخبراتها الفنية واكتسبت منها الكثير فتعلمت منها التمثيل واكتسبت منها كثيرا من أخلاقيات المهنة والالتزام بالمواعيد وأن يكون الحب والموهبة هما أساس أي عمل، فرغم صغر سني ورغم أن تواجدي في العمل دون إرادة حقيقية مني إلا أنني احترفت بعده التمثيل وساهم «إمبراطورية ميم» بشكل أو بآخر في صقل موهبتي.
يواصل هشام: لم يجمعني بالفنانة فاتن حمامة فيلم «إمبراطورية ميم» فقط وإنما قدمت معها أيضا فيلم «أرض الأحلام» في مرحلة الشباب وأديت أيضا دور الابن، ورغم طول الفترة بين العملين «إمبراطورية ميم» و«أرض الأحلام» فإنني وجدت سيدة الشاشة العربية خلال العملين أسطورة فنية ونجمة تحمل مواصفات خاصة.